يفتتح الفنان السكندري عصمت داوستاشي معرضا جديدا تحت عنوان( آخر لوحات حامل الرسم) يضم خمسة وأربعين لوحة زيتية بمركز الإسكندرية للإبداع. وذلك بعد انتهاء نفس المعرض في قاعة أوبرا القاهرة للفنون التشكيلية بدار الاوبرا المصرية في شهر مارس الماضي.والفنان داوستاشي بدأ فنه بلوحات مرسومة علي حامل الرسم عام1962 في معرضه الأول وأستخدم بعد ذلك مائدة الرسم التي تعطيه حرية أكثر في التفاعل مع سطح اللوحة بتقنيات وخامات مختلفة.. وخلال عامي2008 و2010 يعود الفنان للوقوف أمام حامل الرسم لينجز لوحات معرضه هذا.. وللوقوف أمام حامل الرسم مذاق خاص ومتعة مختلفة وطقوس معروفة لها رهبتها وجماليتها. لوحات المعرض يستلهم فيها الفنان عالم المرأة في حضورها الأنثوي الجميل وهي ممسكة بورده أو قطة أو سمكة أو طفلها أو محتضنة حبيبها. اتخذت لوحات داوستاشي في الأعمال الاخيرة شكلا جديدا يميل إلي السريالية, وهي دائما مشحونة بالرموز والعناصر غير المنطقية وبألوان قوية, وقد تحول رسمه إلي نوع من التصوف الديني, وداوستاشي كثير التغير والتحول, يهوي جمع الأشياء القديمة واستخدامها في تشكيلاته المجسمة التي دائما ما تتضمن سخرية وانتقادا مريرا للعديد من المظاهر الاجتماعية. تطيح لوحات داوستاشي بالقوالب والأنماط بحثا عن خصوصيته الذاتية وهويته المتراوحة بين الملحمة الشعبية والسيرة القديمة, وما وراء الغيب الذي يشكل المعرفة اليقينية. ويري الفنان عصمت داوستاشي أن كل ما يفعله في المجال الإبداعي هو مرحلة واحدة; فهو عطاء متنوع إلا أنه متسق شكلا ومضمونا فيما يريد أن يعبر عنه, ومظاهر التنوع التي تبدو في أعماله مرجعها أساسا إلي إيمانه بحرية الفنان وعدم تقيده وتقييده باتجاه فني ما, وهذه سمة الفن الحديث منذ انطلاقته في أوائل القرن الماضي; فالفنان المعاصر يتسم بالشمولية, فهو يرسم وينحت وينفذ أعماله بالطباعة, ويصمم ديكورات للمسرح, ويكتب, ويخرج أفلاما; فهو لا أحب أن يكون أسير أسلوب واحد أو إيقاع واحد, ولكنه يحب أن تكون خلف كل أعماله شخصية واحدة هي شخصيته الفنية التي كونها وطورها خلال عمره الفني. وحول اتجاهه للكتابة يقول إنني أومن بقوة اللغة الكامنة في الكلمة, وبقدر ما كنت أرغب في أن أكون تشكيليا رغبت بنفس القدر أن أكون كاتبا, ولكني اكتفيت بكتابات تجريبية في الشعر والرواية والمسرح والقصة القصيرة والسيناريو, وكلها كتابات تشكيلية- أو هكذا أطلق عليها-, ثم رأيت أن أركز جهدي في الدراسات النقدية التشكيلية, واهتممت بصفة خاصة بالحركة الفنية في الإسكندرية منذ نشأتها حتي الآن, وأصدرت عدة كتب أهمها مجلد عن الفنان محمود سعيد. ورأي القائمون علي كتالوج77 للفنون التشكيلية الاحتفال بتلك المسيرة الطويلة وبهذا الإبداع المتميز من خلال إصدار كتاب ضخم جاء في ستمائة صفحة تزينها بعض أعمال داوستاشي الملونة والأبيض والأسود بالإضافة إلي نصوص مختارة لنقاد الفن التشكيلي باعتبارها شهادات ووثائق تؤرخ لتلك المسيرة الفنية وتشكل ملامح حركة النقد التشكيلي المصري المعاصر في النصف الثاني من القرن الماضي تقريبا. وما يزيد من أهمية هذا الكتاب التوثيقي لرحلة عصمت داوستاشي في الفن والحياة, نشر444 لوحة فنية ملونة وأبيض وأسود, بالإضافة إلي سرد بالمعارض الخاصة له خلال الفترة(1962 2006) وعددها77 معرضا, والمعارض الدولية ومعارض الفن المصري بدول العالم التي شارك فيها(41 معرضا) والمؤتمرات والندوات الدولية والجوائز التي حصل عليها, والكتب التي تتضمنت موضوعا عنه, والمجلات التي شارك في إصدارها وإخراجها الفني, والكتب والمجلات التي شارك بالكتابة فيها, غير أنه لم يذكر الكتب التي قام بتصميم أغلفتها, ومنها كتابا قضايا الحداثة في الشعر والقصة القصيرة الصادر عام.1993 ولد الفنان عصمت داوستاشي بين حي بحري وحي الأنفوشي بجوار جامع المرسي أبو العباس1943, وتخرج في كلية الفنون الجميلة عام1967( تخصص نحت). وأقام أول معرض له في الرسم والتصوير الزيتي عام1962, قبل أن يدرس فن النحت بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية, ويتخرج بدرجة امتياز عام1967( تخصص نحت), وهذا التاريخ هو نفس تاريخ معرضه الثاني. ومنذ تخرج وهو شعلة نشاط فني لا يهدأ; يكون الجمعيات الفنية, ويقيم المعارض, ويمارس الكتابة والإخراج والرسم الصحفي والعمل الإداري.