منذ يومين اعلنت وزارة الصحة خلو كميات البطاطس المضبوطة في كفر الشيخ من مبيد الدي دي تي.. واكدت ان تحليلات معامل الوزارة أثبتت وجود طن واحد مرشوش بمبيد "فينوثوت" ورغم انه غير محظور عالميا إلا ان التحليلات اكدت سوء استخدامه بما يحمل مخاطر تهدد صحة المواطنين.. واكدت الوزارة ايضا انها تكثف حملاتها حاليا علي البطاطس باعتبارها في موسم التخزين الذي غالبا ما يحمل كثيرا من المخالفات. والسؤال الآن كيف نضمن سلامة البطاطس في موسم التخزين الذي يمتد حتي منتصف نوفمبر.. الكبد والكلي في البداية يؤكد الدكتور نصر السيد مساعد وزير الصحة للطب الوقائي ان وزارة الصحة كثفت حملاتها الرقابية علي مخازن البطاطس والاسواق بدءا من اغسطس وستستمر هذه الحملات المكثفة حتي انتهاء موسم تخزين البطاطس منتصف نوفمبر، وانه في منتصف اغسطس الماضي تم اكتشاف طن واحد و110 كيلوجرامات مرشوشة بمبيد يسمي فينوثوت وان هناك سوء استخدام لهذا المبيد حيث تم رشه علي ثمار البطاطس المخزونة مباشرة بدلا من رشه في التربة. وهو ما يؤثر تأثيرا تراكميا علي الاعضاء الحيوية لجسم الانسان كالكبد والكلي ويمكن ان يصيبها بمخاطر مختلفة كالفشل او السرطان طبقا لاستعداد الفرد. ويضيف قائلا: ان جميع العينات التي حللتها معامل الوزارة بعد هذا التاريخ وحتي الآن كانت آمنة تماما وخالية من المبيدات. ويطالب د. نصر السيد بضرورة ابلاغ اقرب مديرية للصحة عند اكتشاف اي مخالفة. وينصح الدكتور محمد سعيد مدير مراقبة الاغذية بوزارة الصحة المواطنين بضرورة مراقبة رائحة البطاطس والامتناع عن تناول اي بطاطس تحمل اي رائحة غريبة مع ضرورة غسل البطاطس بالماء والصابون وتقشيرها تقشيرا جائرا لان القشرة تحمل اكبر قدر من تركيز المبيدات. سوء استخدام ولكن لماذا تحمل البطاطس كل هذه المخاطر في هذا الوقت من كل عام؟ يقول الدكتور زيدان هندي استاذ كيمياء المبيدات والسموم بجامعة عين شمس ان هذه المشاكل تظهر في البطاطس بصورة اكبر لانها من المحاصيل التي تتعرض للتخزين بين العروات وهناك مزارعون يستخدمون اساليب خاطئة في التخزين او يسرفون في وضع المبيد او يطرحون البطاطس للبيع قبل مرور فترة كافية علي الرش وكل ذلك يضر بالمحصول. كما ان الاسراف في السماد النيتروجيني ايضا يضر بالارض والبيئة وينعكس علي الانسان. والمطلوب برامج مكثفة لزيادة وعي الفلاح مع وجود رقابة قوية علي الاسواق. ويكشف د. زيدان قائلا: ان بعض عينات البطاطس التي يتم تحليلها احيانا في معمل الكلية يظهر تلوثها بالمبيدات، ورغم ان المبيدات الضارة تم منعها من سنوات طويلة والمبيدات الحالية مصرح بها عالميا، إلا ان المشكلة هي عدم وعي الفلاح بالاستخدام الآمن للاسمدة والمبيدات، فالفلاح يتلقي الارشاد من المرشد الزراعي ولكن مع نقص عدد المرشدين فإنه غالبا ما يتلقي الارشاد من تاجر المبيدات وقد لا تكون هذه الارشادات صحيحة وهو ما يؤدي لسوء استخدام من حيث الاسراف في كمية المبيد