التهم الموجهة لعمر قضية الطفل الجندي عمر خضر وعائلته (الأب- الأم - عبد الله - زينب - عبد الرحمن - عبدالكريم) أعدت الملف: إيمان التوني أثار الكندي من أصل عربي "عمر خضر" أو "الطفل الجندي" كما يطلق عليه، كونه أصغر معتقل في جوانتانامو، اهتمام الأوساط السياسية الدولية، ليس فقط الرسمية، بل والرأى العام العالمي، والكندي بصفة خاصة، حتى وصل الأمر لاتهام بعض الكنديين لحكومة بلادهم بالتهاون في طلب تسليم "عمر" لكندا. بينما يرى رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أن "عمر" يواجه تهما خطيرة ويجب محاكمته. شريط الاستجواب ساهم في إثارة القضية وإلقاء الضوء عليها مؤخرا ظهور شريط فيديو مسجل لعملية استجواب "عمر خضر" - الذي كان حينها في ال16 من عمره - على أيدي مسؤولي مخابرات كنديين، على مدى 7 ساعات ونصف الساعة في تحقيق امتد ل3 أيام في فبراير/ شباط 2003، تم بثه إعلاميا في سابقة لا مثيل لها. وقد أظهر الشريط - الذي تم التقاطه من خلال الفتحات الهوائية - "عمر" وهو يئن وينادي على أمه، ويشد شعره في يأس، ويعرض جروحه على المحققين الكنديين - الذين ظن في البداية أنهم أتوا للإفراج عنه -. كما أظهر الشريط أيضا سؤال موجه إلى "عمر خضر" عن صلته بتنظيم القاعدة، وعن عقيدته الإسلامية. عمر خضر جاء الكشف عن شريط الفيديو، بعد أن ذكرت وسائل الإعلام الكندية عن وثائق حكومية - تم الكشف عنها بأمر من المحكمة - أن حراس سجن جوانتانامو الأمريكيين حرموا "عمر" من النوم لإضعاف إرادته أثناء التحقيق، وذلك عن طريق نقله إلى زنزانة مختلفة كل 3 ساعات لكسر مقاومته. التهم الموجهة لعمر بدأت قضية "عمر خضر" في يوليو/ تموز 2002، عندما اعتقلته القوات الأمريكية في أفغانستان وهو في ال15 من عمره، أثناء قيامها باقتحام أحد المباني بعد عملية قصف نفذها الطيران الأمريكي. فعند دخولها إلى مجمع - يشتبه بأنه مقر للقاعدة - تعرضت القوات الأمريكية لإطلاق النيران من بندقية، وإلقاء قنبلة أحدثت انفجارا أدى إلى مقتل أحد جنود الجيش الأمريكي في أفغانستان. وكان "عمر" ملقى على الأرض داخل المبنى جريحا. وبحسب الوثائق، فإن "عمر خضر" متهم بأنه ألقى قنبلة قتلت الجندي الأمريكي "كريستوفر أسبير" في مدينة خوست الأفغانية، وشارك في زرع قنابل بجوانب الطرق التي تمر بها القوات الأمريكية في أفغانستان. وقال شاهد - عضو في القوات المسلحة الأمريكية - إنه وجد شخصين جريحين ما زالا على قيد الحياة داخل المبنى، وهما رجل ممدد بالقرب من بندقية من طراز إيه كيه 47 أرداه الشاهد برصاصة في رأسه، و"عمر خضر" الذي كان يجلس على الأرض. كما يواجه "عمر" - الذي أطلق جنود أميركيون النار عليه مرتين في الظهر خلال المعركة التي أدت إلى اعتقاله - عدة تهم تكفي لإعدامه أو سجنه مدى الحياة إذا تمت إدانته، وهي: القتل، والشروع في القتل، والتآمر مع القاعدة، وتقديم دعم مادي للإرهاب، والتجسس بإجراء استطلاع على القوافل العسكرية الأمريكية في أفغانستان. ولم ير "عمر" محاميا إلا بعد