· تساءلت لويز تايلور في مقال لها بصحيفة «الجارديان» البريطانية: «لماذا يفزعني الذهاب إلي جنوب أفريقيا لمتابعة فاعليات كأس عالم · الفيفا يمنع المظاهر الدينية في المستطيل الأخضر.. وجنوب أفريقيا تحتاج إلي جهد كبير للتغلب علي هذه المشكلة الخطيرة وضمان سلامة وأمن زائريها خلال كأس العالم · حجزت وكالة «ماتش» المسئولة عن التذاكر والإقامة لدي الفيفا 400 غرفة فندقية في موزمبيق خلال المرحلة الأولي فقط من كأس العالم احتارت جنوب أفريقيا منذ انطلاقة المونديال أن تذرف دمعة فرح لاستضافتها لأفضل البطولات في التاريخ، أم الدمعة الحزينة.. لتتحجر في مقلة الجميع دمعة حائرة .. وأصبح نيلسون مانديلا في حيرة هل يذرف دمعة فرح فرحا ببلاده ومشاركة لشعبها الذي وهب حياته من أجل تحرير ارادتهم أم يذرف الدمعة الحزينة حزنا علي فراق حفيدته .. لتخيم الأحزان علي الشارع الجنوب أفريقي قاطبه وحفل الافتتاح حزنا علي أحزان الثائر المثالي والقلب النابض بالحب والثورة والرفاهية للانسانية جمعاء ومنبر الحرية لفقدان حفيدته. وكأن القدر وقف للرجل بالمرصاد وحال بينه وبين لحظة فرح انتظرها طويلا كثائر أفريقي آل علي نفسه أن يكون في ركب هؤلاء الكوكبة التي وهبت حياتها من أجل تحرير ارادة أوطانها.. ثوار كان الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ورفاقه من أبطال ثورة يوليو منبرهم ونيلسون مانديلا ختام وأسمي مشوارهم ولما حانت اللحظة كانت الأحزان في انتظاره لتحول بينه وبين حضور حفل افتتاح تنظمه لا بلاده فحسب ولكن قارته الأفريقية لأول مره في التاريخ فضلا عن قائمة تطول جميعها كانت في انتظار ضيوف المونديال الذين جاءوا من جميع ارجاء المعمورة بداية من أفراح شعب وعبق تاريخ ورائحة الثوار وعطر الاستشهاد وبصمات مستعمر وجمال طبيعة وأسود ونمور وأفيال وجاموس وحرامية ولصوص بعد تعدد البلاغات بالسرقة ونجوم يفضلون الملاهي والحانات ودور الدعارة علي دور العبادة ويحرمهم من المشاعر الدينية وزوجات نجوم عالم تخلين عن مرافقة أزواجهن خشية الأمن المعدوم في البلاد ونجم ألماني علي أعتاب التاريخ وخوف من الإيدز وأنفلونزا الخنازير وتهافت جيران علي بقايا طاولة المونديال لفقرهم المدقع وبيزنس حراسة وشعور بالقلق إزاء رحلات الطيران وهاجس أمني يساور الجميع وداخل الملعب تربص الفيفا بكل المظاهر الدينية.. قائمة تطول تحتاج إلي مجلدات وتحتاج إلي قلم في حاجة لرشاقة راقص باليه وحكمة ابن لقمان للتعبير عن قائمة تطول سيجدها الزائر لجنوب أفريقيا مع انطلاقة أول مونديالات التاريخ في قارتنا السمراء.. تاريخ دونه زعماء قارتنا الأفريقية قاطبة.. وهبوا حياتهم من أجل تحرير إرادة شعوبهم.. وضعوا أرواحهم علي أكفهم.. لم يغمض لهم جفن وهناك مستعمر غاشم جاء بهدف لا سلب الثروات فحسب ولكن لمحو الهوية وتشريد الشعوب.. حركات تحررية أبطالها دونوا اسماءهم بأحرف بارزة.. ثوار قادوا ثوراتهم تحريراً للأرض وذوداً عن العرض وإعلاءاً لكلمة الانتصار وجاءت الثمار لمشوار كفاح مشرف لثوار في حجم الزعيم الخالد جمال عبدالناصر الذي أصبحت ثورته منبراً لكل الثوار.. ثوار في حجم الزعيم الكونغولي باتريس لومومبا والزعيم الجزائري أحمد بن بيلا وهواري بومدين والغاني كوامي نيكروما والكيني جومو كينياتا والتونسي الحبيب بورقيبة والغيني أحمد سيكتوري والزامبي كينث