وجه اثنان من كبار المسؤولين الاقتصاديين في روسيا نداء نادرا الاربعاء لكي تغير موسكو سياستها الخارجية المتشددة وقالا انها تؤثر على الاستثمارات الاجنبية. وجاءت النداءات من جانب وزير المالية اليكسي كودرين ورئيس هيئة الكهرباء الحكومية اناتولي تشوبايس قبل انتخابات الرئاسة التي ستجري في مارس وهي غير معتادة لان الخلافات السياسية بين المسؤولين الروس لا تعلن على الاطلاق على الرأي العام. وانتهج الرئيس فلاديمير بوتين سياسة خارجية متشددة بدرجة متزايدة نحو الغرب في السنوات الاخيرة وعزز قوة الجيش الروسي وهاجم واشنطن بشأن خطط نشر دفاعات صاروخية واستقلال كوسوفو والحرب في العراق. وقال كودرين في منتدى بشأن الاستثمار "هناك احساس قوي باعتمادنا على العلاقات الاقتصادية العالمية وعلى صادراتنا حتى اننا في المستقبل القريب نحتاج الى تعديل اهداف السياسة الخارجية التي ننتهجها لضمان استثمار مستقر." وسترى روسيا أن فائض ميزان المعاملات الجارية الضخم تراجع الى الصفر في السنوات القليلة القادمة بينما تزداد الواردات بسرعة ويتراجع انتاج النفط، وسوف يؤدي هذا الى زيادة اعتماد روسيا على رأس المال الاجنبي كمصدر للعملة والاستثمار. ودعا وزير المالية روسيا الى تحقيق أهداف سياستها الخارجية من خلال التعاون الدولي على نحو اكبر مثل الانضمام الى منظمة التجارة العالمية. وكان تشوبايس وهو حليف مقرب من كودرين ورئيس سابق لهيئة العاملين بالكرملين في التسعينات أكثر جرأة في تصريحاته في نفس المناسبة، وأكد انه مع تقلص فائض ميزان المعاملات الجارية لروسيا فانه لا يمكن الاستمرار في السياسيات المتشددة. وقال في مناقشات مع كودرين في نفس المنتدى الذي نظمه بنك الاستثمار الروسي ترويكا ديالوج "يجب أن نفكر بحق بشأن حجم تكاليف سياستنا الخارجية على الاقتصاد." وامتنعت وزارة الخارجية عن التعقيب على نداء كودرين بإجراء تغيير في السياسة الخارجية لكن محللين قالوا انه تذكرة جديدة بالصراع الشرس على السلطة بين الجماعات المتصارعة داخل الكرملين قبل انتخابات مارس التي يتوقع ان يفوز فيها ديمتري ميدفيديف الخليفة المختار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال ديمتري اورشكين رئيس مؤسسة ميركاتور المستقلة للابحاث "ليس هناك شك في ان هناك صراعا لا يتوقف في الخفاء يستعر في الكرملين الان حيث يحاول (المتشددون) مهاجمة المجموعة المرتبطة بديمتري ميدفيديف." واضاف "على صعيد السياسة الخارجية يبذل المتشددون قصارى جهدهم لافساد العلاقات مع الغرب بشأن المجلس الثقافي البريطاني وكوسوفو وعدد من القضايا الاخرى. انهم يريدون ميدفيديف ان يواجه الامر الواقع عندما يصبح رئيسا." وتتدفق الاستثمارات الاجنبية بمعدل قياسي بينما ينمو الاقتصاد الروسي للعام العاشر على التوالي في تتويج للازدهار الذي استمر طويلا على مدار جيل الآن. وفي العام الماضي بلغت قيمة الاستثمارات المباشرة الاجنبية 47 مليار دولار