عامين من دخول معتقل جوانتانامو، الذي ذاق فيه الضرب، والخنق، والتهديد بالاغتصاب، والتكبيل بالسلاسل. وكان "عمر خضر" - المواطن الوحيد من دولة غربية الذي لم يفرج عنه حتى الآن - على وشك المثول أمام القضاء الأمريكي عام 2006، لكن المحكمة العليا الأمريكية قررت أن الرئيس "جورج بوش" تخطى صلاحياته بتأسيس محاكم عسكرية دون موافقة الكونجرس الأمريكي تتناقض مع اتفاقات جنيف ومع القوانين الأميركية. ثم ألغيت المحاكمة إلى حين تعديل هذه القوانين التي اعتمدت هذا النوع من المحاكم العسكرية. ديفيد هيكس يذكر أن أول متهم يمثل أمام محاكمة عسكرية في جوانتانامو هو الاسترالي "ديفيد هيكس" الملقب ب"طالبان الاسترالي"، الذي أمضى 5 أعوام في معتقل جوانتانامو، بعد إلقاء القبض عليه في أفغانستان عام 2001. وحكم عليه في مارس/ آذار 2007 في الولاياتالمتحدةالأمريكية بالسجن 7 أعوام، لكن في إطار صفقة قضائية قدم محاموه التماسا لتعليق كامل مدة العقوبة باستثناء 9 أشهر يمضيها في بلده، وعاد "هيكس" إلى استراليا في 20 مايو/ آيار 2007 ليقضي ما تبقى من مدة عقوبته. قضية الطفل الجندي نظرا لسن "عمر خضر" حين اعتقاله، كان يتعين على السلطات الأمريكية ترحيله إلى كندا ما لم تعرضه أمام محكمة مدنية، إلا أن الولاياتالمتحدة رفضت اعتباره "طفلا مجندا". وأقر القاضي العسكري بيتر براونباك بمحاكمة "عمر" عكس رغبة محاميه الضابط في البحرية الأمريكية وليام كوبلر، الذي طلب إسقاط التهم الموجهة ل"عمر"، مستنداً إلى القانون الدولي الذي يحرم محاكمة الأطفال والقصر الضالعين في صراع مسلح، على اعتبار أنهم يوجدون في ميدان القتال بغير إرادتهم، لأنهم يفتقرون إلى الخبرة والإلمام بمخاطر الانضمام إلى القوات المسلحة. وقال كوبلر إن عمر "لم يتعد ال15 حين تم تجنيده من قبل تنظيم القاعدة، فهو أصغر من أن يكون قادرا على الانضمام إلى قواتها طوعا، إنه ضحية للقاعدة وليس عضوا فيه." وأوضح أنه لو كان الكونجرس الأمريكي يعتزم محاكمة الأطفال كمجرمي حرب لكان ذكر ذلك صراحة في قانون عام 2006 المعمول به في محاكمة سجناء جوانتانامو. ووصف كوبلر الحكم بأنه عار على الولاياتالمتحدة، وقال إن كندا ستشارك في هذا العار إذا سمحت بمحاكمة أحد مواطنيها في جوانتانامو، وقال إن "عمر خضر" سيكون أول جندي طفل في التاريخ الحديث يحاكم بتهم ارتكاب جرائم حرب. وفي المقابل نفى ممثل هيئة الادعاء في وزارة العدل الأمريكية "آندي أولدهام" أن يكون قانون 2006 قد استثنى القصر من المثول أمام محكمة الحرب في جونتانامو. وقال إن القانون استخدم لفظ "شخص" الذي يشير قانونا إلى أي شخص ولد حيا ويتضمن القصر أيضا. يذكر أن الولاياتالمتحدةوكندا من الدول التي صدقت على "بروتوكول الجنود الأطفال"، وهو معاهدة دولية تحظر تجنيد مقاتلين دون سن ال18 عاما، وتطالب الحكومات بمساعدة الجنود الأطفال على العودة إلى الوضع السوي والاندماج مرة أخرى في المجتمع. من جهتها، دعت فرنساالولاياتالمتحدة إلى اعتبار "عمر خضر" المتهم بالإرهاب والمعتقل في جوانتانامو "ضحية". