قالت "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" و"منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة" في تقرير نشر الخميس إن أسعار الغذاء ستظل مرتفعة في السنوات العشر المقبلة حتى وإن تراجعت عن مستوياتها القياسية الراهنة مما يعني أن ملايين آخرين سيواجهون الجوع أو صعوبات في الحصول على الغذاء. وإلى جانب تحديد الاحتياجات الفورية من المساعدات الإنسانية اقترحت المنظمتان نشراً أكبر للمحاصيل المعدلة وراثيا وإعادة النظر في برامج إنتاج "الوقود الحيوي" التي تستخدم الحبوب التي كان يمكن أن تطعم البشر أو الماشية. وقال التقرير إن عوامل عدة منها الجفاف في مناطق منتجة للسلع الغذائية مثل أستراليا تفسر جزئيا ارتفاع الأسعار بالإضافة إلى زيادة الطلب من الدول سريعة النمو مثل الصين والهند. لكنه خص بالذكر الاتجاه لإنتاج "الوقود الحيوي" بديلاً للوقود "العضوي" وهو مسعى ترعاه الولاياتالمتحدة بدرجة كبيرة وتدعمه أوروبا كذلك. وقال التقرير إن الطلب على "الوقود الحيوي" عامل رئيسي يدعم ارتفاع أسعار السلع الزراعية، وأضاف أن الوقت حان لدراسة بدائل له. وصدر التقرير قبيل "قمة الغذاء" العالمية المقررة في روما الأسبوع الأول من يونيو 2008 وأفاد أن أسعار السلع الغذائية من المرجح أن تتراجع عن مستوياتها القياسية التي سجلتها في الفترة الأخيرة لكنها ستظل مرتفعة على مدى السنوات العشر المقبلة بالمقارنة بالسنوات العشر الماضية. وستظل أسعار اللحوم مرتفعة بنحو 20% عن مستواها في السنوات العشر الماضية في حين من المرجح أن تكون أسعار القمح والذرة والحليب المجفف منزوع الدسم مرتفعة ما بين 40 إلى 60% في السنوات العشر المقبلة. ومن المتوقع أن تبلغ الزيادة في أسعار الأرز -الغذاء الأساسي في أسيا الذى من المتوقع أن تزيد أهميته كذلك في إفريقيا في السنويات المقبلة- نحو 30% من حيث القيمة الاسمية في العقد المقبل بالمقارنة مع الفترة من 1998 إلى 2007. وقال التقرير إن في العديد من الدول محدودة الدخل يبلغ الإنفاق على الغذاء في المتوسط ما يزيد على 50% من الدخل وارتفاع الأسعار الذي تشير إليه هذه التوقعات سيدفع المزيد من الناس إلى سوء التغذية. وأشار التقرير أن القوة الشرائية للملايين على مستوى العالم ستتضرر، فقد تضاعفت أسعار العديد من السلع الغذائية على مدى العامين الماضيين مما أثار احتجاجات واسعة النطاق وأعمال شغب في بعض المناطق الأكثر تضررا مثل "هاييتي". (رويترز)