عالم "Second Life" الافتراضي

بعيداً عن السياسة، وهموم البطالة، وقيود العادات والتقاليد، بعيداً عن الواقع بكل ما فيه، حلوه ومره.. اختار شباب أن يعيشوا حياة أخري، حياة افتراضية أو «SecondLife»، يلبسون فيها ما يشاؤون، يتعرفون علي أشخاص وثقافات من مختلف أنحاء العالم، يتخطون كل الخطوط الحمراء، التي ليس لها وجود في هذا العالم الافتراضي.
هناك في عالم «SL» الافتراضي، وجد بعض الشباب المصريين فرصتهم في خوض تجربة جديدة، منزوعة السياسة - وهو أحد أسباب انتسابهم لهذا العالم - غزيرة بالتعارف، والانتقال بين معالم مختلفة، «ترفيهية ثقافية» كما يصفها أحدهم.
إلا أن عبدالله الشامي أو «abdallahcioc» في «SecondLife» يعتبرها «حياة افتراضية تجمع بين الواقع والخيال»، ويقول: قرأت عن «SecondLife» بعض التقارير في مواقع تكنولوجية علي شبكة الإنترنت، وسمعت عنه من بعض الأصدقاء، وبدافع الفضول اشتركت فيه، وبدأت أتصفحه،
وذلك في مايو 2007، في البداية لم أعرف كيفية التعامل معه، كيف أختار ملابسي؟ كيف أتحرك وأنتقل من جزيرة لأخري؟ ولكن بمساعدة بعض الأصدقاء المشتركين به استطعت عمل ذلك.
وأضاف: لم يكن لي هدف محدد في البداية، ثم تعرفت علي عدد لا بأس به من الأصدقاء من مختلف أنحاء العالم، وتبادلنا المعرفة والمعلومات عن بلد كل منا،
ووجدت فيه فرصة للابتعاد عن أعباء الحياة اليومية، ثم بدأت أتصفح الأخبار من خلال جزيرة وكالة رويترز علي «SecondLife» وشاركت في فعاليات الخيمة الرمضانية في جزيرة موقع «إسلام أون لاين»، وكذلك جزيرة الحج التي تعلمت منها مناسك الحج،
ورأيت مجسمات ثلاثية الأبعاد للكعبة، والصفا والمروة، وجبل عرفات، حتي إنني شاركت في مظاهرة افتراضية للتضامن مع الفلسطينيين، وهي أول مرة أشارك فيها في مظاهرة.
أما «تامر إبراهيم» 28 عاماً، فكان يبحث عن لعبة علي الإنترنت منذ شهور عندما تعرف علي «SecondLife» بالمصادفة- علي حد قوله- فهو يعمل مصمم مجلات في إحدي الدول الخليجية، ويستخدم «SL» في الاطلاع علي أحدث التصميمات المتاحة علي الموقع، والتي يعتبرها «ساحرة»، ويضيف:(«SL» حياة تانية بمعني الكلمة، ومن منا لا يبحث عن فرصة أو حياة تانية يمكنك من خلالها تشكيل وتغيير شكلك الخارجي كما تريد؟ والاطلاع علي تصميمات جرافيك وتصميمات هندسية غير متاحة في الواقع، بما يمثل متعة حقيقية تمزج بين الواقع والخيال).
ويتابع: في البداية كنت أشعر بوحدة في هذا العالم الافتراضي إلي أن تعرفت علي «ahmadtropcky»، وهو صديق من مصر، وقررنا إنشاء مجموعة وجزيرة علي «SL» لتعليم قواعد اللعبة للمصريين المنضمين لها حديثاً، واقترحنا أن يكون اسمها «مصر الحقيقية» أو «RealEgypt».
وأضاف: بدأنا البحث عن الأعضاء المصريين الجدد، ومساعدتهم في بناء الأشياء واختيار الملابس، وتغيير شخصية بعض الأعضاء للحفاظ علي هوية الشباب المصريين، واستفدنا جميعاً من بناء الأشكال المجسمة، والتي استفدت منها شخصيات في مجال عملي، وبالفعل صممنا شكل مبني سكني فاخر سيتم تنفيذه قريباً في مصر علي أرض الواقع، واشترينا جزيرة في «SL» لتكون قاعدتنا ومركزنا لمساعدة الأعضاء الجدد.
حقق تامر حلماً لم يستطع تحقيقه في الواقع، وهو امتلاك 6 متاجر وجزيرة، رفع عليها علم مصر، تحمل جميعاً اسم «معاً نحن أقوياء»، ومجموعة «مصر الحقيقية»، ويقول: إذا لم تكن لديك رسالة هادفة، واعتزاز بأنك مصري، فلا داعي لأن تخوض مثل هذه التجربة.
«MonyAyoun» هكذا اسمها في «SecondLife»، فتاة مصرية، وجدت في «SL» متنفساً لها، تستطيع من خلاله القيام بكل ما لا يمكن فعله في الواقع، بدءاً من الطيران، مروراً بالتعرف علي أماكن لا تستطيع مشاهدتها في الواقع، مثل الأندلس، وباريس، ومكة المكرمة، وانتهاء بالسباحة والرقص كما تقول، لأن «SL» مكان ترفيهي ثقافي بالنسبة لها.
ويتحدث «محمد يحيي» منسق بوحدة «SecondLife» في موقع «إسلام أون لاين» الإلكتروني عما يتيحه «SL» لمشتركيه قائلاً: يري المشترك معالم من مختلف دول العالم، ومجسمات للتعريف بها، ويتعرف علي أشخاص جدد وثقافات جديدة، إضافة إلي إمكانية التدريب والتدريس باستغلال ميزة «البعد الثالث»، كما أنه مصدر ل«البيزنس»، حتي إن البعض يكسب منه من 50 إلي 60 دولار شهرياً، يمكن للمشترك إنشاء بيت أزياء أو مول أو معرض صغير.
ويضيف: الشباب المصريون عددهم ليس كبيرا علي «sl» مقارنة بالمغاربة والجزائريين، ويميلون إلي التصفح والشات، والسمسرة علي استحياء، والدعاية لشركاتهم،
حيث قام أحد المهندسين الاستشاريين بالاشتراك علي الموقع وبث مجسمات وتصميمات ثلاثية الأبعاد خاصة به، ومن ضمن الجزر المصرية «منتجع دهب السياحي»، و«قهوة الفيشاوي»، وأمامهما جمل وراقصة بلدي، وكلها جهود فردية ترفيهية في المقام الأول.