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية "باسكال أدرياني" إن أي طفل يشارك في نزاع هو ضحية وينبغي التعامل معه على هذا الأساس. وأضافت أنه "بوصف عمر قاصرا في زمن الوقائع، لابد وأن يحصل على معاملة خاصة، وهو الأمر الذي يحظى بإجماع عالمي." وأشارت "أدرياني" إلى المؤتمر الذي نظمته بلادها في فبراير/ شباط 2007 مع منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسف" حول الأطفال الجنود، مؤكدة أن فرنسا تتبنى بالكامل الالتزامات التي نجمت عن المؤتمر. وبذلك ضمت فرنسا صوتها إلى وزير العدل الفرنسي السابق "روبار بادينتر" الذي أعد مذكرة بعنوان "صديق المحكمة" وقع عليها 17 محاميا، تلقتها محكمة جرائم الحرب - التي يمثل أمامها "عمر خضر" - مطالبا فيها بإسقاط التهم الموجهة إلى "عمر"، استنادا على "اتفاقية حقوق الطفل" التي تنص على أنه عندما يتعلق الأمر بجرائم أشخاص دون ال18 فيجب عدم النطق لا بإعدام ولا بمؤبد دون إمكانية الإفراج. وأشار "بادينتر" - في مذكرته - إلى أن اللجنة العسكرية في جوانتانامو تحاكم "عمر" بناء على عمره اليوم قائلا: "إنه يحاكم باعتباره اليوم راشدا وليس باعتباره قاصرا في زمن الوقائع، وهو الأمر المخالف للقواعد الدولية الأشد رسوخا." رسم لعملية الاستجواب وفي كندا، التي ترفض المطالبة بعودة مواطنها من معتقل خليج جوانتانامو - رغم النداءات المتزايدة من ساسة ومراقبين بأن تتدخل أوتاوا لدى واشنطن نيابة عن "عمر خضر"- أكد قاض كندي، بعد دراسته وثائق الشؤون الخارجية، أن معاملة عمر تنتهك قوانين حقوق الإنسان، وأمر بإطلاع محاميه على المعلومات المتعلقة بالتحقيق معه. كما طالبت جماعات حقوق الإنسان بالإفراج عن "عمر" من جوانتانامو. وقالت إن عمره وقت القبض عليه يحول دون محاكمته في أي جريمة حرب. وفي رد فعلها على التهم الموجهة إلى "عمر خضر"، قالت منظمة العفو الدولية إن "معاملة عمر خضر على مدى السنوات الخمس الماضية تجسد استهتار الولاياتالمتحدةالأمريكية بالقانون الدولي في الحرب على الإرهاب. وما لم تقدمه السلطات الأمريكية إلى المحاكمة في محكمة مدنية، مع الأخذ في الاعتبار بشكل كامل عمره حين حدثت الأفعال التي يتهم بها، وبالتالي يتعين ترحيله إلى كندا." يذكر أن "عمر خضر" ليس هو القاصر الوحيد القابع في معتقل جوانتانامو، فقد نشرت صحيفة "الإندبندنت أون صنداي" البريطانية - في مايو 2006 - إحصاء لمنظمة حقوقية تفيد بأن ما يقرب من 60 معتقلاً في جوانتانامو ما زالوا قصرا. بينما ذكر تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية - في مارس 2007 - أن عددهم نحو17 فقط. عمر خضر وعائلته ولد "عمر" في كندا، حيث استقر والده "أحمد سعيد خضر" قادما من مصر برفقة زوجته الفلسطينية "مها السمانحة" منذ سبعينيات القرن ال20. وله 4 اشقاء هم: عبد الله، وزينب، وعبد الرحمن، وعبد الكريم. "أحمد" الأب الأب هو "أحمد سعيد خضر". من مواليد مصر وهاجر إلى كندا عام 1977. وبوصفه عربى