يشهد صعيد مصر فى المرحلة الراهنة نهضة كبرى وعلى رأسها لؤلؤة النيل " أسوان " تتمثل فى إقامة العديد من المشروعات تمتد من بنى سويف شمالاً حتى أبو سمبل جنوباًً، بهدف تحسين الأوضاع المعيشية لمواطنى الصعيد والنوبة، من خلال تطوير وتحسين البنية الأساسية وتنويع الأنشطة الاقتصادية والنهوض بسياحة الآثار التى تشكل المورد الرئيسى للغالبية العُظمى من آثار هذه المناطق وأحد الموارد الرئيسية للحكومة من النقد الأجنبى . فأسوان تشهد الآن مرحلة جديدة من التطوير للبنية الأساسية لها والتنمية فى شتى صورها، وذلك فى إطاراهتمام الدولة بتنمية محافظات الصعيد، والتى تتمتع بموقع جغرافى مُتميز، ومناخ جاف وطبيعة خلابة، وأراضى زراعية خصبة، بالإضافة إلى المحميات الطبيعية التى تحضتنها أسوان والمعالم السياحية الفريدة فى العالم . وللرئيس مبارك اهتمام خاص بأسوان، من خلال وضعها على أولويات أجندة التنمية والزيارات المُتكررة لمحافظة أسوان والتى كان آخرها فى 25/3/2007 تفقد خلالها قرية كلابشة الجديدة بمنطقة بحيرة ناصر، وذلك فى إطار جولاته لزيارة مواقع الإنتاج وتفقد مشروعات تطوير الخدمات المختلفة وتشجيع تدفق الاستثمارات لتوفير مزيد من فرص العمل للشباب والخريجين, بالإضافة إلى تشجيع المواطنين على الخروج من الوادى الضيق وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة خاصة مع مشروع الحكومة لإنشاء قرى الظهير الصحراوى، وإقامة مشروعات زراعية وصناعية . محافظة أسوان : تعد محافظة أسوان " السمراء " من محافظات جمهورية مصر العربية، وهى البوابة الجنوبية لمصر وتقع على الضفة الشرقية للنيل عند الشلال الأول للنيل، تبعد عن العاصمة القاهرة حوالى 1000كيلو متر يوجد بها مطار دولى يستقبل رحلات سياحية خاصة من بعض الدول الأجنبية، ويمكن الوصول لها من القاهرة بالطائرة خلال ساعة، أو بواسطة القطار الذى يمر بكل مدن ومحافظات الصعيد فى اتجاه الجنوب ويحتاج 12ساعة للوصول إلى أسوان . مساحة هذه المحافظة يصل إلى 62كيلو متراً مربعاً، ومن المُدن والمراكز التابعة لها ادفو وكموأمبو واسنا ونصر النوبة، ويحدها من الجهة الجنوبية دولة السودان، والمناخ فى هذه المدينة ذات التاريخ العريق جاف ومعتدل، والشمس الدافئة، والهدوء الذى يُخيم على كل مكان فيها حتى الزوارق والمراكب السياحية التى تنساب على نهر النيل فى هدوء رائع وجميل . وعُرفت مدينة أسوان فى اللغة المصرية القديمة باسم "سونو" بمعنى السوق، حيث كانت منطقة تجارة ومحطة للقوافل التجارية، وقد حرف الإغريق ذلك الاسم إلى " سين"، ثم إطلق عليها أسوان، وتشتهر بوجود السد العالى الذى يوفر لكل مصر مخزوناً استراتيجياً من المياه يكفى لعشرات السنين، ويعتبر حالياً من المعالم السياحية لهذه المدينة حيث أنه مفتوح للسياح للاطلاع على جمال بنائه العظيم، حيث بُنى بأفكار مهندسين روس وبأيدى أهل أسوان المعروفين بشدتهم وطيب أخلاقهم وكرمهم، وله دور كبير فى توفير الطاقة الكهربائية لمصر، وتعتمد هذه المحافظة على الزراعة والسياحة كمصدر للدخل، حيث يزورها ما يزيد على مليون سائح سنوياً، وتتميز بوجود فنادق ومنتجعات سياحية هادئة مُميزة تطل على النيل، إضافة لعشرات المراكب الفندقية التى تقوم برحلات يومية للمواقع السياحية وتصل حتى محافظة الأقصر. أسوان لؤلؤة النيل: إن لموقع أسوان المتميز جغرافياً وطبيعياً ما