موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم في مصر الأحد 17 أغسطس 2025 بعد خسارة 1.7% عالميًا    حياة كريمة.. 4 آبار مياه شرب تقضى على ضعفها بقرية الغريزات ونجوعها بسوهاج    اليوم، البورصة المصرية تطلق رسميا أول تطبيق لها على الهواتف المحمولة    السيسي يوجه بزيادة الإنفاق على الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم    سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري بعد هبوطه عالميًا    وزير الإسكان يتفقد مشروع "سكن لكل المصريين" و"كوبري C3" بالعلمين الجديدة    زلزال يضرب مدينة الأغواط الجزائرية    استئناف إدخال شاحنات المساعدات إلي قطاع غزة    خالد الغندور يكشف ردًا مفاجئًا من ناصر ماهر بشأن مركزه في الزمالك    مشيرة إسماعيل تكشف كواليس تعاونها مع عادل إمام: «فنان ملتزم جدًا في عمله»    100 عام على ميلاد هدى سلطان ست الحسن    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 17 أغسطس 2025    الأهلي يعلن تفاصيل إصابة محمد علي بن رمضان لاعب الفريق    10 صور لتصرف غريب من حسام عبد المجيد في مباراة الزمالك والمقاولون العرب    خروج يانيك فيريرا من مستشفى الدفاع الجوى بعد إجرائه بعض الفحوصات الطبية    تامر عبد الحميد يوجه انتقادات قوية للزمالك بعد التعادل مع المقاولون العرب    مصرع سيدة وإصابة 9 آخرين فى حادث مرورى بين سيارة أجرة وتروسيكل بالإسكندرية    فرح يتحوّل إلى جنازة.. مصرع 4 شباب وإصابة آخرين خلال زفة عروسين بالأقصر    كانوا في زفة عريس.. مصرع وإصابة 6 أشخاص إثر حادث مروع بالأقصر    7 شهداء فى غارة على ساحة المستشفى المعمدانى بمدينة غزة    وزير خارجية روسيا يبحث مع نظيريه التركي والمجري نتائج قمة ألاسكا    صربيا تشتعل، متظاهرون يشعلون النار بالمباني الحكومية ومقر الحزب الحاكم في فالييفو (فيديو)    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث انقلاب دراجة بخارية بأسوان    أبطال واقعة "الليلة بكام"، قرار جديد ضد المتهمين بمطاردة طبيبة وأسرتها بالشرقية    موعد ومكان تشييع جنازة مدير التصوير تيمور تيمور ويسرا تعتذر عن عدم الحضور    تدق ناقوس الخطر، دراسة تكشف تأثير تناول الباراسيتامول أثناء الحمل على الخلايا العصبية للأطفال    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    في تبادل إطلاق النيران.. مصرع تاجر مخدرات بقنا    رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    ملف يلا كورة.. تعثر الزمالك.. قرار فيفا ضد الأهلي.. وإصابة بن رمضان    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    لأول مرة بجامعة المنيا.. إصدار 20 شهادة معايرة للأجهزة الطبية بمستشفى الكبد والجهاز الهضمي    رئيس الأوبرا: واجهنا انتقادات لتقليص أيام مهرجان القلعة.. مش بأيدينا وسامحونا عن أي تقصير    توقعات الأبراج حظك اليوم الأحد 17 أغسطس 2025.. مفاجآت الحب والمال والعمل لكل برج    تعليق مثير فليك بعد فوز برشلونة على مايوركا    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    أول يوم «ملاحق الثانوية»: تداول امتحانات «العربي» و«الدين» على «جروبات الغش الإلكتروني»    شهداء ومصابون في غارة للاحتلال وسط قطاع غزة    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    مي عمر على البحر ونسرين طافش بفستان قصير.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    كيف تتعاملين مع الصحة النفسية للطفل ومواجهة مشكلاتها ؟    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    بريطانيا تحاكم عشرات الأشخاص لدعمهم حركة «فلسطين أكشن»    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    "عربي مكسر".. بودكاست على تليفزيون اليوم السابع مع باسم فؤاد.. فيديو    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    حزن ودعوات| المئات يشيعون جثمان «شهيد العلم» في قنا    القائد العام للقوات المسلحة: المقاتل المصري أثبت جدارته لصون مقدرات الوطن وحماية حدوده    وزير الأوقاف: مسابقة "دولة التلاوة" لاكتشاف أصوات ذهبية تبهر العالم بتلاوة القرآن الكريم    الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى    الإصلاح والنهضة يواصل تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب عبر استمارة إلكترونية    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المشروع الصهيوني إلى زوال (الثانية)
نشر في الشعب يوم 27 - 07 - 2006

الإرهاب هو حجر الزاوية في الاستراتيجية الصهيونية !.
