يمثل المسلمون في بريطانيا ثاني أكبر اقلية حيث يمثلون نحو30% من اجمالي عدد السكان, ويتراوح عددهم بين1.6 و2 مليون مسلم يعيش20% في لندن وضواحيها. وبدأت هجرة المسلمين لبريطانيا منذ سنوات طويلة عندما كان هناك حاجة لايد عاملة في السوق البريطانية, حيث يمثل الباكستانيون نسبة40% من المسلمين البريطانيين, بينما يمثل البنجلاديشيون نحو20% والنيجيريون10% والعرب10% منهم نحو80 الف مصري. ونظرا لهذا العدد الهائل من المسلمين الذين اصبحوا جزءا اساسيا من المجتمع البريطاني فقد كان من الطبيعي وجود عدد كبير من الجوامع يتراوح عددها بين1200 و1500 جامع في انحاء مختلفة من بريطانيا الي جانب144 مدرسة اسلامية يدعمها المجتمع الاسلامي. وبالنظر إلي أحوال المسلمين هناك يتبين ان حاملي الجنسية من المسلمين يتمتعون بكافة حقوقهم باعتبارهم مواطنين بريطانيين, خاصة ان المجتمع الاسلامي هناك برغم تنوع اصوله نجح بصورة كبيرة في الاندماج بالمجتمع البريطاني خاصة الشباب والاجيال الجديدة التي ولدت ببريطانيا ويعتبرون أنفسهم بريطانيين بالدرجة الاولي. ومع هذا فهناك بعض المناطق التي يعيش فيها المسلمون بطريقة يمكن ان توصف بانها مجتمعات منغلقة علي نفسها, مثلما هو الحال بالنسبة لبعض المجتمعات الاسلامية في مدينتي بلاكبورن واكرنتون التي يشعر فيها اي شخص بأنه داخل بلد اسلامي به اقلية من البيض. بل إن البعض مازال يحتفظ بعاداته القديمة, رغم عدم صلاحيتها للوقت الحالي, ففي بعض المناطق مازالت النساء غير مسموح لهن بالصلاة داخل الجامع او العمل باي وظيفة, والبنات الصغار لايسمح لهن بالالتحاق بالتعليم. المؤسسات الاسلامية والمسلمون في السياسة البريطانية يقول مقصود أحمد من قطاع المجتمعات المحلية ببريطانيا انه نظرا للنسبة الكبيرة للمسلمين في المجتمع البريطاني, والحاملين للجنسية البريطانية فقد كان من الطبيعي مشاركتهم في الحياة السياسية فعلي سبيل المثال يوجد نحو300 مسلم اعضاء في المجالس المحلية المختلفة وهناك4 مسلمين من أصل باكستاني في البرلمان و12 مسلما في مجلس اللوردات. أما بالنسبة للمؤسسات الاسلامية في بريطانيا, فجميعها تهدف لتحقيق أكبر قدر من الاندماج للمجتمعات الإسلامية في المجتمع البريطاني وان تكون رابطة الوصل بين هذه المجتمعات والحكومة البريطانية وعلي رأسها المجلس الإسلامي ببريطانيا ومنتدي المسلمين البريطاني. وتستجيب هذه المؤسسات باختلافها لكافة الأحداث التي تمس المسلمين والمجتمع البريطاني مثلما كان الحال عند مطالبة المجلس الاسلامي للحكومة السودانية بالافراج عن جوليان جيبز البريطانية التي القي القبض عليها مؤخرا بتهمة اهانة الاسلام ونجح وفد من المسلمين البريطانيين في اقناع الرئيس السوداني عمر البشير بالعفو عنها. وتوجد العديد من الجمعيات والمؤسسات الأخري التي تعمل علي النهوض بمستوي المسلمين من حيث تعليمهم اللغة البريطانية وإكسابهم مهارات تؤهلهم للحصول علي وظائف والاندماج بداخل المجتمع البريطاني, وهناك جمعيات اخري لمساعدة البريطانيين الذين قرروا اعتناق الديانة الاسلامية. وقد تم مؤخرا إصدار دليل الممارسة الصحيحة داخل المساجد والذي يعتبر نوعا من الخطوط العريضة لكيفية إدارة المساجد في بريطانيا وتقديم النصح والخطب بها لتسير جميعها علي خط موحد لمنع