فيلم وثائقي عن بريطانيا قذائف نارية في السماء بدأت مراسم حفل ختام الدورة الأولمبية الصيفية التاسعة والعشرين، فى تمام الساعة الثامنة والدقيقة الثامنة بتوقيت بكين المحلى -الثناية عشرة ظهراً بتوقيت جرينتش- يوم الأحد- ومثلما كان الحال فى حفل الافتتاح-وفى المقر ذاته داخل الاستاد الوطنى"عش الطائر" الذى يتسع لأكثر من 91 ألف متفرج بالإضافة لنحو 11 ألف كرسى متحرك يمكن إخراجه وإدخاله من والى الاستاد. فى بدايه الاحتفال تم رفع العلم الصينى ذى اللونين الأحمر والنجوم الخمسة الصفراء، وكذلك رفع العلم الأولمبى الأبيض اللون بحلقاته الخمس رمزا لقارات العالم ثم قرعت الطبول عاليه إيذانا ببدء مراسيم حفل الاختتام المنتظر أن يستغرق أقل من ساعتين خلافا لحفل الافتتاح الذى امتد لقرابة أربع ساعات. أبرز الحضور رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون ورؤساء جمهوريات أيسلنده والدومينيكان ورئيس وزراء إستراليا وبلجيكا ولاتفيا وأيرلندا ومنغوليا وغيرهم . الحفل الختامي ختام رائع لدورة الألعاب الأولمبية بدأ الحفل الختامى بمشاركة 1048 راقصا وراقصة فى تقديم مجموعة من التابلوهات الفنية تعكس ملامح الحضارة الصينية القديمة كما تجسد الجهود التى بذلتها الصين لاستضافة وتنظيم هذه الدورة الأولمبية على ست من مدنها البالغ عددها الإجمالى 668 مدينة فضلا عن الرياضات ال28 التى مثلت خلال هذه الدورة التابلوهات الفنية غلب عليها اللون الفضى الذى يرمز فى العقيدة الصينية الى الآفاق الرحبة وهى دلالة على النجاح الكبير الذى حققته تلك الدورة، فضلا عن اللون الأصفر رمز الشمس الساطعة للمستقبل المنشود للبرشية بأسرها. وداخل حلبة الاستاد يقوم مائتان من راكبى الدراجات بالدوران فى استعراض بهلوانى أكروباتى، على وقع دخول عشوائى "دون ترتيب أبجدى لأسماء الدول أو الفائزين بالميداليات" لحملة الأعلام للدول ال204 التى شاركت فى هذه الدورة يتقدمها العلم اليونانى كالمعتاد باعتبار اليونان هى مهد الحركة الأولمبية . وقد اختير لاعب الخماسى الحديث المصرى عمر الجيزاوى لحمل علم مصر رغم أنه جاء فى الترتيب ال32، غير أن اختياره من جانب البعثة المصرية الرسمية يعزى إلى تحقيقه رقما قياسيا عالميا فى منافسة السباحة إحدى الرياضات المشكلة للخماسى الحديث. وقام رئيس اللجنة الدولية الأولمبية بتسليم الميداليات الثلاث للفائزين الثلاثة فى سباق الماراثون باعتبار الماراثون هى الرياضة الأخيرة التى عادة ما تختتم بها الدورات الأولمبية. وقد حاز العداء الكينى البالغ من العمر 21 صمويل كاماو وانسيرو ذهبية ماراثون الرجال فى زمن 2.06.32 ساعة، محطما الرقم الأولمبى السابق الذى أحرزه البرتغالى كارلوس لوبيس فى أولمبياد لوس انجيليس عام 1984 بفارق دقيقتين و 49 ثانية. وحل المغربى جواد غريب فى المركز الثانى ليحطم أيضا الرقم الأولمبى السابق ويقطع السباق فى زمن 2.07.16 ساعة، بينما جاء الإثيوبى تسيجاى