الكيان الصهيونيّ -بكلّ اتجاهاته- لا يُقيم وزناً لأي سلامٍ مزعومٍ مع العرب والمسلمين، لأنّ البنية النفسية الصهيونية اليهودية، هي بنية إجرامية إرهابية عنصرية، لا تَقْدِر على الخروج من جِلدها!.. ولنأخذ مثالاً على ذلك: محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ (خالد مشعل) في العاصمة الأردنية عمّان منذ سنوات (في 25/9/1997م)، وهي المحاولة الآثمة التي ارتكبها الموساد الصهيوني، التي فضحت حقيقة النزعة العدوانية الإرهابية الصهيونية، وكان من ثمرات تأييد الله عز وجل للمجاهدين المخلصين في ذلك الوقت: الإفراج عن الشيخ المجاهد الشهيد (أحمد ياسين) من سجون الكيان الصهيونيّ، فضلاً عن إنقاذ حياة القائد المغدور الأستاذ (خالد مشعل)!.. وهذه القضية أظهرت بوضوح، أنه عندما يتم التعامل مع الكيان الصهيونيّ على أساس أنه مجرم إرهابيّ نشاز.. فإنّ ذلك يحقق الكثير من النجاح، ويُحرج العدو، ثم يضعه في مأزقٍ حقيقيٍ، ويضع الأمة عند أعتاب نصرٍ مبينٍ بثباتٍ واقتدار!.. وهكذا انقلب السحر على الساحر في هذه القضية، فبدلاً من أن يحقق العدوّ الصهيونيّ إنجازاً باغتيال السيد (خالد مشعل).. فإنّ عناية الله في الطرف المقابل أدت في النهاية إلى إنقاذ حياة السيد مشعل.. أولاً، ثم إلى الإفراج عن زعيم المجاهدين وشيخهم (أحمد ياسين) –رحمه الله- من سجون الصهاينة.. ثانياً، فضلاً عن فضح حقيقة الصهاينة اليهود، وفضح نزعتهم العدوانية الإرهابية الإجرامية أمام العالَم كله.. ثالثاً!..
تلك العملية الآثمة تمت على أيدي أفرادٍ من اليهود الصهاينة (عملاء الموساد)، وهم يحملون جوازات سفرٍ (كندية)، وعلى أرض دولةٍ ذات سيادةٍ (الأردن) بينها وبين إسرائيل اتفاقية سلام!.. لذلك فهذه العملية تكشف عن حقيقتين هامّتين :
1- اغتصاب الصهاينة لسمعة دولةٍ أخرى هي (كندا)، بكل غطرسةٍ واستخفاف!..
2- واستباحتهم للأرض الأردنية وسيادتها، منتهكين بذلك أبسط مبادئ العلاقات بين الدول، ومبادئ اتفاقية السلام المزعوم، الموقَّعة بين الطرفين الأردني والإسرائيلي، بضمانةٍ دوليةٍ وشهادةٍ أميركية!..
تلك الحادثة وتداعياتها إذن، تعبّر بوضوحٍ شديدٍ عن حقيقة السلام المزعوم، الذي يسعى إليه الإرهابيون الصهاينة وحلفاؤهم!.. وتشير بوضوحٍ أشد، إلى الموقع المرموق للإرهاب الإجراميّ في الاستراتيجية الصهيونية، بعنصريتها البغيضة، وفكرها الخبيث الشاذّ!..
لا يفوتنا أن نشير أخيراً، إلى أنّ الضجة السياسية والإعلامية التي ظهرت في الكيان الصهيونيّ آنئذٍ، التي احتجّ أصحابها الصهاينة على محاولة اغتيال الأستاذ (مشعل)..لم تكن احتجاجاً على العملية نفسها، وإنما كانت احتجاجاً على عدم إتقان الموساد لحلقاتها، ما أدى إلى فشلها!.. فالمحتجّون الصهاينة والشارع الصهيونيّ بكل فئاته وطبقاته، لم يحاكِم العملية الإرهابية الإجرامية الآثمة نفسها، بل حاكَمَ الفشل الذي وقع فيه (الموساد الصهيونيّ)، الذي لو نجح في إرهابه واغتياله وإجرامه، لَنَثَرَ الصهاينة عليه الأوراد والرياحين وأكاليل الغار!..