كواندا والتنزاني جوليوس نيريري والكاميروني أحمد أهيدجو والسنغالي ليوبو لد سنجور وآخر سطور كفاحهم نيلسون مانديلا.. ومن قبلهم حملة مشاعل الثورات أمثال عبدالقادر القادر الجزائري وعبدالكريم الخطابي وعمر المختار.. رجال اتخذوا من الكفاح طريقهم.. سلاحهم الإرادة.. وإرادتهم الشجاعة.. وشجاعتهم مستمدة من الإيمان بمصالح وطن فجاءت الثمار.. نجنيها اليوم.. فالمفروض أن نذكرهم حتي لو بكلمة.. فلولاهم لما كانت هناك بلد أفريقي له كلمة وصوت مسموع لطلب استضافة المونديال.. ولما كانت هناك فرق أفريقية نتغني بأسمائها ما بين أسود الكاميرون ونسور نيجيريا وبافانا.. بافانا.. وغانا.. ولما كان هناك محاربون ولا أحفاد الفراعنة.. وأقصي المني والأمل أن يقوم المستعمر بالاستيلاء عليها ومنحها جنسيته ويكفينا التغني فقط باسمها.. نجوم في حجم إيزيبيو الذي بني أمجاد البرتغال بموهبته الخارقة وزين الدين زيدان الفرنسي وحتي جوست فونتين مغربي المولد وقائمة تطول من التي بنت أمجاد فرنسا وغيرها الرياضية.. فلست من المتشيعين لأي من المذاهب ولكنني لا أستطيع أن أتنكر لحقيقة.. واستضافة أفريقيا اليوم للمونديال.. ثمار لمشوار كفاح مشرف بعد أن كنا حطام بشر وبقايا مستعمرات ومشاهدين فقط لهم حق النظر من بعيد والكلمات لا تكفي وإن كنت لا أملك غير الكلمة وكان أملي من اللجنة المنظمة العليا أن تضع تمثالاً علي مداخل الميادين الرئيسية لكل هؤلاء.. فمنهم من دعم ثورة بلادهم معنوياً ومنهم من دعمها بالمال ومنهم من دعمها بالسلاح لتحرير إرادة إنسان أسود من قبضة إنسان طاغية أبيض.. جاء من بلاد بعيدة لا لنهب الثروات فقط ولكن لاستعباد البشر.. ولولا الثوار والثورات لما عاش الأفارقة اليوم لحظة فرح ولا حتي استمتعوا بنجوم مونديال ولا حتي بشاكيرا والفضل لثورة اسمها ثورة يوليو التي كانت منبراً لكل الثورات وزعيمها جمال عبدالناصر الذي كان رمزاً لمناهضة المستعمر أينما كان. جمال طبيعة وبقر وجاموس وهناك جمال الطبيعة بمعالمها الخلابة تطل علينا كشاهدة علي التاريخ والظلم واليوم ترفع محمية كروجر الوطنية بجنوب أفريقيا، لافتة «كامل العدد» علي بوابتها بداية من يونيو المقبل ليس بمفاجأة، ولكن عندما يكشف عن أن غالبية الزوار الذين تنتظرهم في 2010 سيشاركون في رحلات سفاري ومباريات كرة قدم، فهذا هو النبأ الجديد الذي أعلنه المسئولون عن المحمية.. وأكد المتحدث الرسمي باسم المحمية ويليام ماباسا «من يزور جنوب أفريقيا دون أن يزور محمية كروجر، فليعتبر نفسه لم يأت إلي البلد الأفريقي».. غير أن التحدي الأكبر أمام زوار هذه المحمية الواقعة شمال غرب جنوب أفريقيا هو مشاهدة «Big Five» أو الكبار الخمسة نظرا للصعوبة التي تكتنفها عملية صدها وهي: الأفيال، والأسود، والنمور، وحيوانات وحيد القرن، والجاموس. ويوجد داخل المحمية 14 ألف فيل، ونحو 800 نمر، وأكثر من ألفي أسد، وقرابة 3 آلاف وحيد القرن، وقطيع كبير من الجاموس.. حتي الفرق الرياضية ألقابها الأفيال والنسور والبقر. الخوف من أنفلونزا الخنازير قال أرون موتسوالدي وزير الصحة في جنوب افريقيا للبرلمان: إن بلاده ستواجه أزمة صحية محتملة إذا انتشر فيروس أنفلونزا الخنازير خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم هذا العام.. وأضاف موتسوالدي «من أكبر الكوابيس التي نخشاها هي حقيقة أن