كشف وزير المالية الروسي أن بلاده تعاني ازمة اقتصادية حادة، وأرتكاب اخطاء مالية. وقال نائب رئيس الوزراء ووزير المالية الروسي، ألكسي كودرين، ان الحكومة انفقت أموال باهظة من عوائد النفط في السنوات الأخيرة وغذت التضخم ولم تبذل قصاري جهدها لتخفيف الاعتماد الاقتصادي علي النفط.واعلن كودرين عن تحملة للمسئولية جراء عدم قدرته علي تنويع الاقتصاد الروسي بالدرجة المطلوبة، مضيفا لقد كنا ننفق من الأموال اكثر مما يتوافر لدينا وهذا هو السبب وراء ارتفاع قوة العملة الوطنية ومعدلات التضخم المرتفعة.وقال "أعتقد ان علي الحكومة ان تكون اكثر تحفظاً في سياستها المالية وتوفر المزيد من الأموال التي تحققت من اسعار النفط المرتفعة عالمياً".وتاتي ندرة اعتراف كودرين في ان مسئولي الكرملين دأبوا علي لوم الغرب، وتحديداً الولاياتالمتحدةالامريكية، مسئولية الأزمة الاقتصادية العالمية.وكشف كودرين ان الازمة المالية اعادت روسيا الي الوراء خمس سنوات، مضيفا ان الولاياتالمتحدة تراجعت اكثر من ذلك وقال: "لقد تراجعنا خمس سنوات فقط، وبحسب علمي، فان أسواق المال الامريكية اعادت الولاياتالمتحدة إلي الوراء عشر سنوات". وكان كودرين قد قال في كلمة ألقاها في المنتدي الاستثماري الدولي الذي عقد في موسكو الاثنين ان الدولة تعزز حضورها في بعض قطاعات الاقتصاد، وخاصة قطاع التصنيع العسكري، ولكنها لاتتدخل في فروع القطاع الخاص. وأشارالي ان الدولة ستزيد حصتها في القطاع المصرفي فقط عند الضرورة وذكر كودرين ان المؤسسات الحكومية لن تقلص دورها في الاقتصاد الروسي الا بعد ان تستعيد السوق استقرارها، ولن يحدث ذلك في غضون السنوات الثلاث القريبة القادمة. من جهة ثانية، تتوقع وزارة المالية الروسية نمو الناتج المحلي الإجمالي لروسيا في العام 2010 بنسبة 2-3 %، وفقا لما نقلته وكالة الانباء الروسية "نوفوستي". وقال وزير المالية الروسي انه يتوقع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.2 % هذا العام، ولكنه لا يستبعد نموه بنسبة 2-3 % حتي في عام 2010. كذلك اعلنت وزيرة التنمية الاقتصادية الروسية، إيلفيرا نبيولينا، في حديث للصحفيين في موسكو انه من الممكن ان ينمو الناتج المحلي الاجمالي في روسيا في ظل سعر النفط 50 دولاراً للبراميل. وأكدت الوزيرة ان "وتيرة النمو الاقتصادي في روسيا تتوقف ليس علي سعر النفط فحسب، بل وعلي إجراءات معالجة الأزمة ايضا. "ولدي الاجابة عن سؤال بصدد تصريح نائب رئيس الوزارء وزير المالية الكسي كودرين بان ركود الناتج المحلي الاجمالي سيستمر حتي في ظل السعر 55 دولاراً للبرميل. أشارت نبيولينا الي ان الحديث يدور في هذه الحالة حول انخفاض إيرادات الميزانية، وليس بشأن نمو الاقتصاد بشكل عام. وعلي الصعيد نفسه، وصف الرئيس الروسي، دميتري ميدفيديف، ورئيس الوزراء، فلاديمير بوتين، نتائج عام 2008 بالنسبة للوضع الاجتماعي-الاقتصادي في روسيا بأنها إيجابية،رغم ان معدل التضخم شكل ما نسبته 13.3 %، في حين بلغ فائض الميزانية الفيدرالية الروسية 99 مليار دولار. فقد نما حجم الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5،6 %، فيما ازداد حجم الإنتاج الصناعي بنسبة 2.1%، وانخفصض حجم إنتاج النفط بنسبة 0.7 % وبلغ 488 مليون طن، بينما ازداد حجم انتاج الغاز بنسبة 1.6% وبلغ 633 مليار متر مكعب. اما حجم الانتاج الزراعي فقد ارتفع بنسبة 10% (وتجاوز محصول الحبوب 108 ملايين طن، محققا مستوي قياسيا علي مدي ال15 سنة الاخيرة). وشكل فائض ميزان تجارة روسيا الخارجية 180.3 مليار دولار، حيث ارتفع حجم المبادلات التجارية الخارجية للبلاد إلي 763.7 مليار دولار، بلغ حجم الصادرات منها 472 مليار دولار الاستيراد 291.7 مليار دولار