كيبيدى فى المركز الثالث بزمن 00ر10ر2 ساعة. وعزف السلام الوطنى لدولة كينيا ورفع علمها فى حفل الختام وفقا للأعراف السائدة فى الأولمبياد. وأعلن جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية أسماء الأعضاء الأربعة الجدد الذين انضموا إلى اللجنة البالغ عدد أعضائها الأساسيين 15 عضوا. ووفقا للوائح يتم كل أربع سنوات اختيار أربعة أعضاء جدد ليحلوا محل أربعة أعضاء قدامى. والأعضاء الأربعة الجدد الذين أعلن عنهم جاك روج هم من كوريا الجنوبية (بطل تايكوندو) وروسيا الاتحادية (بطل سباحة) وألمانيا (بطلة سلاح) وكوبا (بطلة فى الكرة الطائرة)، وبعد ذلك تم رفع العلم اليونانى وعزف السلام الوطنى لدولة اليونان باعتبارها مهد الحركة الأولمبية. وفى إشارة لا سابق لها تعبيرا عن الامتنان .. قدم الأعضاء الأربعة الجدد الذين انتخبوا للجنة الأولمبية الدولية، باقات الزهور ل12 متطوعا لأولمبياد بكين فى حفل اختتام الألعاب تم اختيارهم من بين مائة ألف متطوع يعملون فى منشآت الألعاب، ولكنهم يمثلون أيضا نحو 6ر1 مليون آخرين ساعدوا منظمى الألعاب فى خدمات الأمن والنقل والمعلومات والإقامة والإعاشة. وقال ليو تشى رئيس اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية ال29 - فى كلمة ألقاها فى حفل اختتام الألعاب ليل "الأحد" - "بكين 2008 كانت أعظم احتفال للتضامن وأعظم احتفال للسلام وأعظم احتفال للصداقة .. لقد اختفت فيها تماما أي فوارق للجنس أو اللون أو العقيدة وترسخت فيها الثقافة والقيم والروح الأولمبية .. آملا أن تسود العالم على الدوام". ثم ألقى جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كلمة قال فيها "أصدقائى الصينيين نصل اليوم إلى ختام الأولمبياد، طوال هذه الألعاب تعلم العالم الكثير عن الصين وتعلمت الصين الكثير عن العالم، أكثر من 11 ألف رياضى جاءوا من 204 دول للمشاركة فى هذه الدورة، نجوم جدد ولدوا خلال هذه الدورة ونجوم رسخوا نجاحاتهم وآخرون أخفقوا، لكننا شاركنا الجميع أفراحهم وأطراحهم". وأضاف "اليوم دعونا نتمنى الأفضل لجميع رياضيى العالم، كنتم نموذجا رائعا حقا، لقد نجحتم أن تؤكدوا لنا قدرة الرياضة على توحيد الشعوب، إن الروح الأولمبية تغلبت على حرارة المنافسة بين الدول - التى كان بعضها فى حالة تنافس - آمل حقا فى أن تحتفظوا بهذه الروح لدى عودتكم إلى بلادكم". وأعلن روج - الرئيس الثامن للجنة الأولمبية الدولية - رسميا اختتام الدورة الأولمبية الصيفية ال29، ثم عزف السلام الوطنى لدولة بريطانيا باعتبارها الدولة المضيفة للأولمبياد القادمة 2012، وبعد ذلك عزف النشيد الوطنى الأولمبى، وجرت مراسم إنزال وتسليم العلم الأولمبى بين عمدتى بكين جو جين لونغ ولندن بوريس جونسون. فيلم وثائقي عن بريطانيا وقد أطفئت أنوار إستاد عش الطائر وتحول المكان إلى ظلام دامس، وأخليت الساحة الرئيسية من جميع الرياضيين، ليظهر على الشاشات العملاقة المثبتة فى