يجذب العالم من حيث الروعة وجمال الطبيعة، وهذا ما حدا بالفراعنة القدماء لاختيارها لإقامة معابد عظيمة بلغت 22 معبداً أهمها معبدى أبو سمبل ومعابد فيلة، ولقد امتد هذا الاهتمام حتى الوقت الراهن حيث أقيمت بأسوان العديد من المشروعات مثل السد العالى، هذا المشروع الذى يعتبر تحدياً للسيطرة على فيضان النيل ويُضاف أيضاً إلى هذا مشروع توشكى العملاق وما يحققه من تنمية، وتتعدد فى أسوان الأنشطة مثل السياحة والصناعة والزراعة والصيد وتحتل الزراعة النشاط الأول فى الأنشطة بأسوان، حيث يُزرع أكثر من 160000 هكتار بالوادى القديم ، وسيضيف مشروع توشكى 540000 فدان إلى هذه المساحة، ويحتل محصول قصب السكر هو المحصول الرئيسي وأشجار ثمار نخيل البلح هو المنتج الثانى، وتوجد مصانع لإنتاج السكر من قصب السكر ولتصنيع الخشب . ويُضاف أيضاً وجود مصانع للأسمدة واستخراج الفوسفات والجرانيت وللصيد امتداد تاريخى، حيث كانت مصدر الدخل الأوحد وعظمت أهميته بعد تكون بحيرة ناصر والتى تعد أكبر بحيرة صناعية فى العالم، والسياحة تعتبر من الأنشطة الحديثة فهى حالياً تعتبر مصدراً هاماً للدخل للعديد من الأفراد لما تتضمنه من أنشطة سياحية مثل السياحة التاريخية والترفيهية وجميع الأنشطة المتعلقة بصناعة السياحة . الزراعة: تتميز الزراعة بمحافظة أسوان بطابع خاص لما تنفرد به المحافظة من ظروف جوية وعوامل طبيعية حباها بها الله مما انعكست آثارها على تحديد أنواع الحاصلات الزراعية كالنخيل والفاكهة، حيث تعتبر المحافظة من أهم مناطق الجمهورية فى إنتاج التمور الجافة وأيضا الخضر المبكرة ومن النباتات الطبية والعطرية . وهناك خطة لوزارة الزراعة تهدف لزيادة الرقعة الزراعية ولإستصلاح منطقة بحيرة ناصر بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمى، حيث سيتم إنشاء عشر قرى على الأراضى العالية بهدف التوسع فى الزراعات الحيوية التى تستخدم المخصبات العضوية ولا يتم فيها استخدام المواد الكيماوية، نظراً للاتجاه العالمى فى الإقبال على المنتجات الزراعية العضوية، والعمل على تعميم هذا الأسلوب فى العديد من القرى الجديدة التى سيتم إنشاؤها باعتبارها زراعة المستقبل ولتغطى أكبر عدد ممكن من باقى محافظات مصر، بالإضافة إلى أن هناك اتجاهاً لإلغاء الزراعة الشاطئية المُلاصقة لمياه البحيرة، والحرص على أن تكون الزراعة فوق منسوب182 متراً الخاص ببحيرة ناصر لحماية البحيرة من التلوث . مشروع توشكى: ويهدف المشروع إلى : - إضافة مساحة جديدة من الأراضى الزراعية والتى يمكن أن تصل مستقبلاً إلى حوالى مليون فدان تروى بالمياه السطحية من نهر النيل بالإضافة إلى المياه الجوفية المتوفرة بالمنطقة . - إقامة مجتمعات زراعية وصناعية متكاملة تقوم على استغلال المواد الزراعية الأولية ثم تمتد لتشمل الصناعات القائمة على الخامات المحلية والتعدين وإنتاج الطاقة . - إنشاء مجتمعات عُمرانية جديدة جاذبة للأيدى العاملة مما يخفف العبء عن التكدس القائم فى المجتمعات القديمة حيث تعمل هذه القوى فى مجالات الزراعة والصناعة والتجارة وأيضا تقديم الخدمات للوافدين للمنطقة من المناطق الأخرى. - إنشاء وتطوير شبكة من الطرق الرئيسية والفرعية بما يخدم أهداف وخطط التنمية وإنشاء مطارات بالمنطقة لنقل المنتجات الزراعية والصناعية إلى مناطق الاستخدام. - تشجيع النشاط السياحى فى مناطق المشروع