انطلق الحفل الأسطورى لافتتاح أولمبياد بكين 2008 فى تمام الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، بحضور عدد من ملوك ورؤساء ومسئولى مختلف دول العالم فى إستاد "عش الطائر"، وسط إجراءات أمنية مشددة. ولم يحضر رئيس عربى حفل الافتتاح سوى الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة، بينما كان أشهر الغائبين كل من: المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطانى جوردون براون، الذى سيحضر حفل الختام، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلوسكونى وسكرتير عام الأممالمتحده بان كى مون. تقدم الرئيس الصينى هو جينتاو نحو 90 رئيساً وملكاً، وصعد إلى المقصورة الرئيسية فى وسط إستاد "عش الطائر".. وبدأ الاحتفال برفع علم الصين الأحمر اللون ذى النجوم الخمس الصفراء على أنغام النشيد الوطنى "مارش المتطوعين" الذى قامت بإلقائه طفلة صينية، فى رمزية لا تخلو من دلالة تتمثل فى أن هؤلاء الأطفال هم المستقبل، الذى تعلق عليه الصين جل آمالها فى الاندماج مع العالم، والمشاركة فى قيادته نحو السلام والوئام والانسجام. واستغرق الحفل 3 ساعات ونصف الساعة، وتخلله كلمات للرئيس الصينى، تلاها رئيس اللجنة الأولمبية الدولية جاك روج، لتبدأ بعد ذلك العروض الفنية تحت عنوان "الأولمبياد الجميل"، يمزج فيه المخرج الصينى الشهير "وانغ تشاوقه" بعض مفردات الحضارة الصينية الضاربة بجذورها فى أعماق ما قبل التاريخ مع بعض إنجازات مسيرتها التنموية الرائدة فى شتى المجالات، والتى أبهرت العالم جراء وتيرتها المتسارعة. بدأ حفل الافتتاح بقيام 2008 شاب بقرع 2008 من آلة (فو) وهى آلة موسيقية صينية قديمة، يرجع تاريخها إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، فيما يرمز العدد 2008 إلى العام الحالى، تبع ذلك مراسم الترحيب الصاخبة على صدى المفرقعات النارية. نشيد "أنت وأنا أصدقاء" الذى استغرق ثلاث دقائق، جاء فى مقدمة عروض الاحتفال، ثم بدأ طابور عرض أعلام الدول المشاركة فى الأولمبياد، وفقا لترتيب المقاطع الصينية الذى يختلف كليا عن ترتيب الحروف الأبجدية، سواء فى العربية أو اللاتينية، وهى أطول فقرة فى حفل الافتتاح، حيث تشارك فى ذلك الطابور 204 دول بدلا من 205 دول بعد استبعاد سلطنة بروناى. وجاء إقاد الشعلة فى الفقرة الأخيرة من الحفل، كما خصص الحفل فقرة خاصة عن الزلزال الأخير الذى ضرب مقاطعة سيتشوان الصينية فى 12 مايو الماضى، وذلك تجسيدا لحجم الكارثة وتخليدا لأرواح ضحايا الزلزال الذين تجاوزوا 100 ألف قتيل ومصاب. وتتكون مراسم حفل الافتتاح من ثلاثة أجزاء رئيسية: الأول يتضمن المراسم قبل العروض الفنية، مثل مراسم الترحيب ورفع العلم الوطنى الصينى وعزف النشيد الوطنى الصينى. أما الجزء الثانى والأساسى فيتضمن عروضا فنية تحت عنوان "الأولمبياد الجميل"، وهى تتكون من جزأين هما "الحضارة اللامعة" و"العصر الباهر"، وتجسد العروض الفنية تاريخ الصين العريق وحضارتها اللامعة ومنجزات الإصلاح والانفتاح للصين. بينما يتكون الجزء الثالث من مراسم دخول الرياضيين إلى الملعب، حسب ترتيب المقاطع الصينية لأسماء الدول المشاركة، وإلقاء كل من رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية كلمة، وإعلان الرئيس الصينى افتتاح الأولمبياد، ودخول علم اللجنة الأولمبية الدولية إلى الملعب، وعزف نشيد اللجنة الأولمبية الدولية ورفع علمها، وأداء ممثلى الرياضيين اليمين وأداء ممثلى الحكام اليمين، وإطلاق حمامات السلام، ونقل الشعلة داخل الملعب، ومراسم الإشعال الأخير. وسيستمر الجزء الثالث نحو ساعتين ونصف الساعة، حيث تستغرق مراسم دخول الرياضيين إلى الملعب ساعتين تقريبا. واستثناء لترتيب المقاطع الصينية، تقدمت اليونان "باعتبارها مهد الألعاب الأولمبية" عروض الرياضيين الأولمبيين، خلال مراسم الحفل وحمل علم اليونان إلياس إلياديس صاحب ميدالية الجودو وزن خفيف متوسط (81 كجم) فى أولمبياد أثينا عام 2004. وعلى هامش الحفل، أعلن جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية رسميا، عن انتخاب "يو تساى تشينغ" نائبا لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، علما بأنه يشغل حاليا منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الصينية. وقال روج إنه تم انتخاب "يو" فى ختام الدورة ال120 للجمعية العامة للجنة الأولمبية الدولية، التى تواصلت أعمالها على مدار اليومين السابقين فى بكين، حيث حصل على 84 صوتا من 94، مشيرا إلى أن فوزه الساحق يعكس مدى إعجاب اللجنة الدولية الأولمبية، وتقديرها للجهد الخارق الذى بذله على مدار سنوات طويلة للإعداد لدورة بكين الأولمبية، التى نعيشها اليوم ونستمتع سويا بانطلاق فاعليتها الأولى. كذلك تم انتخاب البطلين الأولمبيين السابقين فى الوثب بالزانة، سيرجى بوبكا من أوكرانيا ويوجور أردنير من تركيا عضوين باللجنة الأولمبية الدولية.