مسلم، ومهندس كمبيوتر يتمتع بخبرة في الاتصالات، عمل "أحمد خضر" في وكالة كندية للغوث ومساعدة اللاجئين في أفغانستان تحمل اسم "هيومان كونسيرن إنترناشيونال"، حيث كان يجمع التبرعات لمساعدة لاجئي ويتامى الغزو السوفييتي، وذلك عن طريق الوكالة بشكل رسمي. وفي عام 1988 سافر "الأب" إلى مدينة بيشاور الباكستانية، وكان "عمر" حينها في سن الثانية. وفي عام 1995 اعتقل الأب "أحمد خضر" بتهمة تمويل اعتداء إرهابي في باكستان أدى إلى مقتل 17 شخصا. وبعد خروج الأب من السجن انتقل إلى أفغانستان - حيث كانت طالبان تسيطر على البلاد - وأقام بجوار زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن". ووفقا للوثيقة القضائية الأمريكية، فإن "أحمد خضر" كان يرسل أولاده الصغار إلى أحد معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة، ومن هنا كانت بداية تجنيد الطفل "عمر خضر". وبدلا من أن يلهو "عمر" - الذى لم يتجاوز عامه ال12 - بألعاب الأطفال في هذا العمر أو الانشغال في التدريبات الرياضية، كان "عمر" - كما شوهد في شريط فيديو موثق - يذهب للتدريب على صناعة الألغام المضادة للأفراد والمعدات، وكيفية زرعها في الأرض، حتى نال تدريبا عالي الكفاءة، خاصة وأن مدربى عمر كانوا يلقنونه فنون تركيب وتجميع الألغام المختلفة في وضح النهار وتحت جنح الليل، كما تدرب على فك وتحضير الأسحلة النارية. ومن ثم لم يكتف "عمر" بمجرد اللعب بل انتقل للتنفيذ، وانخرط في صفوف المقاتلين الذين اشتركوا في القتال ضد القوات الأمريكية في أفغانستان، إلى أن تم اعتقاله في يوليو/ تموز 2002. وبعد هجمات 11 سبتمر/ أيلول على الولاياتالمتحدة، وضع اسم الأب "أحمد سعيد خضر" على قائمة الإرهابيين. ورغم محاولاته المستمرة للهرب وتغيير مكانه، إلا أن إعاقته لم تسعفه، فكان قد تعرضه لإصابة بالغة إثر تعثره في لغم أرضى أدى إلى إصابته بشلل في الساق عام 1992. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2003 حاول الأب "أحمد" عبور الحدود الأفغانية الباكستانية، لكنه اشتبك بالنيران مع قوات باكستانية كانت على علم بهويته، حيث حاولت تلك القوات القبض عليه حيا، وتسليمه للسلطات الأمريكية إلا أنه رفض الاستسلام وفضل الشهادة - حسب ما ذكر أحد الشهود - وقتل بنيران القوات الباكستانية. "مها" الأم الأم هي "مها السمانحة" زوجة "أحمد سعيد خضر". ولدت في فلسطين وهاجرت إلى كندا، حيث عاشت مع زوجها وأولادها الستة في أفغانستان لمدة تزيد علي 10 أعوام في الثمانينيات. وفي عام 2004 عادت مع ابنها الأصغر إلى كندا، حيث تتولي رعايته بسبب عجزه وإصابته بالشلل. وفي آخر تصريح لها أعربت "مها" عن أملها في عودة ابنها "عمر" من معتقل جوانتانامو. معتقل جوانتانامو "عبد الله" الشقيق الأكبر طبقا لمصادر كشفت عنها طالبان - في 4 فبراير 2004 - فإنه قد يكون منفذ إحدى عمليات التفجير التى راح ضحيتها جندي كندي في كابول في يناير 2004. وعقب عودته تم إلقاء القبض عليه في كندا، وأفرج عنه، ونفي في مقابلة