في الجانب الفلسطيني من رفح يمكن ان ترى امورا كثيرة تغيرت خلال اليومين الماضيين بعد فتح الحدود الفلسطينية المصرية، فعلى جانبي الطرقات ترى اعدادا من المواشي اشتراها تجار الماشية (جواميس مصرية او اغنام) جنبا الى جنب مع باعة متجولين وبسطات متنقلة لبيع جميع مختلف السجائر التي تعطش لها المدخنون خلال الحصار، الذي اوصل سعر العلبة الواحدة الى خمسة دولارات، اما الآن فوصل الى دولار ونصف الدولار فقط. وترى عائلات بأسرها من العريش او رفح المصرية او حتى الطلبة من الفلسطينيين الذين يدرسون في الجامعات المصرية قد وصلوا لزيارة اهلهم في القطاع. اما السيارات من كلا الجانبين، فاجتازت الحدود في الاتجاهين وطبعا بلوحات رقمية لكلتا السلطتين المصرية والفلسطينية. سلندرات الغاز المنازلي تملأ من الطرف المصري بثلاثة جنيهات للعبوة العادية، بعد ان كانت تكلف عشرة دولارات خلال الحصار، اما كلفة المواصلات الداخلية في رفح فارتفعت الى اضعاف ما كانت عليه وكذلك الحال بالنسبة للمواصلات من رفح الى غزةالمدينة لتصل اجرة الراكب الواحد الى 5 دولارات، بدلا من دولار ونصف الدولار في الايام العادية، اما سيارات الشحن الكبيرة، فباتت تدخل الى الجانب المصري من الحدود لنقل البضائع لكبار التجار، الذين وجدوا في تحطيم الحدود فرصتهم لملأ مخازنهم. عربات الكارو التي يجرها حصان او حمار، كان لها شغلها المخصص هي الاخرى، اذ كانت بمنزلة المعدية بين الشقين من الحدود وتقل الاسمنت او المواد الغذائية او باقي المشتريات للمتسوقين. وسائل الاعلام اتخذت مواقعها الاستراتيجية فوق اسطح المنازل العالية او عند مداخل الفتحات الحدودية، اما السيارات التي تحمل معدات البث الفضائي فتعمل مع وحدات الإنتاج بها على مدار الساعة، في حين تجول في المكان عشرات الصحافيين من مختلف المؤسسات الاعلامية العالمية، لنقل صورة الحدث، وسؤال الناس عن شعورهم وعن تطلعاتهم السياسية لما يمكن ان تجرى عليه الامور مستقبلا. الصرافون ينتشرون في كل مكان، فيما اصواتهم تعلو بين ضجيج السيارات وزحمة السير «دينار دولار مصري» اما الباعة في كلا الجانبين المصري والفلسطيني فيبيعون بمختلف العملات، فبامكانك ان تشتري بالجنيه المصري من رفح وبالشيكل الاسرائيلي من العريش او رفح المصرية، اما الدولار فهو جوكر الحال كما في كل مكان في رفح الفلسطينية ترى الصعايدة بلفاتهم التقليدية يتجولون في شوارعها ويشترون حاجاتهم، وترى بدو سيناء الذين عاشوا طفولتهم في المدينة قبل الانفصال عنها بعد اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل. في القطاع مئات الدراجات النارية تزاحم السيارات في الشوارع، وهي في الغالب دراجات من صنع صيني سعر الواحدة منها 900 دولار اميركي وهي في منظر اشبه باحدى المدن الهندية او الباكستانية، حيث الدراجة النارية وسيلة مواصلة اصيلة. غالونات الوقود من البنزين والسولار وبمختلف الاحجام ملأت السوق الغزية، اما الاسمنت فمن وفرة عرضه نزل سعره الى مائة دولار للطن الواحد، أي كما كانت عليه الحال قبل الحصار الاسرائيلي.