الإرهاب الصهيونيّ والمجتمع الدوليّ
من عوامل انحطاط النظام العالميّ الحاليّ، هذا التناغم والتواطؤ القائم، ما بين ما يسمى بالمجتمع الدولي وبين الكيان الصهيونيّ.. هذا المجتمع الدولي الذي يخضع لسيطرة القطب الواحد والمصالح الأنانية والمقايضات السياسية غير الأخلاقية، التي تجعله أقرب إلى شريعة الغاب منه إلى القانون الدولي النزيه.. فما ذكرناه في الحلقة السابقة عن العقيدة التلمودية الإرهابية عند اليهود، وعن الأشكال المختلفة للإرهاب الصهيوني وطبيعته الإجرامية.. لا يجعل ما يسمى بالمجتمع الدولي آبهاً أو مهتماً، وهذا يعكس مدى التحالف الوثيق بين الغرب الاستعماري والكيان الصهيونيّ، الذي تحدثنا عنه في حلقاتٍ سابقة :
- فوعد (بلفور) بأرضٍ لليهود المجرمين ليست أرضهم، وتأسيس شعبٍ مركّبٍ من مختلف الأعراق والأجناس .. ليس إرهاباً!..
- واقتلاع شعبٍ من أرضه، وقهره واضطهاده، ومصادرة أرضه، وقتل أبنائه وتشريدهم.. ليس إرهاباً!..
- وانتهاك المقدّسات الإسلامية، وقتل المصلّين المسلمين في أماكن العبادة.. ليس إرهاباً!..
- وقتل الأسرى، وذبح الأطفال والنساء.. ليس إرهاباً!..
- وارتكاب المجازر الجماعية، وممارسة الاغتيالات.. ليس إرهاباً!..
- والاعتداء على كل أشكال الحياة، وتجريف الأراضي الزراعية، وهدم البيوت، وتدمير الممتلكات والمؤسّسات.. ليس إرهاباً!..
- واعتقال الأطفال والنساء والرجال والقادة والوزراء ونواب البرلمان.. ليس إرهاباً!..
الإرهاب في عُرْف الغرب الاستعماري والمجتمع الدوليّ المنافق.. هو مقاومة الاحتلال، ومواجهة المحتل، ورفض الذبح والتعذيب والتشريد والاضطهاد.. فحسب!.. أما إرهاب اليهود الصهاينة المنظم، فهو مباح تُطَأطَأ له الرؤوس، فعند الإرهاب الصهيونيّ يتوقف كل حديثٍ عن الإرهاب!..
إنّ تواطؤ الغرب الاستعماري وما يسمى بالمجتمع الدوليّ مع اليهود والصهاينة واضح بيِّن لا يمكن إقناع أحدٍ من الناس بمبرّراته ونفاقه، وعلى الرغم من أنّ الكيان الصهيونيّ لم ينفّذ قراراً واحداً من عشرات القرارات التي أصدرتها منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدوليّ بحقه، منذ زَرْعِه في منطقتنا العربية والإسلامية حتى اليوم.. فإنه يحظى بالتأييد والدعم والعون والمساعدة والمساندة، من أولئك الذين يُسمّون أنفسهم بالمجتمع الدولي!.. وأكثر من ذلك، فإنّ هذا السلوك الغربيّ والأميركيّ الدوليّ.. يُعتَبَر من أكبر الخروقات لقرارات المنظمة، التي صنعوها بأيديهم وأطلقوا عليها اسم: (الجمعية العامة للأمم المتحدة)!.. فالقرار رقم (3034) الصادر بتاريخ 18/12/1972م، يؤكّد على حق الشعوب قاطبةً بتقرير مصيرها، ويؤيّد شرعية (النضال) الذي تخوضه حركات التحرر الوطني: (إنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة تؤكّد على الحق الراسخ لكل الشعوب، التي ما تزال تحت نير الأنظمة الاستعمارية أو العنصرية أو السيطرة الأجنبية، في تقرير المصير والاستقلال، وتؤيّد شرعية النضال الذي تخوضه حركات التحرر الوطني) ا.ه!.. لكن يبدو أنّ هراطقة المجتمع الدوليّ يعتبرون الكيان الصهيونيّ، من الذين لا تنطبق عليهم مواصفات البشر أو مقاييسهم، الذين يجب أن يمتثلوا للقرارات الدولية، فهذا الكيان المسخ البغيض هو فوق القانون الدوليّ، وهذا بالضبط.. ما سيقرّب -بإذن الله- نهايته، على أيدي المجاهدين المؤمنين، الذين لا ترهبهم جرائم اليهود، ولا تخدعهم سفسطة ما يسمى بالمجتمع الدوليّ وهراطقته!..