والتى تضم كثيراً من آثار إنسان العصر الحجرى والآثار المصرية القديمة والآثار الرومانية الإغريقية والإسلامية وأيضا تشجيع سياحة السفارى والسياحة العلاجية وسياحة السيارات . - التطوير الإسكانى: يُعد برنامج الاهتمام بمحافظة أسوان من أولويات أجندة الرئيس مبارك فى التنمية بكافة محافظات مصر، فزيارته الأخيرة لقرية كلابشة الجديدة كنموذج ل21 قرية أقيمت فى محافظة أسوان, حيث تمت إقامة11 قرية فى الوديان المتفرعة من النيل فى وادى الصعايدة فى6 قرى بزمام24 ألف فدان، وأقيمت بجهود ذاتية للمواطنين وتم إضافة11 ألف فدان ليصبح إجمالى زمام وادى الصعايدة35 ألف فدان ويضم6 قرى . وفى سياق حرص الدولة على الوفاء بإلتزاماتها تجاه قضايا أهالى النوبة، وتأكيداً على مبدأ المواطنة بإعتبارهم جزءاً من المجتمع، جاءت موافقة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء خلال زيارته الأخيرة للمحافظة على إعتماد 70 مليون جنيه لإنشاء ألف بيت ريفى لأهالى النوبة موزعين على خمسة قرى شاملة المرافق والخدمات . وأنه تم تخصيص37 مليوناً و400 ألف جنيه لإنشاء ألفين و496 وحدة سكنية للشباب خلال المرحله الثانية بمشروع مبارك القومى لإسكان الشباب والذى يُقام بمنطقة الصداقة بأسوان، وأنه سيتم البدء فى تنفيذها خلال شهر يناير المُقبل ليصل إجمالى الإنشاء خلال مرحلتى المشروع إلى4752 وحده سكنية للشباب، منها2256 وحدة خلال المرحلة الأولى، والتى سيتم الإنتهاء من إنشائها وتسليمها للشباب خلال أوائل يناير المقبل، حيث أن معدلات التنفيذ للمشروع القومى لإسكان الشباب بأسوان يسبق مثيلاتها من المحافظات الأخرى بالأضافة إلى أنه تم الإنتهاء بالكامل من تزويد منطقة المشروع بالمرافق والخدمات الأساسية وشبكات الطرق والتليفونات والكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحى وإنشاء مدرسة للتعليم الأساسى ومركز شباب وسوق تجارية لخدمة أهالى المنطقة . وتقدمت المحافظة أيضاً بطلب لتخصيص 140 مليون جنيه لإستكمال إنشاء 1792 مسكناً لأهالى النوبة الذين لم يتم حصرهم عند إنشاء القرى النوبية بنصر النوبية فى مطلع الستينات، وذلك من خلال إعتمادها بمشروعات الخطة الاستثمارية القادمة 2008 2009 المختصة للمحافظة التزامها وتعويضاً من الدولة لأهالى النوبة المهجرين خلال فترات إنشاء السد العالى، فضلاً عن مشروعات التوطين حول بحيرة ناصر والتى تعد إحدى الوسائل الرئيسية لتحقيق التنمية فى جنوب الوادى والاستفادة من ثروات مصر الطبيعية والبشرية فى المنطقة . الخدمات الصحية: وفى إطار النهوض بالخدمات الصحية والعلاجية فى مدينة أسوان سيتم تنفيذ مشروع " تكامل خدمات الصحة " فى 40 وحدة صحية بمُدن ومراكز المحافظة بتكلفة 14.5 مليون جنيه، والذى يبدأ تنفيذه فى يناير القادم ويستمر لمدة ثلاث سنوات، والذى يعتبر من المشروعات الصحية الرائدة التى تنفذها وزارة الصحة بالمحافظات، والذى بدأ فى سبع محافظات هى الجيزة وبنى سويف والشرقية وكفر الشيخ والإسماعيلية وقنا والأقصر . التنمية السياحية: ومن منطلق أن السياحية فى أسوان تمثل إحدى الموارد الرئيسية للمحافظة فهناك العديد من الخطط التى تساهم فى تنمية هذه الثروة، حيث سيتم إنشاء أول منتجع سياحى على ضفاف بحيرة ناصر بتكلفة تصل إلى100 مليون دولار, ويضم مواقع خدمية وسياحية وترفيهية على أحدث النظم العالمية فى مجال سياحة