حول مروان العلان الفنان تشكيلي فلسطيني نصوصا نثرية كتبها الشاعرالفلسطيني الراحل حسين البرغوثي في كتابه "سأكون بين اللوز" إلى لوحات فنية تشكيلية تضم تلك النصوص إضافة إلى رسومات تجسدها. وولد البرغوثي عام 1954 واعتبر رحيله في عام 2002 خسارة للمشهد الثقافي الفلسطيني وترك وراءه ما يزيد عن 16 كتابا توزعت بين الشعر والرواية والسيرة الذاتية والنقد إضافة إلى كتاباته للعديد من سيناريوهات الأفلام والمسرحيات والتي كان أخرها مسرحية (لا لم يمت) كما ترجمت بعض أعماله إلى لغات أخرى منها " الضوء الأزرق".. وقد كتب البرغوثي "سأكون بين اللوز" في فترة كان يصارع فيها المرض فاختار بعد 30 عاما من الغربة خارج الوطن والعيش في المدينة أن يعود الى مسقط رأسه في قرية كوبر التي تقع على بعد 15 كليومترا شمال غربي رام الله مكرسا وقته في كتابة تأملات حول المكان وتحولاته الى أن رحل عن الدنيا. وقال العلان "حتى تمكنت من رسم هذه اللوحات قرأت الكتاب " سأكون بين اللوز" ثماني مرات وزرت الاماكن التي كان يجلس حسين فيها وهو يكتب محاولا التعمق في احساسه الذي كان يكتب به واجمل ما فيه احساسه الجميل بالحياة ورغبته في تحطيم لحظات المرض والموت الى لحظات جديدة" ويرى العلان ان تعدد اوجه كتابة الاحرف العربية تساعد الفن على رسم لوحات فنية منها وقال "تحويل النص الى لوحة فنية يفتح الافق امام الفنانين لقراءة القادم من الاعمال الادبية برؤية تشكيلية." وتضم لوحة رسما لثلاثة اشخاص هم رجل وامرأة وطفل وكتب على كل منها مقطع من نص "قاوم.. هذه الارض لك. قاوم.. لا لاجلك.. قل لها سأكون بين اللوز.. واكتشفت بأنني ابن الحياة لا الموت.. مد الزيتون في الزيت." ومن بين اللوحات في المعرض لوحة يتماوج فيها اللون الأزرق بدرجاته المختلفة وشجرة لوز عارية من الأوراق ونص جاء فيه "كل لوزة عندي انثى عارية في موسم حج وثني." وتصور لوحة اخرى فلسطين على انها قفص لا يمكن الخروج منه ويقول النص "قلت بأن علينا أنا وبترا واثر (زوجته وابنه) أن نهاجر قبل ان تنتشر رائحة الموت أكثر ولكن فلسطين قفص." فيما تصور لوحة أخرى المرض "المرض كالزمن يكسر الزوايا الحادة فينا جميع فبدوت في نظر نفسي ظلا مقمرا احمر واقفا فوق صخرة عند خط الشفا." وقال الشاعر مراد السوداني رئيس بيت الشعر الفلسطيني الذي ينظم أسبوعا من الأنشطة يكرم فيه عددا من الشعراء والباحثين بمناسبة الذكرى السادسة لرحيل الشاعر حسين البرغوثي "الثقافة هي الجدار الأخير وهي ما تبقى وهي اللسان الأمضى لمواجهة العدو." (رويترز )