مع تليفزيون "سي بي سي" الكندي تنفيذه لهذه العملية. وهو متهم بإدارة أحد معسكرات التدريب التابعة للقاعدة في أفغانستان عام 1990. وسجن لمدة عام في باكستان قبل عودته لكندا في نهاية 2005. وفي فبراير/ شباط 2006 اتهمته السلطات الأمريكية بأربع تهم منها، استخدام أسلحة دمار شامل، والسعي بالتآمر لحيازة مواد ناسفة، وارتكاب جرائم عنف، وتصل عقوبة تلك الجرائم إلى السجن مدى الحياة وغرامة مليون دولار أمريكي. "زينب" الشقيقة الكبرى أقامت في باكستان لفترة طويلة. وهي متهمة بالتورط مع أخيها "عبد الله" في إدارة معسكر تدريب خاص بالقاعدة في أفغانستان عام 1990. وهي امرأة منقبة توصف بأنها قوية الشخصية ومتحدثة لبقة. وفي مقابلة معها - نشرتها "ناشيونال بوست" في مايو/ آيار 2004 - قالت زينب إننا "لسنا من القاعدة، ولكننا نكن لهم الاحترام، اختلفنا معهم في وقت من الأوقات، لكننا أردنا أن نتعايش سويا ونساعد بعضنا البعض." وأضافت أن "أسامة بن لادن" لم يذكر أن على الأمريكيين أن يرحلوا وإلاسيتعرضون للقتل، وإنما قال "إنها بلدنا ويتعين عليكم الرحيل"، معربة عن تأييدها له. وعن العمليات الانتحارية، قالت إنها ليست الأفضل، لكن الانتحاريين يقومون بذلك لهدف ما، فهم حاولوا أن يقولوا للعالم شيئا، لكن أحدا لا ينصت لهم، لذا فأحيانا يكون هذا العمل هو الطريقة الوحيدة والملاذ الأخير. "عبد الرحمن" أو "البطة السوداء" يتسم بهدوء الطباع، رغم أنه ألقي القبض عليه بتهمة الانتماء للقاعدة في 2001، واعتقل في جوانتانامو في 2003، ثم أفرج عنه وتم ترحيله إلى أفغانستان في يوليو/ تموز من نفس العام. وفي أكتوبر/ تشرين الأول عاد مرة أخرى إلى كندا. تزوج "عبد الرحمن" من سيدة من أمريكا اللاتينية تدعى "كونستاندينا فيوديزا"، عاشت لفترة قليلة مع أمه في نفس المنزل الذى استأجرته للعائلة في "تورنتو"، ثم انفصلا لأسباب غير معروفة. تحاط حياة "عبد الرحمن" - الذي يعمل حاليا في مجال الكمبيوتر - بالغموض وبعض التناقضات، حيث تحول من "متهم بالإرهاب" إلى مرشد أو متعاون مع المخابرات الأمريكية. وربما لهذا السبب أطلق عليه "البطة السوداء" في عائلة "خضر". "عبدالكريم" الشقيق الأصغر هو أصغر أبناء عائلة "خضر". وقد أصيب بالشلل إثر تعرضه لشظية من نيران القوات الباكستانية، خلال تبادل لإطلاق النار الذي قتل فيه أبوه عام 2003 ، ما أصابه بشلل نصفي عطل نصف جسده الأسفل، ليصبح مقعدا. وقد عاد مع والدته إلى كندا في أبريل/ نيسان 2004، حيث يعيشون في شقة متواضعة بمدينة "تورنتو". وتوفر له الحكومة الكندية الدعم والرعاية الطبية بصفته كنديا. وبالرغم من إصابة "عبد الكريم" خلال مقتل أبيه، إلا أنه يرى أن "أسامة بن لادن" "سوبر ستار" وأن القتال يؤدي إلى الشهادة. وعندما سأله المذيع - خلال مقابلة تليفزيونية - لماذا تريد الشهادة؟ أجاب الصغير مبتسما "حتى أدخل الجنة وأحظى ب72 من العذارى." هكذا كانت قضية وحياة الطفل الجندي "عمر خضر" أصغر معتقل في جوانتانامو، والتي لم تعرف نهايتها بعد!