المنتجعات وذلك للاستفادة من المقومات السياحية والطبيعبة الهائلة التى تتمتع بها المحافظة . ومن جانبها نظمت هيئة تنشيط السياحة المصرية زيارة لوفد إعلامى سعودى اطلع على جوانب من تواصل الاهتمام المتكامل بالسياحة المصرية وتطويرها من الجهات الحكومية، وبإشراك القطاع السياحى الخاص المصرى وغير المصرى الذى يجد تسهيلات استثمارية كبيرة تشجع على المضى فى المشاريع السياحية وخاصة فى المحافظات ذات الطابع السياحى الشامل، مثل الغردقةوأسوانوالأقصر وغيرها من المواقع الواعدة نحو التطوير الشامل للمرافق السياحية . هذا وقد تم توقيع عقد إنشاء 9 مراسى سياحية جديدة مع إحدى الشركات السياحية الاستثمارية بكورنيش أسوان الجديد بتكاليف إجمالية تبلغ 10 ملايين جنيه، والتى من شأنها المساهمة فى القضاء نهائياً على التكدس الفندقى للمراكب والفنادق السياحية العائمة بمنطقة كورنيش النيل القديم بمدينة أسوان . إنتاج الذهب فى أسوان: تنطلق بشاير الخير من الصحراء.. وسوف يبدأ إنتاج الذهب تجارياً- بعد توقف دام قرابة 50 عاماً- من خلال الاكتشافات التى تحققت مؤخراً بمناطق "حمش والسكرى ووادى العلاقى بالصحراء الشرقية والتى تقع جنوب غرب مرسى علم وبالقرب من أسوان، تبلغ الطاقة الإنتاجية للذهب 8 أطنان حتى عام 2008 تفوق ما تحقق طوال القرن الماضى، كان المهندس سامح فهمى وزير البترول والثروة المعدنية قد احتفل بإنتاج أول سبيكة ذهبية تجريبية فى أبريل الماضى من خلال شركة "حمش مصر" لإنتاج الذهب وبلغت درجة نقاوتها 99.99% ، ففى عام 1999 تم توقيع اتفاقية مع شركة "ماتز حمش" بالصحراء الشرقية ونجحت الشركة فى تحقيق كشف تجارى للذهب، وتم تكوين شركة حمش لمناجم الذهب عام 2002 وهى شركة مساهمة بين هيئة الثروة المعدنية وشركة ماتزهولديجتز القبرصية، والتى أنتجت أول سبيكة ذهبية تجريبية فى أبريل 2007 ويبدأ إنتاجها التجارى هذا الشهر بعد أن تم تمهيد الطريق بطول 122 كيلو متراً وإقامة المنشآت اللازمة لمصنع معالجة الذهب وأماكن الإعاشة للعاملين بعد الإنتاج . الطاقة الكهربائية فى أسوان: ينفذ قطاع الكهرباء حالياً العديد من المشروعات الكهربائية على أرض محافظة أسوان، وتبلغ استثمارات هذه المشروعات 521 مليون جنيه، وتتمثل فى عمليات إحلال محولات وشبكة مفاتيح محطة محولات السد العالى، وتوسيع محطة محولات ربط أسوان، بالإضافة إلى تنفيذ خطوط كهربائية على الجهدين الفائق والعالى بإجمالى أطوال تصل إلى 500 كيلومتر، وتدعيم وتطوير شبكات توزيع الكهرباء، ليصبح إجمالى استثمارات قطاع الكهرباء على أرض محافظة اسوان فاقت مبلغ 3 مليارات جنيه، لتدعيم إمدادها بالطاقة الكهربائية ولدعم وتنمية قرى ومُدن جنوب مصر، وإتاحة فرص عمل حقيقية لأبنائها، وأن الطاقة المستهلكة فى نطاق محافظة أسوان تضاعفت خلال العقدين الماضيين 16 مرة وحرص القطاع على تدعيم الشبكة الكهربائية بالمحافظة وتطورت سعات محطات المحولات 22 مرة، وازدادت أطوال خطوط الكهرباء لتصل إلى 11 ألف كيلومتر . التطويرالتعليمى فى أسوان : فعلى صعيد النهوض بالمجال التعليمى وتطويره تقرر اعتماد 45 مليون جنيه خلال مشروعات العام القادم 2008-2009 لإنشاء 28 مدرسة بالمحافظة، منها 13 مدرسة للتعليم الأساسى ومدرسة إعدادى ومدرستين ثانوى عام وصناعى و10 مدارس خاصة بالمرأة، إضافة إلى استكمال إنشاء مدرستين ابتدائى ، وأنه سيتم أيضا