أكد الرئيس الزيمبابوي روبرت موجابي الجمعة أنه يتعين على المعارضة عدم المطالبة بالسلطة وقبوله رئيسا شرعيا للبلاد. وقد اتخذ موجابي موقفا متشددا لدى عودته إلى بلاده من قمة للاتحاد الإفريقي عقدت في مصر ودعته يوم الثلاثاء للبدء في إجراء مفاوضات مع حركة التغيير الديمقراطي المعارضة بزعامة مورجان تسفانجيراي. وقال موجابي أمام آلاف المؤيدين المبتهجين الذين استقبلوه في المطار " يتعين على تسفانجيراي وجماعته أن يحرروا أنفسهم من وهم المطالبة ( بالسلطة)". وأضاف "نحن منفتحون على الحوار، لكن الواقع هو الواقع، ويتعين قبوله. أنا رئيس جمهورية زيمبابوي." ومدد موجابي حكمه الذي بدأ قبل 28 عاما في انتخابات جرت في 27 يونيو/حزيران الماضي قاطعها تسفانجيراي قائلا ان حملة قائمة على العنف مدعومة من الحكومة جعلت من المستحيل اجراء انتخابات نزيهة. وقالت حركة التغيير الديمقراطي الجمعة ان القمع- الذي قامت به قوات الامن وميليشيات موالية لموجابي- أسفر عن مقتل 103 اشخاص من أنصارها كما اعتقل 1500. وهناك نحو 5000 مفقود من بينهم مندوبون انتخابيون بعد خطفهم بيد ميليشيا موالية لحزب الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي-الجبهة الوطنية الحاكم أو قوات الامن منذ هزم تسفانجيراي موجابي في الجولة الاولى من الانتخابات في مارس/اذار. ولدى عودة موجابي الى بلاده، دعت بوتسوانا جارة زيمبابوي مجموعة تنمية الجنوب الافريقي (سادك)- وهي تجمع اقليمي يتوسط في أزمة زيمبابوي- الى عدم الاعتراف باعادة انتخاب موجابي. وكانت بوتسوانا أحد أشد منتقدي موجابي- البالغ من العمر 84 عاما- علنا خلال القمة. لكن الزعيم المخضرم ظل متحديا رغم الانتقادات الافريقية غير المسبوقة له. وفي تصريحات موجهة على ما يبدو الى الجارتين بوتسوانا وزامبيا، وهي أيضا أحد منتقديه بالمنطقة، حذر موجابي جيران بلاده من الاستفزاز. وقال "اذا كان هناك من قد يرغبون في محاربتنا.. فينبغي عليهم أن يفكروا مليا. لا ننوي محاربة أي جيران. نحن بلد مسالم.. لكن اذا كان هناك بلد مجاور يتلهف على معركة.. فليحاولوا." واصر موجابي- الذي يتولى السلطة منذ عام 1980- على أن أزمة بلاده التي دمرت الاقتصاد ودفعت الملايين الى اللجوء الى بلدان مجاورة يجب أن تحل داخليا. ورفض تسفانجيراي الدخول في المحادثات قبل انتهاء العنف. ويقول انه يتعين على حزب الاتحاد الوطني الافريقي الزيمبابوي-الجبهة الوطنية الذي يتزعمه موجابي أن يقبله كفائز شرعي بالانتخابات بعد الجولة الاولى. وقال موجابي بشأن برنامجه للاصلاح الزراعي- والذي تمت بموجبه مصادرة الاف المزارع وأغلبها مملوك للبيض واعادة توزيعها- لا رجعة فيه وانه يجب رفع العقوبات المفروضة على زيمبابوي. وأشارت بوتسوانا الى أن موجابي تجاهل مناشدات سادك ومجلس الامن الدولي لتأجيل الانتخابات. وصرح موجابي بأنه يرغب في أن يواصل الرئيس الجنوب افريقي ثابو مبيكي التوسط في الازمة الزيمبابوية كما يفعل بوصفه الوسيط الرسمي من سادك منذ العام الماضي. وتعرض مبيكي لانتقادات واسعة حتى من داخل بلاده بسبب ما ينظر اليه على أنه وساطة غير فعالة تحابي موجابي. وقال تسفانجيراي انه غير راض عن مبيكي ودعا الى قيام وسيط من الاتحاد الافريقي بقيادة وساطة موسعة. ودعا الاتحاد الأوربي الجمعة زيمبابوي إلى إجراء انتخابات جديدة بأسرع ما يمكن. (رويترز)