حدوث أي نوع من البلبلة. المسلمون في الإعلام البريطاني يقول مايكل بنيون الكاتب بجريدة التايمز البريطانية ان السنوات القليلة الماضية شهدت اهتماما وتركيزا من جانب الاعلام البريطاني علي الدين الاسلامي والمسلمين ويرجع ذلك بالطبع لسببين. أولها: التزايد الملحوظ للمسلمين في بريطانيا في السنوات الأخيرة بحيث أصبح من الضروري التركيز عليهم لتعريف الناس بالدين الاسلامي. ثانيهما: الأحداث المؤسفة التي ارتبطت بالإسلام بصورة أو بأخري مثل أحداث11 سبتمبر في الولاياتالمتحدةالأمريكية, أو أحداث7 يوليو ببريطانيا والتي راح ضحيتها52 شخصا عام2005. وأضاف أن من هنا ظهرت الحاجة الملحة للتقرب بصورة أكبر من الدين الإسلامي وتعريف الناس به حتي لا يساء فهمه وربطه بالارهاب والأحداث المؤسفة. وبدأت العديد من المقالات تتناول عددا من المفاهيم الدينية الاسلامية, ومحاولة التعريف بمدي سماحة هذا الدين ودعوته للسلام وليس العنف. كما يؤكد فرانك جاردنر المراسل الأمني بمحطة البي بي سي البريطانية حرص شبكة البي بي سي الاخبارية علي تناول الموضوعات الخاصة بالاسلام والمسلمين بحيادية كاملة, فلا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يتم الربط أو التلميح بالربط بين الاسلام وأي مظاهر للارهاب والعنف. إلا أن ذلك يكون صعبا أحيانا عندما تقوم احدي الجماعات بعملية إرهابية وتعلن مسئوليتها عن الحادث ويكون اسم الجماعة مرتبطا بالاسلام مثل الجهاد الاسلامي مثلا. يقول جاردنر انه عاشق بصورة شخصية للإسلام واللغة العربية حيث درس العربية والدراسات الاسلامية منذ سنوات في الأزهر حيث اقام لفترة طويلة مع عائلة مصرية بحي الجمالية. وأكد ان عشقه للعرب والاسلام لم يتغير حتي بعد حادث إطلاق النيران عليه في السعودية منذ ثلاث سنوات والذي أدي إلي اصابته حتي أصبح قعيدا بصورة دائمة الآن. المدارس الاسلامية يوجد العديد من المدارس الاسلامية البريطانية والتي يتبع البعض منها الحكومة والبعض الآخر يشرف عليه المسلمون. والمنهج الذي يتم تدريسه هو المنهج البريطاني, الي جانب بعض التعاليم الاسلامية والخاصة باللغة العربية ليتمكن الصغار من قراءة القرآن الكريم. بالذكر ان العديد من الطلبة المسلمين خاصة الاناث يحققون نتائج عالية جدا ويلتحقون فيما بعد بجامعات متقدمة. الشرطة والمجتمع الاسلامي بعد أحداث7 يوليو بدأت الشرطة البريطانية في اتخاذ مزيد من الإجراءات والاحتياطات الأمنية والتي كان ولابد أن تؤثر بصورة وان كانت طفيفة علي المجتمع الاسلامي. ونظرا لأن المجتمع الاسلامي كبير ومؤثر في الحياة البريطانية فقد كان ضروريا مراعاة ألا تتعارض تلك الاجراءات مع اندماج المسلمين في المجتمع البريطاني. وبعد احداث7 يوليو تم تشكيل وحدة من30 ضابطا مهمتهم التفاعل والتقرب مع المجتمعات الاسلامية المختلفة وذلك ايمانا بأن الشرطة وحدها لا تستطيع مكافحة الارهاب أو أي خطر موجود بل إن الأمر يحتاج بصورة كبيرة إلي جهود مشتركة من الحكومة ومن الشعب ايضا.وبصفة عامة يوجد نحو32 ألف ضابط ببريطانيا منهم400 من المسلمين. ويوجد80 ألف سجين منهم10% من المسلمين حرصت الحكومة البريطانية علي أن يتمكنوا من ممارسة عقائدهم فهناك40 إماما يذهبون للسجون لتقديم النصح والارشاد. كما يوجد نحو352 مسلما بالجيش البريطاني.