او السماد او زيادة عدد المرات وهو ما يؤدي لأضرار علي الانسان والبيئة. بطاطس التقاوي ويكشف الدكتور سمير العبد استاذ الخضر بالمركز القومي للبحوث انه بالرغم من ان المبيدات الضارة تم حظرها من سنوات طويلة إلا ان المبيدات الآمنة لها مخاطر اذا لم تطبق المعايير والمواصفات العلمية في استخدامها و للاسف فهناك مزارعون لا يلتزمون بالفعل بهذه المعايير ولا يطبقون السياسات التي تضعها الدولة وقد يكون ذلك نتيجة عدم الوعي اونتيجة الطمع. وبالنسبة لما حدث هذه الايام في محصول البطاطس فالمعروف ان هناك مواد كيميائية محددة تستخدم لمنع تزريع البطاطس والمفروض ان البطاطس التي يتم رشها بهذه الكيماويات لا تستخدم في الاكل بل تستخدم فقط كتقاوي عند اعادة زراعة البطاطس في شهري سبتمبر واكتوبر مما يساعد في انتاج بطاطس سليمة بمواصفات جيدة. وفي هذا العام قام المزارعون كالعادة برش البطاطس وتخزينها حتي يستخدموها كتقاوي للعروة الشتوي ولكن حينما حدث ارتفاع شديد في اسعار البطاطس والخضر عامة لم ينتظر بعض المزارعين ضعاف النفوس بل اخرجوا البطاطس المرشوشة التي كانوا يعدونها كتقاوي وطرحوها للبيع للاستفادة بارتفاع السعر رغم انها لا تصلح اساسا للطعام. ويضيف د. سمير قائلا : سيؤدي ذلك لحدوث مشكلتين الاولي هي التأثيرات الصحية الضارة لهذه البطاطس والثانية هي نقص التقاوي اللازمة للعروة القادمة مما سيؤدي بالتالي لنقص شديد في محصول البطاطس بدءا من نوفمبر وحتي مايو. فترة أمان ويؤكد الدكتور محمد رجائي استاذ الحشرات ان هناك عدم وعي من الفلاح في استخدام المبيدات وهو ما يجعله احيانا يستخدم المبيد بكميات اكبر لاعتقاده ان ذلك يزيد من فاعليته. وفي هذا العام كانت هناك تقاوي غير فعالة بالاسواق وهو ما ادي لنقص الانتاج وارتفاع الاسعار وتسرع الفلاح في البيع دون الالتزام بمرور فترة امان كافية بعد رش المحصول حتي يتلاشي تأثير المبيد. ويطالب الدكتور محمد رجائي بعودة بنك التسليف الزراعي ليتولي استيراد التقاوي والمبيدات والسماد ويخصم النفقات من الفلاح في نهاية الموسم . كما يجب ايضا الاهتمام بتدريب المرشدين الزراعيين وزيادة اعدادهم ليعودوا للقيام بدورهم في ارشاد الفلاح خاصة في ظل تعدد انواع المبيدات والتقاوي وتعدد مصادرها ومواصفاتها ومعايير استخدامها. رائحة البطاطس ولكن هل يستطيع المواطن العادي اكتشاف البطاطس التي تحمل مبيدات ضارة ؟ يقول الدكتور سمير العبد ان المواطن العادي يستطيع حماية نفسه الي حد كبير، فالمطلوب اولا ان يعتمد علي رائحة البطاطس فالمبيدات لها رائحة نفاذة معروفة يتم تمييزها بسهولة ورغم ان الطبقة الملاصقة للقشرة تحتوي علي نسبة عالية من البروتين إلا انه يفضل في هذا الوقت ان نقوم بتقشير البطاطس تقشيرا جائرا لان المبيدات تتركز في القشرة. وعموما فإن البطاطس الجديدة ستظهر قريبا ويمكن تمييزها بصغر الثمرة ووجود تقشير بالقشرة الخارجية مع عدم وجود اي روائح للمبيدات.