اتهم قائد الأمن في جنوب إفريقيا -الجمعة- يمينيين مرتبطين بالحكومة العنصرية السابقة بإشعال العنف ضد الأجانب، والذي انتشر إلى كيب تاون المركز السياحي وثاني أكبر مدن البلاد. وقتل 42 شخصا على الأقل، وطرد أكثر من 25 ألفا من منازلهم على مدى 12 يوما من الهجمات التي يشنها غوغاء يتهمون المهاجرين من مناطق أخرى في إفريقيا باقتناص الوظائف والتسبب في ارتفاع معدلات الجريمة. وتعرض المهاجرون للضرب والطعن واحرقت ممتلكاتهم. وتعرضت حكومة جنوب إفريقيا لانتقادات قوية بسبب رد فعلها البطيء إزاء العنف الذي بدأ في ضاحية في جوهانسبرج يوم 11 مايو/آيار، وبسبب المعالجة غير الكافية لمشكلة الفقر التي يلقى عليها باللوم على نطاق واسع عن إراقة الدماء. لكن مانالا مانزيني رئيس وكالة المخابرات الوطنية قال إن أشخاصا مرتبطين بقوات الأمن في نظام التفرقة العنصرية السابق هم الذين يشعلون أعمال العنف. وقال "لدينا معلومات تكشف أن العناصر التي شاركت في عنف الانتخابات قبل عام 1994 هي في الواقع نفس العناصر التي اعادت الاتصالات مع الناس الذين استخدموهم في الماضي." وشملت إراقة الدماء في السنوات الأخيرة للنظام العنصري اشتباكات وحشية بين مؤيدين لحزب الحرية انكاثا- الذي يمثل الزولو قاعدته- وحزب المؤتمر الوطني الإفريقي- الذي يتولى السلطة منذ انتهاء حكم البيض عام 1994 . وكان يعتقد على نطاق واسع أن الحكومة العنصرية ترعى سرا مقاتلي حزب الحرية انكاثا. وقال مانزيني "لا نريد إلقاء اللوم على حزب الحرية انكاثا... لكن بعضا من ناسهم ربما استخدموا." وقالت الشرطة ومكتب الادعاء إنهما سيعملان معا للإسراع بالبت في الدعاوى المرتبطة بالعنف، في حين تنظر وزارة العدل في إنشاء محاكم خاصة للتعامل مع المشتبه بهم. حشود تهاجم مهاجرين صوماليين وزيمبابويين وقالت الشرطة إن حشودا هاجمت مهاجرين من الصومال وزيمبابوي أثناء الليل في كيب تاون ونهبت منازلهم ومتاجرهم. ونهب المزيد من المتاجر في ضاحية لواندل قرب ستراند شمالي كيب تاون وفي كنيسنا وهي منتجع على الساحل الجنوبي الغربي. وأجلي مئات المهاجرين من مستوطنة عشوائية قرب كيب تاون معقل صناعة السياحة في البلاد. وذكرت الشرطة أنها ألقت القبض على 200 شخص بينهم فتى في الثالثة عشرة لتورطهم في النهب وامتلاك سلع مسروقة منذ مساء الخميس. وتم إسكان 1200 من الأجانب في ملاجيء مؤقتة. وقالت السلطات إن مسلحين أطلقوا الرصاص على رجل من مالاوي في ديربان أثناء الليل وأن ثلاثة أجانب آخرين طعنوا في إقليم الكاب الغربي. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أصدر الرئيس ثابو مبيكي الذي انتقد بسبب ما اعتبر استجابة ضعيفة تصريحا للجيش للمساعدة في قمع العنف الذي يهدد بزعزعة استقرار أكبر اقتصاد في إفريقيا. وجاء العنف وسط نقص في الكهرباء وسخط متزايد آثار أيضا انزعاج المستثمرين. ويقول أغلب المحللين إن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود له تأثير كبير في إشعال التوتر. ويخشى المسئولون في صناعة السياحة المهمة أن يحجم السياح عن المجيء إلى البلاد. وقالت موزامبيق إن حوالي 13 ألف مهاجر وعائلاتهم غادروا جنوب إفريقيا منذ اندلاع العنف، في حين قالت مالاوي إنها بدأت إجلاء أكثر من 850 من مواطنيها الذين يعملون في البلد المجاور. ويبلغ عدد الفارين من الانهيار الاقتصادي في زيمبابوي حوالي ثلاثة ملايين شخص مما يجعلهم أكبر مجموعة ضمن حوالي خمسة ملايين مهاجر في جنوب إفريقيا التي يسكنها 50 مليون نسمة. (رويترز)