جيروم كيرفيل المضارب العبقرى الذى اتهم بالقيام باكبر عملية احتيال بنكية كان ضحيتها بنك "سوسيتيه جنرال" ثانى أكبر بنك فى فرنسا، وكلف البنك خسائر قدرها 4.9 مليار يورو (7.1 مليار دولار), يبلغ من العمر 31 عاماً فقط. ويقل راتب جيروم الذي يعمل موظفاً بمكتب مشتقات الاسهم الاوروبية فى مقر بنك "سوسيتيه جنرال" بباريس، عن 100 الف يورو (146500 دولار) سنوياً, ويسكن فى شقة بضاحية " نوى سور سيين" فى العاصمة باريس، وهو منفصل حديثا عن زوجته. وكانت والدة كيرفيل تملك صالون تجميل، فيما كان والده يعمل مدرساً فنيا. وتقول مصففة شعر عملت لدى والدته انها كانت تقضى ثلاث ارباع وقتها فى الصالون، وكانت تحب اطفالها، وان كيرفيل كان يتردد عليها فى العطلات. وانضم كيرفيل الى بنك "سوسيتيه جنرال" عام 2000 ، وعمل فى قسم التمويل والاستثمار، ثم انتقل بعد خمس سنوات الى قسم العقود الاجلة على مؤشرات الاسهم الاوروبية, وهو يعتبر عبقرياً في مجال الحاسبات الآلية بحسب رأي رؤسائه. ولكيرفيل حساب فى الموقع الاجتماعى "face book" وعندما كشفت هويته بعد ظهر الخميس كان لديه 11 صديقا على قائمته، وتراجع العدد الى أربعة بعد ساعات. وتقول مصادر بالبنك ان كيرفيل استغل معرفته الوثيقة بنظم التحكم فى المخاطرة بالبنك لاخفاء شهور من المعاملات غير القانونية، وضارب بشكل واسع وخاطئ على صعود فى مؤشرات الاسهم الاوروبية. واتهم سوسيتيه جنرال المتعامل بتكوين مراكز "احتيالية هائلة" على مؤشرات الاسهم الاوروبية، في عامي 2007 و2008, مما كبد البنك خسائر قدرها 4.9 مليار يورو أثناء تصفية المراكز فى أسواق شديدة الاضطراب هذا الاسبوع. ويرى رئيس مجلس ادارة "سوسيتيه جنرال" دانييل بوتون أن عملية الاحتيال كانت ممكنه لان كيرفيل شخص على دراية بنظم التحكم الداخلية من وظيفته السابقة وهو بدون شك عبقرى فى الحاسبات الآلية". ولا تختلف رؤية محافظ بنك فرنسا المركزى لجيروم كيرفيل عن رأي بوتون إذ وصفه بانه "عبقرى كمبيوتر"، بينما يقول عضو رفيع بمجلس ادارة البنك أن كيرفيل "لم يكن نجما". وكان جيروم قد حصل خبرات عديدة بوسائل مختلفة منها دراسته للتمويل بجامعة "نانت" ثم نال درجة الماجستير فى ادارة العمليات المالية من جامعة "ليميير ليون 2 " عام 2000 . محامو جيروم كيرفييل يعتبرون أن موكلهم الاحد ان موكلهم لم يرتكب اى مخالفة ولم يختلس سنتيما واحدا، ولم يستفد باى طريقة من ممتلكات البنك الفرنسى, بل واتهموا بنك "سوسيتيه جنرال" بالرغبة فى اقامة جدار من الدخان يؤدى الى تحويل انظار الجمهور عن خسائر اكبر بكثير تكبدها البنك فى الاشهر الاخيرة، وخصوصا بسبب ازمة الرهن العقارى فى الولاياتالمتحدة. لكن رئيس مجلس ادارة "سوسيتيه جنرال"دانييل بوتون رفض هذه الاتهامات قائلا "ان القضية ليست نتيجة سوء تقدير للمخاطر التى تواجهنا، لكن من الممكن وصف ما حدث بانه اعتداء". ووسط الاتهامات المتبادلة, أمرت النيابة الفرنسية بحبس كيرفيل 24 ساعة تنظر بعدها إن كان من الممكن إخلاء سبيله أم بقائه رهن التحقيق الذي قد يقوده إلى قاعة المحكمة بتهمة بالاحتيال واستخدام وثائق مزورة.