حذر برنامج الأغذية العالمي من أن ارتفاع أسعار الغذاء العالمية ربما يتسبب في حدوث "تسونامي صامت" يمكن أن يغرق أكثر من 100 مليون شخص في مستنقع الجوع والفقر. ويأتي التحذير الذي أطلقته جوزيت شيران المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي أمام مؤتمر حول ارتفاع أسعار الغذاء العالمية في لندن - والذى دعا اليه رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون-، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة البريطانية عن خطة لتقديم حزمة من المساعدات بقيمة 455 مليون جنيه إسترليني (910 مليون دولار) لمحاولة التخفيف من تأثير تلك الأزمة على فقراء العالم. ومن بين الأموال التي رصدتها بريطانيا، سيوجه 30 مليون جنيه بشكل مباشر لصندوق الأغذية العالمي، فيما سيخصص 400 مليون جنيه للبحوث الزراعية و25 مليون جنيه لزيادة دخول الناس الأكثر فقرا في إثيوبيا، إحدى أكثر الدول تأثرا. واكدت شيران ان المجتمع الدولي يحتاج إلى أن يستجيب كما فعل من قبل عندما قتلت موجات المد العاتية (تسونامي) عام 2004 في المحيط الهندي 250 ألف شخص وشردت عشرة ملايين آخرين. وقالت "إن هذا وجه جديد للجوع - ملايين الناس الذين لم يكونوا في فئة المحتاجين للغذاء بشكل ضروري منذ ستة أشهر أصبحوا الآن ضمن هذه الفئة". وتابعت "نحن نحتاج لنفس نوع الفعل والكرم. وما نراه اليوم أنه يؤثر على المزيد من الناس في كل قارة مما يتسبب في خسارات في الحياة وفي الغذاء مما سيضر بالأطفال طول عمرهم". من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ان بريطانيا ستسعى لادخال تغييرات في اهداف الاتحاد الاوروبي بشأن الوقود الحيوي اذا اتضح ان زراعة محاصيل لانتاج الوقود امر يتسبب في رفع اسعار الغذاء، جاء ذلك بعد يوم من اعلان الكتلة الاوروبية تمسكها بخططها لزيادة استخدام الوقود الحيوي وقال وزير الزراعة الياباني ماساتوشي واكاباياشي ان طوكيو ستقترح ان تحدد منظمة التجارة العالمية لوائح واضحة للقيود على صادرات الغذاء التي تفرضها الدول المنتجة. وذكر واكاباياشي ان طوكيو تريد من منظمة التجارة الية لمستوردي الغذاء مثل اليابان تتيح لهم اعطاء الرأي لدى اخطارهم بشأن قيود من دولة مصدرة. ويقول الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان ارتفاع اسعار الغذاء يهدد بمحو ما أحرز من تقدم في الحد من الفقر. فيما يرى سلفه كوفي عنان ان التغير المناخي يفاقم ازمة الغذاء العالمي وان دولا فقيرة كثيرة قد تواجه بداية " كوارث جوع كبيرة". واضاف للصحفيين في جنيف "الفقراء يتحملون الوطأة وهم الاقل مساهمة في التغير المناخي، الملوث يجب ان يدفع الثمن، واضاف "التغير المناخي تهديد شامل.. تهديد لصحتنا ولامننا ولاستقرارنا السياسي والتماسك الاجتماعي." واشار الى ان الجفاف الشديد في استراليا ادى الى ضعف المحاصيل وساهم في الارتفاع الجامح في اسعار الغذاء وهدد قدرة العالم على تغذية ملايين الناس الجوعى. وقال "ربما نشهد بالفعل بداية كوارث جوع كبيرة" مشيرا الى اعمال عنف في هايتي والفلبين ومصر في الاسابيع القليلة الماضية" تشافيز: أسعار الغذاء "مذبحة" لفقراء العالم فى الوقت نفسه وبعد ساعات من تصريحات برنامج الأغذية العالمي التابع للامم المتحدة قال الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز ان أسعار الغذاء المرتفعة "مذبحة" لفقراء العالم وتسبب أزمة غذاء عالمية واصفا ذلك بأنه إشارة على أن الرأسمالية تذبل. وقال تشافيز في كلمة أذاعها التلفزيون مستشهدا باحصاءات الاممالمتحدة عن الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية "ما يحدث في العالم مذبحة حقيقية." وتابع "المشكلة ليست إنتاج الغذاء... ولكنه النموذج الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للعالم، النموذج الرأسمالي في أزمة." واتهم كارلوس لاجي نائب الرئيس الكوبي الذي يزور كراكاس للاجتماع مع تشافيز وزعماء اخرين من حلفاء كوبا وفنزويلا الاربعاء الدول المتقدمة بالتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء عن طريق الوقود الحيوي. وأضاف مكررا اتهامات تشافيز بأن استخدام واشنطن للوقود الحيوي يرفع أسعار السلع الغذائية مثل الذرة "الدول المتقدمة تريد تغذية سيارات الأثرياء بالغذاء .. هذا هو العالم غير المنطقي الذي نعيش فيه اليوم." وكان الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون حذر في وقت سابق من الاسبوع الثالث من ابريل 2008 أن أسعار الغذاء المرتفعة تهدد بأن تتعرض جهود العالم لمكافحة الفقر لانتكاسة كما قد تضر بالنمو الاقتصادي العالمي. واندلعت أعمال شغب في الدول الاسيوية والافريقية الفقيرة بعد ارتفاع كبير في أسعار الغذاء من جراء العديد من العناصر بينها ارتفاع أسعار الوقود وسوء الاحوال الجوية وتحويل الاراضي من أجل زراعة محاصيل تستخدم في الوقود الحيوي وزاد سعر الارز من تايلاند وهي الدولة المصدرة الاولى في العالم الى اكثر من المثلين هذا العام. وفرضت دول كبرى في تصدير الغذاء مثل اندونيسيا وقازاخستان ومصر وكمبوديا قيودا على صادرات الاغذية لتأمين الامدادات. (رويترز/ د ب أ)