أكدت جامعة الدول العربية أهمية إعادة النظر فى قرار وضع سقف لعمل الفنانين العرب فى مصر وضرورة التعمق فى دراسته ودراسة آثاره وانعكاساته. وأشارت إلى أن مصر كانت وستظل منارة للإشعاع الفكرى والإبداع الفنى وحاضنة للمواهب الواردة إليها من مختلف الأقطار العربية بشتى أنواع الفنون كالمسرح والغناء والسينما، وتوفير المناخ المناسب أمام هذه المواهب للانتشار والتألق وإثراء النهضة الفنية العربية ليشكلوا جزءا هاما من الوجدان العربى. وكان د.أشرف زكى نقيب الممثلين المصريين قد اكدالثلاثاء بان قراراته الأخيرة بشأن تنظيم عمل الفنانين العرب في مصر انما جاءت بعد دراسة واجراء مشاورات بين أعضاء مجلس النقابة لتنظيم العمل والارتقاء بمستوى الفن والفنانين. وقال ان المستائين من القرار ليسوا سوى قلة لا يهمها سوى تحقيق المكاسب الشخصية و ليس إثراء الحياة الفنية. وتقضي هذه القرارات بألا يتجاوز عدد التصاريح الممنوحة لأي ممثل أو ممثلة عربية للعمل في مصر تصريحا واحدا في السنة. وقالت الأمانة العامة للجامعة العربية إن هذا التفاعل بين المواهب العربية والمصرية أثرى الحياة الثقافية المصرية والعربية وساهم فى بلورة المزاج الفنى فى العالم العربى من مشرقه إلى مغربه. وأضافت الجامعة - فى بيان صدر بشأن عمل الفنانين العرب فى مصر - إن تنظيم عمل الفنانين العرب مثل تنظيم أى مجال أخر للعمل هو أمر مفهوم، ولكن يجب ألا تتحول الضوابط إلى عوائق أمام الإبداع أو قيود على الأعمال الفنية أو أضرارا بالمنافسة الحرة التى تفتح الطريق أمام الإبداع والتميز حيث أن الإجراءات الحمائية لن تساعد فى إحياء أمجاد السينما المصرية أو العربية، ولن تساعد على نمو الإبداع والتجديد بل تفتح الباب نحو إنغلاق يمس بمختلف مجالات الفنون وهو ما يتطلب حوارا موضوعيا متعمقا بما يحقق ما نبتغيه للفن والثقافة العربية . ولفتت الجامعة العربية إلى أنها تعمل جاهدة على تسهيل انتقال المواطنين العرب بين الدول العربية وتحرير الأنشطة العربية البينية وإنجاز أكبر قدر من التعاون العربى فى مختلف المجالات مشيرة فى هذا الصدد إلى أن صناعة السينما العربية كانت سباقة فى إطار محاولات العرب تطوير العمل العربى المشترك. وذكر بيان الجامعة العربية أن السينما العربية منذ نشأتها حققت امجاد بفعل عناصر عدة كان من بينها حرية انتقال المواهب العربية السينمائية إلى مصر، وكذلك الحال بالنسبة لمختلف مجالات الفنون والاداب حيث لم يشعر الفنانون العرب أبدا أنهم غرباء عن بلادهم وبالقطع لم يشعروا أنهم فى مجتمع مختلف وإلا كيف كان للفن العربى أن يثرى دون المبدع العظيم بيرم التونسى أو أمثال الفنان القدير نجيب الريحانى أو المسرحى الشهير جورج أبيض أو المطربين الممتعين فريد الأطرش واسمهان بالإضافة إلى قائمة طويلة من المواهب فى مجال المسرح والسينما والأغنية أمثال فايزة أحمد ووردة الجزائرية ونجاح سلام وصباح والقائمة تطول . ولفت البيان فى هذا الصدد إلى نجيب الريحانى لم يقف حائلا أمام تميز يوسف وهبى وإنما أضاف إليه، كما لم تؤثر اسمهان فى أم كلثوم، ولا أنزل فريد الاطرش عبد الوهاب عن عرش الغناء وإنما أصبح للفن والثقافة العربية دعائم متنوعة أثرت فى هذا الفن وسمحت بتقديم أعظم وأجمل ما لحن وغنى هؤلاء جميعا بالإضافة إلى ثلة من كبار المبدعين من مختلف أنحاء العالم العربى سعد وافتخر بهم مجتمعنا وشكلوا جزءا هاما من وجدانه. (أ ش أ)