المجتمع الدوليّ الصامت الهامد، الذي لا تحركه جرائم الصهاينة الرهيبة ومجازرهم الإرهابية الإجرامية، القائمة هذه الأيام بزعامة مجرم الحرب الجديد (إيهود أولمرت).. يملأ الدنيا ضجيجاً وصراخاً عندما يمارس المجاهدون الفلسطينيون جزءاً من حقهم المشروع في مقاومة الاحتلال ورفض المجازر اليهودية.. وهذا ما يتجلى بوضوحٍ شديدٍ وتحيّزٍ سافرٍ، من قادة المجتمع الدوليّ في الدول الغربية المنافقة، بزعامة أميركة!.. والأمثلة على ذلك أكثر من أن تُحصى، ولعل أبرزها: تصريح البيت الأبيض الأميركي منذ أيام، تعليقاً على اجتياح قطاع غزة من قبل الجيش الصهيوني المحتل: (إنّ الولايات المتحدة الأميركية تعتبر أنّ إسرائيل تدافع عن نفسها)!.. فهل يتحمّل الأميركيون، أن يدافع العراقيون والعرب والمسلمون عن أنفسهم، نتيجة احتلال العراق وأفغانستان وارتكاب كل الانتهاكات بحقهما وحق شعبيهما.. هل يتحمّل الأميركيون، أن يدافع العراقيون والعرب والمسلمون عن أنفسهم في عُقرِ الدار الأميركية؟!..
إنه نهج أميركي صهيوني غربي ثابت، يسلكه كل أولئك السفّاحين، الذين استباحوا بلادنا وأوطاننا وثرواتنا وإنساننا.. نهج قديم جديد لم يتغيّر تجاهنا، فها هو ذا (بوش الصغير) وزعماء الغرب يصمتون على كل الجرائم التي يرتكبها الصهاينة المجرمون خلال اجتياحهم للمدن والقرى الفلسطينية، لكنهم ينتفضون بكل وقاحة، لإدانة عمليات المقاومة التي يردّ بها المجاهدون بعض الأذى الصهيوني وإرهابه.. فالتصريح الحالي للبيت الأبيض، هو نسخة طبق الأصل عن تصريح (بوش الصغير) منذ خمس سنوات، خلال اجتياح الإرهابي (شارون) وجيشه.. الأراضي الفلسطينية بِقُراها ومُدُنِها، فقد صرّح حينئذٍ بكل غطرسةٍ وعنجهية، مؤيّداً الإرهاب الصهيونيّ: (إنني أتفهّم حاجة إسرائيل إلى الدفاع عن نفسها، وإنّ إسرائيل دولة ديمقراطية تستجيب لرغبات شعبها، ومن حقها اتخاذ القرارات والإجراءات التي تضمن بها أمن شعبها)!.. (موقع قناة الجزيرة على الإنترنت 30/3/2001م). فإذا كانت إسرائيل دولةً ديمقراطيةً ينبغي دعمها كما يزعم، فلماذا يحاربُ (بوشُ الصغير) حكومةَ حماس، التي وصلت إلى الحكم من خلال أنظف عمليةٍ ديمقراطيةٍ في العالَم؟!.. ولماذا يحاصرُها ويحاصرُ شعبَها ويشجّع الإرهابيين الصهاينة على اعتقال وزرائها ونوّابها في البرلمان الفلسطيني المنتخَب ديمقراطياً بامتياز، وفق أفضل المعايير الديمقراطية؟!..
