قالت تقارير عن الاستخبارات الألمانية إن دمشق وبيونج يانج ساعدتا طهران على تطوير برنامجها النووي عبر بناء موقع نووي في سوريا "الكبر" دمرته إسرائيل في أيلول/سبتمبر الفائت. وذكرت مجلة "درشبيجل" الألمانية في عددها الاثنين نقلا عن الاستخبارات الألمانية تؤكد امتلاك نسخ عن مقتطفات عنها إن الرئيس السوري بشار الأسد يفكر حاليا في سحب دعمه للبرنامج النووي الإيراني. وبحسب مصادر "در شبيجل" فقد كان مقررا أن تساعد بيونج يانج العلماء الإيرانيين على التقدم في برنامجهم النووي عن طريق تزويدهم بمعارف اضافية. وكان مقررا ايضا ان يكون "الكبر" موقعا موقتا لإيران تطور فيه قنبلتها النووية بانتظار تمكنها من القيام بذلك على اراضيها. وأضافت المجلة أن الدول الثلاث تعاونت أيضا في إنتاج أسلحة كيميائية مؤكدة أنه عثرعلى جثث 15 عسكريا سوريا و12 مهندسا إيرانيا و3 كوريين شماليين في عداد ضحايا انفجار وقع في موقع كيميائي في تموز/يوليو 2007 قرب حلب في شمال سوريا. وبعد عشرة أشهر على قيام اسرائيل بتدمير موقع "الكبر" بناء على مزاعم بأنه منشأة نووية تبنيها سوريا بمساعدة كوريا الشمالية أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ارسال خبراء الى سوريا للتحقيق في هذه القضية.وزودت واشنطن الوكالة الذرية في نيسان/ابريل بوثائق وصور فوتوغرافية تدعم هذه المزاعم لكن سوريا رفضت هذه المزاعم واصفة اياها ب"السخيفة". من جهتها نقلت نيويورك تايمز الجمعة عن مسؤولين امريكيين ان اسرائيل باشرت في بداية الشهر مناورات عسكرية تبدو استعدادا لهجوم محتمل للجيش على المنشآت النووية الايرانية. وبحسب الصحيفة اكد مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية ان احد اهداف هذه التدريبات هو توجيه رسالة مفادها ان اسرائيل مستعدة لعمل عسكري في حال اخفقت الجهود الدبلوماسية في دفع طهران الى التخلي عن انتاج اسلحة نووية. وكانت سوريا وايران الموقعتان على معاهدة حظر الانتشار النووي وقعتا في نهاية ايار/مايو مذكرة تعاون في مجال الدفاع عن "استقلالهما ووحدة اراضيهما". ويعود التحالف بين البلدين الى زمن الثورة الاسلامية في 1979 وقد تعزز في 2006 مع توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين البلدين. وفي السادس من حزيران/يونيو اعلن نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية شاوول موفاز ان اسرائيل ستوجه ضربة للمنشآت النووية الايرانية معتبرا ان العقوبات الدولية ضد ايران. وقال ان "الاستراتيجية في الوقت الراهن استراتيجية عقوبات وجبهة موحدة من دول عديدة والتاكيد بدون التباس ان كافة الخيارات مطروحة". واضاف موفاز الذي شغل في الماضي منصبي رئيس الاركان ووزير الدفاع "اعتقد مثل اخرين ان اللجوء الى القوة هو خيار اخير" مؤكدا انه "من الواضح ان فرص الحل التفاوضي ستتقلص اذا لم تتوصل الدبلوماسية الى وقف برنامج ايران النووي". واشار مع ذلك الى ان مثل هذه العملية لا يمكن ان تتم الا بدعم الولاياتالمتحدة. وردا على سؤال حول نجاح العمل الدبلوماسي في هذه المرحلة قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك الجمعة ان اي نجاح ليس بعد على جدول الاعمال. واضاف "لم نصل بعد الى نقطة غيرت معها ايران وهذا النظام موقفها". واعرب مع ذلك عن الامل في ان "يرى العقلاء في الحكومة الايرانية ان الاستمرار على الطريق الذي يسيرون عليه (...) ليس الطريق الجيد لانهم سيستمرون في دفع تكاليف اكثر واكثر ارتفاعا من قبل الاسرة الدولية". ومن ناحيته حذر رجل دين ايراني الجمعة اسرائيل من مهاجمة ايران مؤكدا ان رد طهران سيكون "رهيبا". وقال اية الله احمد خاتمي في خطبة الجمعة التي بثتها اذاعة طهران مباشرة "اذا كان الاعداء وخصوصا الاسرائيليون ومؤيدوهم في الولاياتالمتحدة يسعون للجوء الى القوة فليكونوا واثقين بانهم سيتلقون صفعة رهيبة". واضاف "اذا اقتربتم من ايران الاسلامية بنية عدوانية فستهب امتنا هبة واحدة تجعلكم تندمون على فعلتكم الى الابد". وقال مصدر في هيئة الاركان اليونانية طلب عدم كشف هويته ان هذه المناورات التي سميت "غلوريوس سبارتن 08" اجريت بين 28 ايار/مايو و12 حزيران/يونيو واشتملت على عمليات جوية وتبادل خبرات. من جهتها ذكرت وكالة الانباء اليونانية شبه الرسمية "انا" ان هذه المناورات اجريت في القسمين الشرقي والجنوبي من جزيرة كريت وفي حقل رماية في لاريسا (وسط) وتضمنت مهمات قتالية جوية وهجمات على اهداف برية وامدادا جويا وعمليات بحث وانقاذ. وقد حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطر تكرار سيناريو التدخل الاميركي في العراق مع ايران والذي بررته واشنطن بامتلاكها ادلة "مزعومة" على وجود برنامج نووي عراقي. وردا على سؤال عن توعد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي اخيرا بشن هجوم على المنشآت النووية الايرانية دعا لافروف الى ان "يتحمل السياسيون ووسائل الاعلام مسؤولياتهم" ناصحا اياهم بان يكونوا "واضحين" في اتهاماتهم. واضاف لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو ان سياسة كل دولة "ينبغي ان تستند الى وقائع. تذكرون الوقائع تلك الوقائع المزعومة التي طرحت قبل مهاجمة العراق". وتابع لافروف "طلبنا مرارا من زملائنا الأمريكيين والإسرائيليين الذين يقولون انهم واثقون بان ايران في صدد امتلاك قنبلة نووية ان يقدموا معلومات فعلية تدعم هذه الفرضية. لكننا لم نر شيئا حتى الان". وقال ايضا "علينا أن نكون مسئولين في سياساتنا وخصوصا حين تمس مصالح دول اخرى ولاسيما سيادتها على اراضيها". (ا ف ب)