إذا كنا نعاني بشدة من موجة غلاء في جميع السلع الغذائية، وعلي رأسها الخضراوات والفواكه، فإننا لا نعاني وحدنا، فالعالم كله يعاني من حولنا، والمؤكد ان هناك الكثيرين الذين يعانون أكثر مما نعانيه، ويكتوون بنار حمي الغلاء، أكثر مما نكتوي! ومصر لا تعيش وحدها في جزيرة منعزلة عن العالم، ولابد أن تتأثر بما يتأثر به العالم.. ومع ذلك فإنها بشهادة المنظمات الاقتصادية والمالية قد خرجت من الأزمة المالية العالمية بأقل الخسائر، وأيضا فإن تأثرها بموجة الغلاء العالمية لا يقاس بالآخرين.. ونحن بحسب الإحصاءات الرسمية نستورد أكثر من 08٪ من احتياجاتنا السلعية والغذائية من دول العالم المختلفة.. وعندما ترتفع أسعار السلع والمنتجات في العالم، فلابد ان نتأثر بهذا الارتفاع.. وما شهده العالم من ارتفاع للأسعار لا يستطيع أحد التحكم فيه، ولا معالجة اثاره بسرعة.. كما ان هناك عوامل عديدة ساهمت في هذه الموجة من ارتفاع الأسعار، ومنها الموجة الحارة التي شملت الكثير من مناطق العالم المختلفة، وظهور آفات وحشرات جديدة تتلف المحاصيل، ونقص المساحات المزروعة، واستخدام دول كبري للمحاصيل في إنتاج الطاقة، وأسباب أخري عديدة. وبينما العالم يعاني من ارتفاع الأسعار.. فإن مصر لم تقف ساكنة أو ساكتة، وإنما تسعي في البحث عن حلول، وتقوم بإجراءات سريعة للتخفيف عن المواطنين..وحول حمي الغلاء خارجيا ومحليا.. نفتح هذا الملف ارتفعت اسعار الخضراوات وخاصة الطماطم في جميع الدول العربية وبعض الدول الاجنبية بشكل مرعب في الاونة الاخيرة واعلن بعض الخبراء عن تخوفهم من تكرار أزمة الغذاء التي واجهها العالم عام 2008 والتي تسببت في اندلاع أعمال شغب واضطرابات في أكثر من دولة.. فقد كشفت الحكومة الهندية أن معدل تضخم أسعار المواد الغذائية في الهند ارتفع بنسبة 16.44٪ مقابل 15.46٪ الشهر الماضي. وارجع الخبراء هذا التضخم الهائل في ارتفاع اسعار المواد الغذائية الي نقص المعروض من السلع الاساسية كالخضروات والحبوب والفواكه ومشتقات الحليب نتيجة الفيضانات التي ضربت مناطق عدة في البلاد ادي الي ارتفاع معدل التضخم. وفي السودان تشهد أسعار الأغذية هذه الأيام ارتفاعا غير مسبوق في تاريخها، حيث ارتفعت أسعار اللحوم والخضراوات ارتفاعا جنونيا، بمقدار 30 ٪ في أقل من شهر، ليصل سعر كيلو اللحم الضأن من 14 جنيها إلي 20 جنيها سودانياً، ، كما صعد سعر اللحم البقري إلي 16 جنيها بدلا من 12 جنيها للكيلو الواحد، بينما اختفت لحوم الإبل من الأسواق نتيجة لغلاء أسعارها واتجاه مالكيها لتصديرها لدول الخليج العربي حيث يباع رأس الإبل ب1000 دولار اي ما يعادل 6000 الاف جنيه مصري!! ويأتي ارتفاع أسعار اللحوم في السودان، البلد الذي يوصف بأنه سلة غذاء العالم العربي، علي خلفية هجمة المصدرين علي هذه النوعية الأكثر استهلاكا من أجل تصديرها للخارج بدلا من ذبحها في