علق الدكتور عبدالعزيز التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الايسيسكو» اصلاح اللغة العربية باصلاح المجتمع العربي. وقال في ورقة قدمها الى مؤتمر المجمع اللغوي بالقاهرة: ليس معنى تطوير اللغة تيسير النحو وتبسيط القواعد فحسب، وليس معناه ايضا نقل الالفاظ والتعابير الجديدة عن اللغات الاجنبية، فالارتقاء باللغة معناه ان تكون في مستوى تطور الفكر والحياة والمجتمع، بحيث تصير لغة منتجة ولا تظل مستهلكة. واوضح ان اللغة حين تكون منتجة تصبح دافعا الى التقدم في الميادين جميعا، وفي هذه الحالة تتخطى الحواجز التي تمنعها من الاندماج في العولمة، وحينما تستهلك اللغة وتأخذ ولا تعطي، يضعف مركزها وينتهي بها الامر الى الافلاس. والمح التويجري الى ان الكاتب المصري احمد امين قد التفت في وقت مبكر من عشرينيات القرن العشرين الى العلاقة بين تطور اللغة وتطور المجتمع، فقد ذكر في كتابه «حياتي» انه لا امل في اصلاح مصر مادامت هناك لغة للعلم ولغة للكلام، فاما ان ترقى لغة الكلام، واما ان تنحط لغة العلم حتى تتحدا، وحينئذ فقط يكون التفكير الصحيح واللغة التي تستمد روحها من الحياة الواقعية. وعاد التويجري بالذاكرة الى التجربة العربية التي كانت فيها اللغة العربية اللغة الاولى للعلم والفكر في العالم اجمع ولعدة قرون، مشيرا الى ان قضايا العربية الحالية تتعلق بتيسير تعليمها، ولا تمس اطلاقا اعرابها وصرفها ونظم تراكيبها، فهذه من الثوابت التي من دونها تفقد اللغة مقوماتها الاصيلة، فالعربية ثابتة من حيث نطقها ونحوها وصرفها، ولكنها نامية من حيث اساليبها ومفرداتها ودلالات الفاظها، وهي خصائص تنفرد بها العربية من بين جميع اللغات في العالم. واكد التويجري ان مستقبلنا العلمي والحضاري مرتبطان بقضية تعريب العلم والتعليم، فلا يعقل ان نخوض مجالات العلم الحديث ونواكب تقنياته وننعم بمنجزاته، وتبقى لغتنا غريبة عن اجواء العلم وديناميكيته وابداعه. وراهن مدير الايسيسكو على استخدام العربية في شبكات المعلومات العالمية اذا اصبحت لغة منتجة للعلم، قائلا: لن يمر وقت طويل حتى نجد العربية قد اتخذت مكانها في شبكات المعلومات عبر الحدود.