لقد أظهرت الأحداث الأخيرة، التي ما تزال جاريةً حتى كتابة هذه السطور في فلسطين العربية المسلمة المحتلة.. درجةَ التلاحم الشديدة بين أركان الثالوث الإرهابيّ ضد المسلمين: أميركة وزعماء الغرب والكيان الصهيونيّ، هذا التلاحم الذي وصل إلى درجة التنسيق الكامل، فالعدوان الصهيونيّ الحاليّ هو عدوان إرهابي أميركي غربيّ صهيونيّ مكشوف، ترتسم معالمه بكل وضوحٍ وبشكلٍ لا يخلو من الوقاحة والغطرسة، في ظل صمتٍ رسميٍ عربيٍ وإسلاميّ مريب، يدعو إلى الاعتقاد بأنّ فصول المؤامرة على فلسطين، لا تقتصر على الصهاينة والغرب الاستعماري والأميركيّ، بل تتعدى ذلك إلى نواطير الغرب من الأنظمة العربية والإسلامية، لكننا على يقينٍ بأن الله عز وجلّ سيُحبط أعمالهم ومؤامراتهم، ويردّ كيدهم ومكرهم إلى نحورهم، وليس هناك من شرطٍ لتحقيق ذلك إلا إخلاص النية لله، والتوكل عليه، والعمل الجادّ والإصرار والصبر في سبيله، الذي يجب أن يميّز المجاهدين المخلصين، الذين باعوا أنفسهم لله عز وجل مالك الأمر كله، واشتروا منه الجنة والنصر بإذنه سبحانه وتعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ) (فاطر:10).
وهكذا، فمواقف ما يسمى بالمجتمع الدوليّ، الصادرة عن زعمائه وسياسيّيه، لا تعبّر إلا عن حقيقةٍ واحدةٍ فقط، هي: التواطؤ الكامل مع جرائم اليهود الصهاينة، والتغطية على إرهابهم وظلمهم وطغيانهم، بشكلٍ سافرٍ منحطٍّ، متنكّرٍ لكل الأسس الأخلاقية السويّة، ولكل الأعراف الدولية، ولكلّ مبادئ حقوق الإنسان والعدل والمساواة.. التي يتبجّحون بها ويتشدّقون، نفاقاً وتزويراً وكذباً وخداعاً!.. وهذا كله يغرس مسماراً آخر في نعش النظام العالميّ الأميركيّ الغربيّ الظالم المتجبّر، الذي يحتكم إلى القوّة الغاشمة الطاغية وباطلها الزائف الزائل بإذن الله عز وجل!..
الأمم المتحدة مؤسّسة يهيمن عليها اليهود وحلفاؤهم !..
لابد في هذا المقام، من الإشارة إلى الدور الكبير الذي تقوم به منظمة الأمم المتحدة، في خدمة المشروع الصهيونيّ الإرهابيّ، ولن نجهد كثيراً هنا لذكر الحقائق اليومية الماثلة للعيان، التي تفضح دورَ هذه المنظمة في التغطية على جرائم الكيان الصهيونيّ، ودرجةَ التواطؤ معه ضد العرب والمسلمين وقضاياهم!.. ولا نعتقد بأنّ عربياً شريفاً واعياً، أو مؤمناً مسلماً.. لم يَعُدْ يلمس حقيقة هذه المنظمة في ترسيخ الظلم، وفي الخضوع لجبروت زعماء الغرب وأميركة -حلفاء الكيان الصهيونيّ-.. لكن من المفيد هنا أن نجيب على السؤال الكبير الذي يتردّد على كل لسانٍ من ألسنة المسلمين وهو: لماذا هذا التواطؤ السافر، الذي لم تَعُدْ المنظمة الدولية قادرةً على إخفائه؟!.. ولماذا كل هذه النزعة العدوانية تجاه العرب والمسلمين، التي تظهر في سلوك ما يسمى بمنظمة الأمم المتحدة؟!..
إن هذه المنظمة الدولية، هي جزء من ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي تحدثنا عنه آنفاً، أي أنها خاضعة لهيمنة القطب الواحد الأميركي.. من جهة، وللصفقات الدولية التي تُطبَخ في الخفاء خدمةً لأغراض بعض الدول الكبرى، بعيداً عن المعايير الأخلاقية والقانون الدولي.. من جهةٍ ثانية!.. وهي في كثيرٍ من الأحيان تخضع للنفوذ اليهوديّ المدعوم من أميركة والغرب الاستعماريّ!..