أركان الاستاد فيلم وثائقي عن بريطانيا الدولة المضيفة للأولمبياد القادمة. وتضمن الفيلم لقطات حول الشعار الذى اختارته بريطانيا للأولمبياد القادمة، فضلا عن أهم ملامح عاصمة الضباب من بينها الشماسى الواقية من المطر وحافلات النقل العام الشهيرة حمراء اللون ذى الطابقين حيث تحولت الحافلة إلى مسرح كتب عليه العاصمة لندن - باعتبارها المدينة البريطانية الوحيدة التى ستجرى فيها جميع فعاليات الأولمبياد - وصعد إليه مجموعة من أشهر فنانى بريطانيا جاءوا خصيصا إلى بكين للمشاركة فى هذه المناسبة حيث قدموا عروضا فنية غنائية راقصة. وكانت المفاجأة ظهور النجم الرياضى العالمى ديفيد بيكام على هذا المسرح بصحبة المطربة الشهيرة جيمى لو بوج .. حيث ضج المكان بالتصفيق الحاد، ثم صعدا سويا نموذجا يشبه الطائرة فى إشارة إلى تأهب الشعلة الأولمبية لمغادرة العاصمة بكين متوجهة إلى لندن. أخيرا وبعد رحلة طويلة هى الأطول فى التاريخ الأولمبى (138 ألف كم) .. إنطفأت شعلة بكين إيذانا بإعلان انتهاء فعاليات الدورة الأولمبية الصيفية ال29 رسميا، كما تم إضاءة أنوار "برج الذكريات" وهو برج يصل ارتفاعه إلى 23 مترا واستغرق تصميمه وتشييده قرابة عام كامل. وصعد إلى البرج مجموعة من لاعبى الأكروبات .. حيث قاموا بتشكيلات فنية رائعة تعكس أهم ملامح دورة بكين الأولمبية، الشعار "بكين الراقصة" رحلة الشعلة، ثم استخدموا شرائط ملونة من الحرير الطبيعى الذى تشتهر به الصين منذ الأزل فى تقديم عدد من أهم الأرقام القياسية " عدد الدول المشاركة، عدد الرياضيين، عدد الميداليات، عدد الأشجار التى تم زرعها، وغيرها. قذائف نارية في السماء دورة الألعاب الأولمبية وعلى وقع تلك الحركات البهلوانية .. تم إطلاق 17 ألف قذيفة نارية إلى عنان السماء. وحول ذلك البرج .. تجمع عدد من أشهر فنانى الصين لتقديم فقرة غنائية مشتركة تحت إسم "وى آى مى بيجين" -أحبك يا بكين- على أنغام الآلات الموسيقية الصينية التقليدية والغربية الحديثة. وقد تحول إستاد "عش الطائر" بأكمله إلى أشبه ما يكون بحلبة سيرك كبير يؤدى داخله مئات من اللاعبين حركات بهلوانية بدوا معها وكأنهم معلقون فى الهواء يتأرجحون صعودا وهبوطا وهم يلوحون بأيديهم للحضور كما لو كانوا يودعون الجميع آملين لهم عودة سالمة إلى أوطانهم وحظا أوفر فى الدورات القادمة. ومن جديد، عادت الألعاب النارية تطلق بكثافة فى الهواء، لكن هذه المرة تحية خاصة مصحوبة بنثر الورود للنجم الصينى العالمى جاكى تشان - الذى دخل الاستاد لينشد أغنية "وداعا أيها الأصدقاء، حتما سيتجدد اللقاء .. لتلتهب الأكف بالتصفيق الحاد. وبمجرد انتهاء حفل الختام، زحف إلى شوارع بكين ملايين البشر وراحوا يطلقون الألعاب النارية، يهللون ويرقصون ويغنون ابتهاجا بالنهاية السعيدة لهذا العرس الرياضى الكبير الذى صعد بالصين بقوة على المسرح العالمى مسطرا صفحة جديدة فى تاريخ بلادهم يتعذر أن يطويها النسيان. (أ ش )