سلمت القوات البريطانية المسئولية الامنية في محافظة البصرة للقوات العراقية لاحد في نهاية فعلية للسيطرة البريطانية على الجزء الجنوبي من العراق التي استمرت قرابة خمس سنوات. وشارك الاف من أفراد الشرطة والجنود العراقيين بإستعراضهم العسكري في ثاني كبرى مدن العراق وفي أكبر استعراض لقوة الجيش العراقي منذ عهد الرئيس السابق صدام حسين. وشمل الاستعراض دبابات ثقيلة ومركبات مدرعة وشاحنات محملة بالاسلحة الالية وسيارات دورية تتبع الشرطة ناهيك عن تحليق الطائرات الهليكوبتر فوق سماء المدينة وأبحرت الزوارق الحربية في ممر شط العرب المائي. ووصف محافظ البصرة محمد الوائلي خلال المراسم التى ُنظمت في اخر قاعدة بريطانية بمطار البصرة خارج المدينة بأنه يوم خاص وأحد أعظم الايام في تاريخ البصرة الحديث. وسيكون تسليم المنفذ الرئيسي لتصدير النفط العراقي أكبر اختبار حتى الان لقدرة حكومة بغداد فى الحفاظ على الامن دون قوات من الولاياتالمتحدة أو حليفتها الرئيسية بريطانيا. والى جانب أنها ثاني أكبر مدينة في العراق والميناء الرئيسي الوحيد فان البصرة أكثر المناطق سكانا وثراءا وموقعها استراتيجي بشكل أكبر من أي من محافظات العراق الثماني عشر الاخرى والتي وضعت من قبل تحت السيطرة الرسمية العراقية من بين المحافظات العراقية البالغ عددها 18 محافظة. ومن جانبه اكد قائد القوات البريطانية جراهام بينز الذى قاد القوة التي استولت على البصرة من قوات صدام عام 2003 "جئت لاخلص البصرة من أعدائها لكني الان أسلم البصرة رسميا الى أصدقائها"مشيرا الى ان القوات الامنية العراقية "أثبتت أن لديها الكفاءة." يذكر ان مدينة البصرة من اكبر المناطق الحيوية فى العراق حيث انها لا تشهد الحصار المفروض على العاصمة بغداد . وتفادت محافظة البصرة ذات الأغلبية الشيعية الحرب الطائفية التي قتلت عشرات الالاف ودمرت محافظات وسط وشمال العراق.