رغم أن البطاطس لا تعتبر من الأكلات التي يقبل عليها سكان بنجلادش، البالغ عددهم 140 مليون نسمة، الا أن ارتفاع أسعار الحبوب دفعت الحكومة لدعوة المواطنين لتناولها كبديل للأرز. ونظمت الحكومة حملة لإقناع ملايين المواطنين بتناول البطاطس كطعام رئيسي خلال الأسبوع الثاني من مايو/ أيار 2008، تحت شعار "فكروا في البطاطس وازرعوا البطاطس وكلوا البطاطس". وعزز من الاتجاه حصاد بنجلاش محصولا وفيرا من البطاطس بشكل استثنائي خلال الموسم السابق، مما يحتم استهلاكه سريعا وإلا أصابه التلف. ومنذ ارتفاع أسعار الحبوب استغنى نحو ثلث مواطني بنجلادش عن وجبة أو وجبتين يوميا لعجزهم عن شراء الأرز الذي يمثل أغلبية غذائهم. وتضاعف سعر كيلو الأرز منذ بداية عام 2007، ليصل سعره في منتصف مايو 2008 إلى 40 تاكا (0.58 دولار) وهو نحو نصف متوسط الأجر اليومي لعامل في مصنع، بينما بلغ سعر كيلو القمح 44 تاكا بزيادة 150%. وفي المقابل فإن سعر كيلو البطاطس لا يتجاوز 13 تاكا (0.19 دولار) في العاصمة ويقل سعره كثيرا في الريف. وانتقلت البطاطس من موطنها في أمريكا اللاتينية إلي أوروبا وجنوب آسيا في القرن ال18 لتؤكل مع أطباق الخضروات. ورغم أنها بديل نشوي ممتاز للأرز إلا أنه من الصعب إقناع الأسيويين بالتحول إلى إليها لأنهم لايعتبرون الوجبة كاملة دون طبق الأرز وهو مالا يمكن تغيره بين عشية وضحاها. وتعتبر البطاطس محصولا آمنا في دول جنوب أسيا لأنها تزرع في أكتوبر/ تشرين الأول وتحصد في نهاية فبراير/ شباط حين تكون الأراضي جافة قبل الفيضانات السنوية التي تجتاحها تاركة ملايين بلا مأوى أو طعام. والبطاطس ثاني أكبر محصول في بنجلادش بعد الأرز، وارتفع استهلاكها من 7 كيلوجرامات للفرد في عام 1991 إلى 24 كيلوجراما في عام 2007، بحسب وزارة الزراعة. وذكر موقع (عام البطاطس الدولي) على شبكة الإنترنت أن معدل استهلاك البطاطا في بريطانيا 114 كيلوجراما للفرد وفيما يتجاوز ذلك في روسياالبيضاء أكبر مستهلك لها في العالم الي 338 كيلوجراما للفرد. وتأمل حكومة بنجلادش التي أصدرت أمرا لقواتها وقوامها 500 ألف فرد بتناول البطاطس أن يسجل استهلاكها قفزة كبيرة في السنوات المقبلة مع استبعاد خبراء أن تعود أسعار الأرز مرة أخرى لمستوياتها المنخفضة السابقة. وتقول مريم وهي مزارعة قرب داكا إن البطاطس كانت تزرع كمحصول ثانوي بجانب البقوليات والبهارات، لكنها تعتقد أنها ستصبح محصولا رئيسيا في المستقبل، فزراعتها أسهل وأرخص من محاصيل أخري كالقمح الذي يحتاج إلى سماد وماء أكثر. ويعتبر خبراء البطاطس علاجا محتملا لمشكلة الجوع الناجمة عن ارتفاع أسعار الغذاء وتزايد تعداد السكان بواقع مليار نسمة كل عقد وارتفاع تكاليف الأسمدة وتراجع المحصول، وتصفها الأممالمتحدة ب"كنز الخفي" وأعلنت عام 2008 العام الدولي للبطاطس. وترى الدول الأسيوية في البطاطس منقذها المحتمل فيما تصارع لتوفير الغذاء لمواطنيها بسعر معقول في المستقبل في منطقة يتوقع أن يرتفع تعداد سكانها بنحو 35% إلى 4.9 مليار نسمة بحلول عام 2025، مما يجعل الأمن الغذائي موضوع حيوي في المنطقة، حيث تخشى الحكومات وقوع قلاقل إذا استمر ارتفاع أسعار المواد الغذائية الرئيسية. وتقول الهند إنها تريد مضاعفة إنتاج البطاطس في السنوات الخمس إلى العشر المقبلة وأضحت الصين وهي مستهلك ضخم للأرز أكبر دولة تزرع البطاطس، وفي إفريقيا جنوب الصحراء سجلت البطاطس أكبر معدل توسع مقارنة بالمحاصيل الأخرى. والبطاطس مصدر مهم للكربوهيدرات التي تولد الطاقة ببطء ونسبة الدهون بها 5% من الدهون الموجودة في القمح. ويقول مركز البطاطس في بيرو إن البطاطس المسلوقة تحتوى علي بروتين أكثر من الذرة و ضعف ما يحتويه من كالسيوم، كما إنها غنية بالفيتامينات والحديد والبوتاسيوم والزنك. (رويترز)