الداخل. وجاء ارتفاع اسعار اللحوم والخضروات وخاصة الطماطم في السعودية قبل اسابيع من عيد الاضحي المبارك حتي وصلت اسعار الغنم إلي 1600 ريال للرأس الواحد وهو رقم قياسي لم تصل تشهده المملكة من قبل هذا بالإضافة الي ارتفاع أسعار الخضراوات مثل الطماطم والكوسة حيث ارتفعت أسعارها من أربعة ريالات إلي 20 ريال للكيلوجرام الواحد!! كما ارتفع سعر كيلو الخيار إلي 8 ريالات بعد أن كان لا يتجاوز الأربعة ريالات, إضافة إلي ارتفاع سعر كيلو الكوسة إلي 13 ريال بعد أن كان لا يتخطي حاجز الأربعة ريالات فقط!! ووصل سعر الفاصوليا الي 13 و 14 ريالا.. اما في قطر فقد اشتكي المواطنون والمقيمون مر الشكوي من قيام المجمعات والمراكز التجارية برفع أسعار الخضراوات حيث شهدت أسعار الخضروات بالمجمعات التجارية ارتفاعا ملحوظا كان أبرزها ارتفاع سعر كيلو الخيار إلي 10 ريالات والبصل إلي 9 ريالات والفاصوليا إلي 11 ريالاً للكيلو، فيما وصل سعر الطماطم الي 20 ريال قطري للكيلو!! وفي البحرين صدقت توقعات الإقتصاديين في ارتفاع أسعار الخضراوات وبعض أصناف الأسماك في السوق المحلية البحرينية إلي مستويات "الضعف" وذلك بسبب انخفاض درجة حرارة الجو وبرودته التي لا تساعد علي الإنتاج الزراعي وتؤدي الي تقاعس الكثير من التجار عن استيراد الخضراوات، نتيجة الخسائر التي يتعرضون لها.. اما في لبنان فقد ارجع خبراء الاقتصاد موجة ارتفاع الاسعار التي تجتاح البلاد الي غياب الرقابة علي الاسواق والذي ادي لإرتفاع مخيف في اسعار الخضار واللحوم وهو ما يضيف علي لبنان مأساة جديدة تجعل المواطن ضحية يتخبط عاجزا عن تأمين ابسط المتطلبات الاساسية مما يحتم ضربا لجيوب المواطنين خصوصاً ذوي الدخل المحدود وفي نظرة سريعة الي سلم أسعار الخضار في لبنان يتبيّن الفارق كبير ما بين هذا الموسم وما قبله حيث وصل سعر الخضروات واغلاها الطماطم الي ما يعادل 90 جنيهاً مصرياً ، وفي عملية حسابية بسيطة يظهر للمواطن ان الخضار التي كانت لقمة الفقير باتت امنية يتمناها الفقراء واصحاب الدخل المحدود . وفي غزة فقد ازداد الامر سوء حيث وصلت اسعار الخضراوات الي اعلي معادلاتها حيث وصل سعر كيلو الطماطم إلي 10 شيكل اي 20 دولارا!! اما المغرب فقد تجاوز ثمن الطماطم 15 درهم مغربي للكيلو جرام الواحد، ووصل في بعض أسواق الدارالبيضاء إلي 18 درهما بعدما كان ثمنها يتراوح بين 5 و8 دراهم للكيلوجرام. وتسبب هذا الارتفاع الهائل في كثير السلع الغذائية الي زيادة معدلات التضخم حول العالم بعدما كانت معظم الدول قد بدأت في التعافي من آثار التضخم في ظل الأزمة المالية.فقد اصدرت الأمانة العامة لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي تقريرها سنوي لهاذا العام والذي اوضح أن التضخم بلغ 4.9٪ في السعودية و0.8٪ في الإمارات و4.4٪ في الكويت و0.4٪ في قطر و3.4٪ في عمان و2.8٪ في البحرين.