الله يرحم ايام جاط الفواكه اليومي الذي كنت اعده لزوجي بعد تناوله وجبة الغذاء بهذه الكلمات بدات السيدة (ام جميل) 45 سنة والام لخمسة ابناء حديثها عن ارتفاع اسعار معظم السلع حاليا والتي هي في ازدياد مستمر . وتتسع ظاهرة عمل ربات البيوت ، لاعداد ماكولات جاهزة بدلا من شرائها في مواجهة غلاء الاسعار، كما تقوم نساء اخريات بزراعة الخضراوات والفواكه في الحدائق المنزلية او في الطوابق وشرفات الشبابيك ،للتخفيف من الاعباء المالية لاسرهم في ظل الارتفاع المستمر للاسعار. فقد كنت قبل سنتين اطبخ يوميا الدجاج او اللحمة مخصصة ويوم واحد فقط لطبخ البقوليات من اجل التنويع و التغيير. اما حاليا فانا مضطرة للقيام بعكس العملية السابقة حيث اطهو الدجاج او اللحمة فقط في ايام الجمعة و الاثنين في ظل ارتفاع تكاليف الحياة.، وباقي الايام اعتمد المقالي او صينية البطاطا او الحمص والفلافل للغذاء . تتابع ام جميل. وتؤكد ان دخل زوجها الشهري البالغ( 600 ) دينار،بالكاد يؤمن لهم قوت يومهم بعد دفع ايجار البيت والمصاريف المدرسية وثمن بنزين سيارة العائلة . وتبين ان كثيرا من السلع لا تقوم بشرائها لغلاء سعرها كالبامية التي يصل سعر الكيلو منها الى ثلاثة دنانير، والفاصولياء الخضراء دينارين ونصف ، ومعظم انواع الفواكه والتي يصل سعر الكيلو لادناها 75ر1 دينار .الا انها قامت في مقابل ذلك بقلع اشجار الزينة الموجودة على مدخل بيتها من الياسمين الابيض والورد الجوري وزرعت بدلا منها اشتال البندورة ، البامية ، الكوسا ، البصل و الملفوف الاحمر . اما (ام حسن) 55 سنة والام لستة ابناء فابتكرت ايضا طريقة خاصة لمواجهة الاسعار مؤكدة ان دخل زوجها الشهري لا يزيد عن 300 دينار الامر الذي لا يستطعون معه تناول اللحمة الا بشكل شهري اما الدجاج فيتناولونه مرة اسبوعيا فقط . وتتابع تستهلك عائلتي يوميا خبز بقيمة دينار و نصف، ونحو سبعة دنانير اسبوعيا للحليب لطفلي الصغيرين الاخيرين فضلا عن مصاريف المدارس و ادوية الاطفال . الامر الذي جعلني اتنبه الى اهمية تصنيع اصناف ماكولات جاهزة لابنائي في البيت بدلا من شرائها كاعداد البوظة ، الكاتشب ، المايونيز ، قوالب الشوكلاته، القشطة والكريما الى جانب اعداد المعجنات و الكبة و المفتول وبيعها للجيران والمعارف كل حسب الطلبية التي يريدها . وتتابع ورغم انني اسكن في الطابق الرابع فقد قمت ايضا بزراعة النعنع ، الميرامية ، والفراولة في احواض بلاستيكية على برندة المنزل . الى ذلك يؤكد التاجر ضياء المالك لاحد محلات الخضار في مخيم الحسين ان الاسعار تضاعفت عن السنوات السابقة لتشمل معظم انواع الخضار والفواكه دون استثناء . منوها ان ارتفاع اسعار المواد الاساسية على المائدة الاردنية من الخضار كالبندورة والبطاطا و الخيار هو الاكثر تاثيرا على الاسرة محليا . فالكثير من زبائني يحجم عن شراء الخضار الغالية الثمن كالملوخية و البامية ، الفول الاخضر والكوسا الى حين انخفاض اسعارها الا انهم لا يستطيعون الاستغناء بالمقابل عن البندورة والبطاطا حتى وهي مرتفعة الاسعار يقول ضياء وفي الاطار نفسه يؤكد امين صاحب بقالة في منطقة مرج الحمام ان اسعار معظم السلع تضاعفت بحيث اصبح المواطن يكتفي بشراء الاساسيات كالخبز ، الاجبان ، الحليب و مواد التنظيف الامر الذي انخفض معه شراء السلع الاخرى لديه في المحل كالعصائر ، المعلبات ، المكسرات ، المكدوس وغيرها بشكل ملموس. ووفقا للنشرة الاخيرة لنفقات الاسرة لعام 2006 التابعة لدائرة الاحصاءات العامة فان متوسط الدخل الجاري للفرد الاردني السنوي يبلغ( 7ر1083) دينار أي (3ر90 )دينار شهريا فيما يبلغ حجم الانفاق الشهري للفرد (89ر108) دينار . ويبلغ متوسط الدخل الجاري للاسرة الاردنية السنوي (7ر6219 )دينار اي (3ر518 ) دينار شهريا فيما يصل متوسط الانفاق للاسرة السنوي( 3ر7521 )دينار أي( 8ر626) دينار شهريا و يشار الى ان حجم الاسرة الاردنية وفقا للاحصاءات العامة يبلغ ( 73ر5 )فرد.