للتاريخ مكرمة قائد...و وطن أين المجتمع الدولي؟! ممارسات استفزازية، قديمة جديدة، تواصلها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الأهل الصامدين في الجولان السوري المحتل. وآخرها مصادرة بطاقات الهوية التي تحمل الرقم الوطني من الطلاب العائدين من الوطن إلى القرى المحتلةبعد عام دراسي مفعم بالتواصل مع الوطن الأم ...ومصادرة الهويات المتعارضة والقوانين والأعراف الدولية جاءت في أجواء تثير التساؤلات... لماذا هذا الصمت الدولي على ممارسات الاحتلال....؟! للتاريخ قادة الارهاب المنظم في «إسرائيل» الذين طردوا مع آلياتهم المدرعة والمزودة بأحدث الاسلحة من قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية والغجر تحت الضغط والمقاومة الشعبية عام 1982 حاملين معهم بقايا من الهويات الإسرائيلية الممزقة والمرمية في حاويات القمامة والمفارق اعلنوا أن قرارهم الجائر بضم الجولان لن يتعدى مجرد الحبر على الورق في ادراج الكنيست ....،وهذا ما ترجمه الأهل من الأقوال إلى الأفعال من خلال تجذرهم بحقهم المشروع .... حق الانتماء لهوية الآباء والأجداد... الهوية العربية التي لا بديل عنها مهما تغطرس المحتل فكانت الوثيقة الوطنية التي اعلنوها عام 1981 دستور عمل وطني مناهض للاحتلال تجسدت بأبهى صورها في الاضراب الوطني الشهير مطلع العام 1982 والذي استمر لأكثر من ستة أشهر وكان انتصاراً للإرادة الوطنية على إرادة القوة ... قوة العسكرة والترهيب والاعتقال ...والقهر مكرمة قائد...و وطن تتويجاً لنضال الأهل ووفاءً لصمودهم والانتماء لقدسية ترابه وجه السيد الرئيس بشار الأسد في تشرين الثاني لعام 2007 بمنح الرقم الوطني لأبناء الجولان الصامد.. وتوجيه قائد الوطن الذي يضع الجولان بترابه وهوائه ومائه في مقدمة سلم أولوياته الوطنية والقومية كان تاجاً من العزة والفخار كلل به الأهل رؤوسهم الشامخة أبد الدهر ... وجعل العيون مشدودة للوطن وللحظة التحرير المرتقبة... وأكد المناضل حسن فخر الدين من مجدل شمس وباسم الأهل أن هذه المكرمة ليست بجديدة على سيد الوطن وقال: إنه نصر سياسي بامتياز وتوجيهات القائد المفدى الدكتور بشار الأسد بمنحنا الرقم الوطني والهوية السورية التي نعتز بها ونلتصق بها كما نلتصق ونتجذر بأرضنا وعروبتنا وجولاننا أسعدتنا جميعاً بأن يصبح لأجيالنا التي ولدت تحت الاحتلال قيود وهوية ... وأضاف فخر الدين: تهب علينا في جولاننا المحتل العواصف التي تعبث فينا ولكننا نحن أبناء سورية وقائدها المفدى السيد الرئيس بشار الأسد، وقد عاهدنا الله والوطن بأن نقف بكل قوة وإيمان بوجه المؤامرات الصهيونية الرامية إلى سلخنا عن وطننا والتي باءت بالفشل لأننا جزء لا يتجزأ من الشعب السوري العظيم وقيادته الحكيمة والشجاعة ... وسنبقى على العهد متمسكين بالأرض والهوية وبالانتماء المطلق للوطن الأمل ونحن على موعد قريب مع جحافل النصر المؤزر تحت راية قائدنا ورمز عزتنا السيد الرئيس بشار الأسد. ومحافظة القنيطرة ووزارة الداخلية حولت توجيهات السيد الرئيس إلى ورشة عمل متكاملة حيث تم انجاز منح الرقم الوطني لجميع طلاب الجولان الدارسين في الوطن فضلاً عن الأهل المقيمين في تجمعات النازحين «جرمانا ودمشق وريف دمشق» وتم وضع آلية عمل آخرى لمنح الرقم للأهل خلف الاسلاك مع فتح خانة جديدة «خانة الجولان» لتوثيق القيود والرقم الوطني لجميع مواطني القرى المحتلة... أين المجتمع الدولي؟! في 15 نيسان ومطلع تموز الماضي كان جنود الاحتلال بانتظار عبور طلاب الجولان... وهناك على الطرف الآخر من نقطة العبور بدأمسلسل الترهيب والقمع بحق الطلاب العائدين ومع أنفاسهم عبق قاسيون وفي قلوبهم حب الوطن لكل حبة تراب من جولاننا العائد لثرى الوطن لامحال.... حيث تمت مصادرة جميع الهويات التي تحمل الرقم الوطني مع التحقيق اللاإنساني مع الطلاب.. في وقت اغمضت فيه وسائل الإعلام الغربية عينيها عن هذه الممارسات المتعارضة وأبسط قواعد وقوانين واتفاقيات حقوق الإنسان.. يقول القانوني محمد صالح المحاميد: هذه الإجراءات تخالف جميع الاتفاقيات الدولية والإنسانية واتفاقية جنيف الرابعة والمتعلقة بمعاملة السكان تحت الاحتلال وتتعارض ومعاهدة «لاهاي» وجميع البروتوكولات الدولية وعليه يستدعى الأمر تحركاً دولياً حازماً بحق اسرائيل للكف عن ممارساتها التعسفية واللاإنسانية... بقي أن نقول: رغم المصادرة ... والقمع والبطش تبقى هوية الأهل عربية سورية تصونها الوثيقة الوطنية المهمورة بدماء شهداء الجولان .. ويبقى الرقم الوطني للبطاقة الشخصية تاجاً من العزة والفخار يكلل به الأهل رؤوسهم الشامخة أبد الدهر...