أطلق الممثل الإقليمي لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا محمد عبد العزيز أمس التقرير العالمي للمخدرات للعام 2008. وورد بالتقرير بعض النقاط الهامة التي تناولت أهم مؤشرات الوضع العالمي للمخدرات الذي شهد اتزانا منذ فترة لا بأس بها وذلك طبقاً لما ورد بالإصدارات السابقة للتقرير العالمي للمخدرات على مدى الأعوام القليلة الماضية. ويحمل التقرير العالمي للمخدرات للعام 2008 رسالة هامة وهي : أن الوضع الذي شهد اتزانا خلال الأعوام الماضية معرض لتهديدات يجب مواجهتها مثل ارتفاع حجم الزراعات الأفيونية ونبات الكوكا، وارتفاع نسب التعاطي في البلدان النامية. وبين التقرير ان معدل استخدام المخدرات بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15و 64 والذين قاموا بتعاطي المخدرات مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي شهد انخفاضا، حيث وصل إلى أقل من 5% من إجمالي سكان العالم من ذات الفئة العمرية، كما أن إجمالي متعاطي المخدرات الواقعين تحت دائرة خطر الإدمان يصل إلى نحو 26 مليون نسمة أي 6و0% من إجمالي سكان العالم من البالغين. وسجلت أفغانستان وفق التقرير رقماً قياسياً للزراعات الأفيونية خلال عام 2007، ومن ثم تضاعف إجمالي الإنتاج العالمي مقارنة بعام 2005. كما أن معظم الزراعات (80% منها) تتم في 5 مقاطعات في أفغانستان. وينطبق نفس الحال بالنسبة لزراعات نبات الكوكا بكولومبيا حيث ارتفعت بنسبة 27% عن تلك النسبة المسجلة في عام 2005. وتشير الإحصائيات إلى أن إنتاج الكوكايين المتميز بدرجه عالية من النقاء والتركيز يتم إنتاجه بعشر بلديات (5% من إجمالي بلديات كولومبيا ال 195) وتمثل ما يقرب من نصف إنتاج الكوكايين وثلث حجم الزراعات العالمية وهذه المناطق ليست تحت سيطرة السلطات. وأشار التقرير إلى أن سوق القنب العالمي شهد استقرارا أو انخفاضا طفيفاً ورغم ذلك فإن هناك اتجاهات مثيرة للقلق أهمها أن أفغانستان أصبحت منتجا رئيسيا للراتنج القنب،وكذلك فإن هناك ارتفاعا في نسب الزراعات الداخلية ببعض البلدان المتقدمة. وانخفضت معدلات استهلاك الميثامفيتامينات وعقار الإكستاسي منذ عام 2000 إلا أن ارتفاع معدلات الإنتاج والاستهلاك ما زالت من المشكلات التي يواجهها كل من شرق وجنوب شرق آسيا مما بدأ يؤثر سلباً على منطقة الشرق الأوسط والأدنى. ونظراً لاستمرار الطلب على مخدر الكوكايين بأوروبا ونجاح عمليات عرقلة التهريب عبر المسارات المعهودة لمثل هذه العمليات قامت الجماعات الإجرامية بتوجيه نشاطها لغرب أفريقيا ليتم تهريب المخدر عبرها مما يعد خطراً حقيقياً على الصحة العامة لمواطني هذه البلدان وكذلك يهدد أمنهم. ولفت التقرير أن دول الكاريبي ودول أمريكا الوسطى وغرب أفريقيا وكذلك الحدود المكسيكية تقع وسط رحى أكبر دول العالم إنتاجاً لنبات الكوكا/ الكوكايين ( دول الأنديز) وكذلك كبرى الدول من حيث معدلات الاستخدام والتعاطي (أمريكا الشمالية وأوروبا). وأشار السيد محمد عبد العزيز الممثل الإقليمي إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة تعاطي المخدرات والاتجار غير المشروع بها، دعا الدول إلى تحمل مسئولياتها في منع وخفض الضرر الذي سببته المخدرات. كما أشار إلى أن أنطونيو ماريا كوستا المدير التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أكد ضرورة الاهتمام بخدمات الرعاية الصحية وأنه لابد وأن يتم التعامل مع المتعاطي أو مَن طالته براثن الإدمان على كونه شخصاً مريضاً يحتاج إلى العلاج. كما تناول أيضاً قضايا حقوق الإنسان خاصة فيما يتعلق بعقوبة الإعدام كونها ليست حلاً للمشكلة.