نهائيات كأس العالم 2010 ستقام في يونيو حين تكون هناك امكانية لموجة اخري من انفلونزا الخنازير «إتش. 1. إن 1».. ومن المتوقع أن تجتذب نهائيات كأس العالم التي تستمر لمدة شهر وتقام لأول مرة في أفريقيا 450 ألف سائح خلال فترة الشتاء في جنوب أفريقيا. واشار موتسوالدي إلي أن وزارة الصحة نجحت في الحصول علي 3.1 مليون جرعة من لقاح المضاد لفيروس انفلونزا «إتش. 1. إن 1» بالاضافة الي 3.5 مليون جرعة أخري من منظمة الصحة العالمية. وقال: «تلقينا خطابا من منظمة الصحة العالمية يفيد بأنها ستمنح جنوب افرقيا 3.5 مليون جرعة للقاح انفلونزا «إتش. 1. إن 1» ستصل الي البلاد بحلول مارس».. مضيفاً أن هذا الإجراء سيوفر لجنوب أفريقيا نحو 250 مليون راند (84.23 مليون دولار). فتات الموائد في يوم ما خلال بطولة المونديال، تأمل ميريام فامبي في أن تستقل الطائرة للمرة الأولي في حياتها متجهة نحو جنوب أفريقيا. ويقوم معظم المسافرين من شعب زيمبابوي بالسفر إلي جنوب أفريقيا بعبور الحدود بين البلدين بالحافلة حيث يعانون من سوء الطرق ووعورتها ولكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لن يعجز عن تأمين ثمن تذكرة الطائرة. فإذا قبل طلب فامبي لكي تصبح أحد الخمسة عشر ألف متطوع ببطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا العام المقبل فبوسعها أن تأمل في الحصول علي رحلة سفر أكثر راحة. وكانت المعلمة العزباء فامبي «43 عاماً» التي تعول طفلين في هراري واحدة من بين 449 شخصا آخرين من زيمبابوي تقدموا بطلبات للمساعدة خلال كأس العالم 2010، ويكفي أنه من مدرستها وحدها في ضاحية هايفيلدز عالية الكثافة بعاصمة زيمبابوي هراري، تقدم سبعة مدرسين بطلبات تعيين كمتطوعين بكأس العالم.. وتقول فامبي: «ستكون تجربة رائعة وربما فرصتي الوحيدة لحضور أي مباراة ببطولة كأس العالم بالنظر إلي راتبي.. كما أنني واثقة من أنهم (فيفا) سيدفعون لنا أكثر من راتبي الشهري (يتراوح ما بين 150 و175 دولاراً في الشهر).. ويعتبر برنامج المتطوعين في كأس العالم طريقة جيدة يأمل جيران جنوب أفريقيا من خلالها أن يختلسوا ولو نظرة بداخل البطولة التي سميت بطولة «كأس العالم الأفريقية» ولكنها في واقع الأمر أصبحت شأن جنوب أفريقي في المقام الأول. فمن بين 15 ألف متطوع سيشاركون في البطولة، خصص نحو 80 بالمائة من الأماكن المتاحة لمصلحة الجنوب أفريقيين مقابل عشرة بالمئة لباقي دول أفريقيا وعشرة بالمائة لبقية دول العالم.. أما بالنسبة لتذاكر البطولة، لم يجد جيران جنوب أفريقيا أي معاملة خاصة فقد حجزت جميع التذاكر الرخيصة لمصلحة سكان جنوب أفريقيا فقط، وبالنسبة لباقي دول أفريقيا يبدأ سعر التذكرة في كأس العالم من ثمانين دولارا. وصرح إيان كاما رئيس بتسوانا لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) في سبتمبر الماضي عندما سئل عما يتوقعه من بطولة كأس العالم قائلا: «أعتقد أن استفادتنا منها ستكون محدودة». وأضاف: «بينما أتحدث إليكم الآن لا أستطيع أن أحدد بشكل مطلق أي فائدة يمكن أن تدرها هذه البطولة علي بتسوانا». ولكن هناك طريقة أمام جيران جنوب أفريقيا للحصول علي بعض الاستفادة المادية بوضع أنفسهم علي خريطة كأس العالم وهي أن يحاولوا اجتذاب بعض فرق البطولة للتدريب علي أراضيهم خلال فترة الاستعداد السابقة لكأس العالم.. فمن