شهدت قضية الاحتيال علي بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي التي شغلت الاوساط المالية الفترة الماضية تطورات مهمة امس ، فعلي مستوي التحقيقات قال مصدر قضائي إن جيروم كيرفييل، الذي يبلغ من العمر 31 عاما، والمتهم بالاحتيال علي بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي أدلي بأقواله، وجرت عملية تفتيش لشقته في الضاحية الباريسية "نويي سور سين" وخرج منها المحققون ومعهم وثائق وملفات كمبيوتر. وقال "سوسيتيه جنرال" ان جيروم كيرفييل، الموظف المتهم بعمليات مضاربة غير مصرح بها تصرف بمفرده وبدون أي دافع من جشع شخصي. وعلي المستوي الرسمي صادقت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاجارد علي كلام البنك، مشيرة الي انه ليس هناك حتي الان ما يدعو للاعتقاد بان حادثة الاحتيال أكثر من مجرد موظف تصرف بشكل فردي.. الا ان محامي كيرفييل اتهم البنك بأنه يريد ان يجعل من موكله كبش فداء للتغطية علي خسائر أكبر مني بها البنك في جوانب أخري من نشاطه، خاصة في سوق الاقراض العقاري الامريكي . وكانت الشرطة الفرنسية مُنحت 24 ساعة إضافية لاستجواب الموظف المتهم بعملية "احتيال" ادت الي خسارة البنك قرابة خمسة مليارات يورو. ويعني هذا التمديد إنه علي الشرطة بحلول ظهر الاثنين إطلاق سراحه أو تقديمه للمثول أمام القضاء بتهم تتعلق بالاحتيال. وكانت الشرطة المالية الفرنسية توجهت يوم الجمعة الي المقر الادراي لمصرف سوسيتيه جنرال في "لا ديفانس"، قرب باريس، حيث عادوا "بوثائق تفيد التحقيق" بينها ملفات كمبيوتر وضعها المصرف تحت تصرفهم. وكان سوسيتيه جنرال قد اعلن الخميس الماضي عن اكتشافه الاحتيال. وفتحت النيابة العامة في باريس التي تتجمع لديها الشكاوي في عملية "الاحتيال" القياسية تحقيقا أوليا في القضية وعهدت به الي الشرطة المالية. وذكرت وكالات الانباء ان العميل الفرنسي جيروم كيرفييل الذي اعتبر مسؤولا عن خسارة بنك "سوسيتيه جنرال" 9.4 مليار يورو اشتري 140 الف عقد من مؤشر الاسهم "داكس" في المانيا، وتم التفاوض في سوق يوركس وهي فرع سويسري للشركة الالمانية "دويتشي بورص". واشارت الانباء الي ان "رؤساء البنك الباريسي تلقوا من المانيا بلاغات تنذر" بهذه الخسائر الضخمة. وقد اعترف البنك ان الموظف تعامل في نحو 70 مليار دولار من اموال البنك في مضاربات علي اسعار الاسهم المستقبلية. وقال رئيس البنك دانيال بوتون ان عملية النصب "مجرد حالة واحدة"، ونفي أن تكون نتيجة اخطاء في إجراء التعاملات أو في ادارة المخاطر. ونشر رئيس البنك اعلانا علي صفحة كاملة في الصحف الفرنسية الجمعة طالبا من المساهمين في البنك "قبول اعتذاره وأسفه الشديد". ومع توالي تبعات القضية، تزداد تساؤلات المساهمين في البنك والمحللين والحكومة الفرنسية بشأن امكانية قيام الموظف بمفرده بتلك العملية، ويقول المحللون انه لا بد ان هناك من كان يوفر التغطية بشكل أو باَخر. من ناحية اخري فان الحكومة الفرنسية غاضبة لان سوسيتيه جنرال لم يبلغها فور اكتشاف الخسائر.