لقد سيطر اليهود على (عصبة الأمم) التي أُنشِئت في عام (1920م) في جنيف بسويسرة، وقبل أن تتحوّل إلى (هيئة الأمم المتحدة) في عام (1945م).. شَغَل اليهود أهم المناصب فيها منذ تأسيسها، مثل :
(بول هيمانز): رئيس مجلس عصبة الأمم، و(السير إيريك دراموند): السكرتير العام، و(بول مانتوكس): رئيس القسم السياسي، و(الميجر إبراهام): مساعد رئيس القسم السياسي، والموظفة اليهودية (اسبلر): سكرتيرة القسم السياسي، و(إلبرت توماس): رئيس قسم العمل.. وغيرهم من اليهود!..
أما بعد تحويل (عصبة الأمم) إلى (هيئة الأمم المتحدة)، التي اتخذت من مدينة (نيويورك) مقرّاً لها، فقد سيطر اليهود بشكلٍ تامٍ على مفاصل هذه المنظمة!.. وقد أحصت مجلة (الاعتصام) المصرية في عددها الصادر في (إبريل 1989م) أكثر من سبعين منصباً هاماً يسيطر عليه اليهود في هذه الهيئة وأقسامها ومنظماتها المختلفة!.. وما يؤكّد ذلك، أقوال بعض الصهاينة، التي تفضح حقيقة هذه المنظمة منذ إنشائها!.. فمثلاً يقول القائد الصهيونيّ (إسرائيل زانقويل): (إنّ هيئة الأمم هي سفارة إسرائيل)!.. ويقول القائد الصهيونيّ (ناحوم سكولوف): (إنّ عصبة الأمم كانت فكرةً يهودية)!.. فيما يقول الصحفيّ (لورد ألفريد): (كانت عصبة الأمم منذ تأسيسها، بمثابة الحكومة اليهودية المركزية للسيطرة على العالَم)!.. (صحيفة الرباط-ع41- 12/11/1991م).
لقد أصدرت منظمة العلوم والثقافة (اليونسكو)، التابعة للأمم المتحدة.. موسوعةً باسم: (تاريخ الجنس البشريّ وتقدّمه الثقافيّ والعلميّ)، جاء فيها في الفصل العاشر من المجلّد الثالث ما يلي :
1- الإسلام خليط ملفّق من المسيحية واليهودية والوثنية العربية!..
2- القرآن كتاب عاديّ ليس فيه بلاغة كما يزعم المسلمون!..
3- الأحاديث النبوية وضعها بعض الناس، الذين جاؤوا بعد الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بفترةٍ طويلة، ونسبوها إليه!..
4- الفقه الإسلاميّ وضعه الفقهاء المسلمون، بالاعتماد على القانون الروماني والفارسي والتوراة وقوانين الكنيسة!..
5- المرأة المسلمة ليس لها أية قيمة في المجتمع الإسلاميّ!..
6- الإسلام كان ظالماً بحق أهل الذمة، فقد أرهقهم بالخراج والجزية!..
(مجلة التمدّن الإسلامي-مجلد 44-ع7-ص508-تموز 1977م) و(كتاب: قادة الغرب يقولون: دمِّروا الإسلام.. أبيدوا أهله-عبد الودود يوسف-طبعة دار السلام-ص53 و54).
نعم، هذه هي الأمم المتحدة، وهذه هي حقيقة أعلى هيئةٍ ثقافيةٍ تابعةٍ لها (اليونسكو)، ليس لها من همٍّ إلا تزوير الحقائق، وتزييف حقيقة الإسلام، وتشكيك المسلمين بدينهم، وتشكيك غير المسلمين بالإسلام حتى لا يعتنقوه.. ومع ذلك.. مع ذلك كله.. فقد برعت الأنظمة العربية والإسلامية في ولائها لما يسمى بمنظمة الأمم المتحدة، وفي التفنّن بالبكاء عند أعتابها، وفي استجداء جهودها لحل قضاياهم، وفي الشكوى إليها على أعدائهم اليهود الصهاينة، الذين هم في حقيقة الأمر، ليسوا إلا القادة الحقيقيّين لهذه المنظمة المشؤومة!..
3 من تموز 2006م.
يتبع إن شاء الله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.