يمثل الكندي عمر خضر المعتقل في قاعدة جوانتانامو الأمريكية من جديد يوم الإثنين أمام القضاء، بتهمة القتل وأعمال إرهاب، في مناخ من الشك، بعد أن تخلى عن محاميه الأمريكيين، وبات على المحكمة العسكرية الأمريكية أن تحدد تتمة الإجراءات بعد أربعة أيام من قراره رفض المحامين الأمريكيين الذين يمثلونه. وعمر خضر، متهم بإلقاء قنبلة يدوية أدت إلى مقتل جندي من القوات الأمريكية الخاصة أثناء معارك في أفغانستان في يوليو 2002. وكان عمره آنذاك 15 عاما. وكان من المقرر أن تنتهي الأيام الخمسة الأخيرة من الجلسات التمهيدية هذا الأسبوع، لكن الإعلان الخميس عن رفضه لمحاميه الأمريكيين أدى إلى تغيير الوضع. وأكدت الميجور تانيا برادشر المتحدثة باسم البنتاجون في هذا الشأن "بسبب المستجدات الأخيرة في ملف خضر قد تستغرق الجلسة يوما واحدا فقط". وقد تم إخطار الصحفيين الذين يغطون المحاكمة بان عليهم مغادرة القاعدة يوم الأربعاء ،ومن المفترض مبدئيا أن تتناول مناقشات هذا الأسبوع طلب الدفاع حذف بعض الإفادات المنسوبة إلى عمر خضر أثناء عمليات الاستجواب. وسيتعين على الكولونيل في الجيش الأمريكي باتريك باريش الذي يتولى منصب القاضي في ملف الشاب الكندي أن يقرر ما إذا كان من الممكن متابعة الإجراء بدون وجود محام لتمثيل المتهم. وقد أعلنت المحكمة الفدرالية الكندية الاثنين الماضي أنها تمهل الحكومة سبعة أيام لإيجاد حل لانتهاك الحقوق الدستورية لمواطنها. وتعتبر المحكمة أن حكومة رئيس الوزراء ستيفن هاربر لم تفعل ما يكفي بعد أن طلبت منها المحكمة العليا معالجة انتهاك حقوق عمر خضر. واكتفت اوتاوا حينها بان تطلب من الحكومة الأمريكية عدم استخدام معلومات تم الحصول عليها أثناء عمليات الاستجواب التي قام بها عناصر كنديون زاروا المتهم في جوانتانامو. وعمر خضر معتقل منذ ثماني سنوات في القاعدة البحرية الأمريكية بكوبا بعد ان أصيب بجروح واسر أثناء معارك في أفغانستان في يوليو 2002. ووالده احمد سعيد خضر المقرب من أسامة بن لادن هو الذي قاده إلى باكستان ثم إلى أفغانستان في تلك الآونة، وفي حال إثبات التهمة عليه فهو يواجه عقوبة السجن مدى الحياة. وقد أبدت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقهما إزاء المصير المنتظر لمن يعتبرونه بمثابة جندي طفل.