زيمبابوي إلي زامبيا مروراً ببتسوانا وموزمبيق، بنيت العديد من الاستادات الجديدة بينما تم تجديد وتطوير استادات أخري بالمنطقة علي أمل الفوز ولو بجزء من جائزة ( كعكة) كأس العالم. ولكن في الوقت الذي قد تفكر فيه بعض المنتخبات الصغيرة في الاستعداد لبطولة كأس العالم خارج جنوب أفريقيا، فقد كان موقف المنتخبات الكبيرة حازما من حيث التوجه مباشرة إلي البلد المضيف. وتقع ثلاث من المدن المضيفة، جوهانسبرج وبريتوريا وبلومفونتين، علي ارتفاع ألف متر فوق سطح البحر مما يجعله أمرا مهما بالنسبة لمنتخبات كأس العالم أن تجري استعداداتها للبطولة هناك من أجل التأقلم علي الارتفاع. ولكن مازال هناك 400 ألف زائر يتوقع سفرهم إلي جنوب أفريقيا خلال فترة المونديال، وربما يود بعضهم أن يستفيد من تذكرة السفر قدر المستطاع بزيارة أي دولة مجاورة أخري فيما بين مباريات البطولة. عجائب الدنيا السبع ويقول داني تالبوت مدير السياحة الرياضية في شركة «توماس كوك» ببريطانيا: كما جربنا من قبل عندما نقلنا مشجعين بريطانيين لمؤازرة منتخب الرجبي أو الكريكيت البريطاني في جنوب أفريقيا، كان بعض العملاء يطلبون إطالة مدة زيارتهم للقارة السمراء من أجل زيارة دول أخري مجاورة مثل ناميبيا وكينيا وزنزيبار. ويقول وزير السياحة في زيمبابوي والتر مزيمبي لوكالة الأنباء الألمانية: «يوجد لدينا إحدي عجائب الدنيا السبع متمثلة في شلالات فيكتوريا، وفنادقنا هناك علي أهبة الاستعداد للحدث الكبير». وتأمل زيمبابوي في أن تنعش بطولة كأس العالم الصناعة السياحية بالبلاد والتي تدهورت كثيرا بسبب عقد كامل من أحداث العنف السياسية والاضطرابات الاقتصادية في ظل حكم الرئيس روبرت موجابي. ولكن الآن بعد تعيين حكومة وحدة جديدة بالبلاد تؤكد زيمبابوي أنها «مستعدة تماما لكأس العالم 2010» وإن كانت مكاتب السياحة في بريطانيا تؤكد أن السياح هناك مازالوا يفضلون مشاهدة شلالات فيكتوريا من الجانب الزامبي «الأكثر سلامة». وينتظر أصحاب الفنادق في موزمبيق، الجارة الواقعة شمال شرق جنوب أفريقيا وتتمتع بإمكانيات سياحية كبيرة، قرعة كأس العالم في الرابع من ديسمبر لإطلاق حملاتهم التسويقية. ويقول خوسيه جوميز دا سيلفا الأمين العام لاتحاد فنادق جنوب موزمبيق: «بعد القرعة ستصبح الأمور أكثر وضوحا لأننا سنعرف وقتها أين سيتواجد كل منتخب بالبطولة». وأوضح دا سيلفا أنه إذا أقام منتخب كبير مثل البرازيل معسكره في مدينة نيلسبروت الجنوب أفريقية، التي تبعد ساعة واحدة عن حدود موزمبيق، فسيعود ذلك علي المستعمرة البرتغالية السابقة التي تتمتع بثلاثة آلاف كيلومتر من شواطيء الرمال البيضاء الاستوائية «بمنفعة هائلة».. وحجزت وكالة «ماتش» المسئولة عن التذاكر والإقامة لدي الفيفا 400 غرفة فندقية في موزمبيق خلال المرحلة الأولي فقط من كأس العالم حسبما يشير دا سيلفا. ويقول عبد الأنيف «62 عاماً» وهو حرفي يبيع بضاعته خارج مركز تسوق تجاري بالعاصمة مابوتو: «إن جميع الأذهان تركز علي بطولة كأس العالم الآن».. أما بتسوانا، التي يتواجد بها أكبر تعداد للأفيال في أفريقيا، فقد جربت مسلكا مختلفا حيث وضعت الدولة التي تضم مساحات صحراوية شاسعة نفسها في مكان يجعلها مقصد لكل من لا يريد حضور منافسات كأس العالم. الهاجس الأمني وتساءلت لويز تايلور في مقال لها بصحيفة «الجارديان» البريطانية: «لماذا يفزعني الذهاب إلي جنوب أفريقيا لمتابعة فاعليات كأس عالم؟ سبب المقال غضبا شديدا في جنوب أفريقيا، خاصة أن تايلور أوضحت أن المعدلات المرتفعة للجريمة في جنوب أفريقيا جعلها تلتفت إلي الناحية الأمنية أكثر من أي شيء آخر في هذه البلاد.. وأوضحت تايلور أنه كان من الأفضل أن تقام نهائيات البطولة في مصر، قائلة: «من حيث الجريمة، مصر بلد آمن تماما». ولدي سؤالهم عن مشكلة ارتكاب الجرائم في بلدهم، سارع مسئولو ومواطنو جنوب أفريقيا بالإشارة إلي أنه لا يوجد مكان في العالم آمن تماما.يقول بيكي سيلي، المفوض العام للشرطة في جنوب أفريقيا: «عندما أذهب إلي الولاياتالمتحدة، أجد تحذيرات من ارتياد مترو الأنفاق في أتلانتا.. وعندما أذهب إلي لندن، أجد تحذيرات من الذهاب إلي بريكستون». ولكن جنوب أفريقيا تحتاج إلي جهد كبير للتغلب علي هذه المشكلة الخطيرة وضمان سلامة وأمن زائريها خلال كأس العالم. يصل متوسط عدد قتلي الجرائم في جنوب أفريقيا إلي 50 شخصا يوميا، بخلاف 50 آخرين يتعرضون لمحاولات قتل. وفي الوقت الذي تقع فيه معظم جرائم القتل من أشخاص ضد أشخاص آخرين يعرفونهم جيدا، تزداد جرائم خطف السيارات، والسطو المسلح علي السائحين.وزاد عدد جرائم خطف السيارات العام الماضي إلي 14 ألفا و915 جريمة، كما ارتفع معدل جرائم السطو في المتاجر بشكل كبير، ومتكرر. وقال داني جوردون، الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، للصحفيين الأوروبيين عقب كأس القارات 2009: «احكموا علينا من خلال سجلنا».. وقال سيلي، الذي تولي المسئولية يوليو الماضي، لوكالة الأنباء الألمانية: «الاستعدادات الأمنية لكأس العالم تجعلني أهنأ بالنوم، مثل الأطفال»، مناشدا رجال الشرطة استخدام قواتهم الهائلة ضد المجرمين. وتستعد جنوب أفريقيا لتأمين البطولة عبر الاستعانة بنحو 41 ألف شرطي.وأضاف سيلي: «سنكون علي استعداد لأي هجمات إرهابية محتملة، من الجو، أو البحر أو علي الأرض». وأوضح أن الشرطة، التي تلقت تدريباتها للسيطرة علي الجماهير تحت إشراف شرطة مكافحة الشغب في فرنسا، ستحظي بدعم وحدات تدخل سريع في جميع المقاطعات ال11 في جنوب أفريقيا. وتشمل الإجراءات الاستثنائية التي تتخذها جنوب أفريقيا تشكيل محاكم خاصة لاتخاذ الأحكام العاجلة خلال فترة إقامة البطولة، بالإضافة إلي نقاط شرطة في مؤخرة القطارات الداخلية. وأوضحت اللجنة المنظمة للبطولة أن كل عربة من العربات التي أضيفت للقطارات والتي ستنقل المشجعين من جوهانسبرج إلي ديربان وكيب تاون وبورت إليزابيث ستشمل مكاتب للشرطة وزنزانتين، مما يعني توجيه الاتهام والحكم علي مثيري الشغب ووضعهم بالحبس قبل الوصول للمدينة التالية. ومن الجهود المعاونة للشرطة أيضا شركات الحراسة الخاصة التي ستتولي تأمين الفنادق والمطاعم والمتاجر والمتاحف، وترافق المنتخبات المشاركة في البطولة قوة أمنية خاصة، وتقدم بعض الشركات في جنوب أفريقيا للزائرين خدمات الحراسة الشخصية علي مدي اليوم. ومن المبالغات التي ظهرت في الآونة الأخيرة ما أعلنته إحدي الشركات التي أطلقت علي نفسها اسم «أمن كأس العالم» علي موقعها بالانترنت من تعرض السائحين يوميا لخطر خطف السيارات التي تقلهم علي الطرق القريبة من المطار. كما ذكرت أن مجرمي جنوب أفريقيا يكونون دائما مسلحين، وأحيانا لا يعرفون الرحمة، ومن ثم فإنها تقدم خدماتها.