تشكيل لجان بمراكز االمحافظة تضم مسئولى الوحدات المحلية والتعليم والأبنية التعليمية لإعداد توصيف شامل والاطلاع على مستوى مدارس المحافظة والتى يصل عددها إلى ألف مدرسة من خلال عملية الإحلال والتجديد، وحل لمشكلة الكثافة داخل الفصول والمناطق المحرومة من الخدمات التعليمية وحصر المدارس التى تعمل بنظام الفترتين . أسوان والسد العالى: والسد العالى هو بمثابة معجزة هندسية من معجزات القرن العشرين ويُعد واحداً من أكبر السدود فى العالم والذى أقيم لحماية مصر من الفيضانات العالية التى كانت تفيض على البلاد وتغرق مساحات واسعة فيها، أو تضيع سدى فى البحر المتوسط . يبلغ طوله 3600 متر، وأقصى ارتفاع له فوق قاع النهر 111 متراً، أما عرضه فيصل إلى 40 متراً عند القمة، وترجع قصة بناء السد العالى إلى قيام ثورة 23 يوليو 1952، حيث بدأت فكرة إنشاء السد العالى عند أسوان بما يكفل لمصر تزويدها بتصرف ثابت يسمح بالتوسع الزراعى وحمايتها من الفيضانات العالية، وفى نفس الوقت مدها بطاقة كهربائية تكون الركيزة الأساسية للتنمية الزراعية، والصناعية، بعد أبحاث عديدة اختير السد لكونه من النوع الركامى مزوداً بنواة صماء قاطعة للمياه، ويبعد السد العالى عن مدينة أسوان بحوالى 20 كم جنوباً . خزان أسوان: يقع الخزان جنوب مدينة أسوان، وقد تم تشييده عام 1902 ميلادية وكان بناؤه إيذانا ببدء الرى بالبلاد وقد تم تعليته مرتين الأولى عام 1912 والثانية عام 1933 ويحتوى على 180 بوابة للتحكم فى تصرف المياه وأنشأت محطة كهرباء خزان أسوان الأولى عام 1953 كما أنشأت محطة كهرباء خزان أسوان الثانية 1985 . التراث الثقافى والفنى فى أسوان: ومن أبرز رجال الفكر فى عصر مصر وأسوان بشكل خاص فى التاريخ الحديث المفكر الكبير عباس محمود العقاد الذى يُعد أحد أبرز الشخصيات فى العالم العربى أيضاً، وله قبر كبير فى وسط البلدة يعد معلماً معروفاً لدى أهاليها. وكما يعكس الفن النوبى، الخصوصيات الثقافية النوبية المعروفة بشكل بارز فى أسوان، ويتضمن رموزاً تعكس معتقدات شعبية وسحرية، ويظهر ذلك فى الوشم والرسوم الجدارية التى تزين واجهات المنازل ومداخلها، وكذلك مشغولات الخرز وزخارف مشغولات السعف والخوص من سلال وأطباق وحصير وغيره، وكثيراً ما تحمل العناصر الزخرفية دلالات يعرفها أهل هذه البلدة الطيبون . أشهر المعالم السياحية وأماكن الترفيه فى أسوان: وتأتى محافظة أسوان ثانى أشهر المحافظات لامتلائها بالآثار الفرعونية منها جزيرة فيلة ومعبد بيت الوالى ومعبد كلابشة ومعبد ادفو ومعبد كوم امبو وآثار النوبة ودير الأنبا هيدرا والجبانة القديمة القبلية وجبانة العنانى وتحصينات أسوان، وآثار منطقة الكاب و جزيرة الفنتين، وأهم المعالم السياحية جزيرة النباتات ومقبرة أغاخان، وتضم مدينة أبو سمبل معبدين الأول رع حوراختى والثانى لزوجة رمسيس الثانى نفرتارى . متحف النوبة: يُعتبر متحف النوبة تتويجاً للجهود التى بذلتها العديد من الأطراف ووسيلة لحفظ تراث حضارى ثمين، افتتح عام 1997 ليضم المقتنيات الرائعة التى تجذب العديد من الزوار من مختلف أنحاء العالم . صمم عمارة المتحف المهندس المصرى محمود الحكيم وقد نفذ التصميم بمنتهى الدقة والروعة متناغماً مع البيئة المحيطة به من صخور وتلال وطبيعة الشمس الحارقة لمدينة أسوان، وتعتبر مدينة أسوان بمتحفها النوبى أفضل شاهد على حضارة عمرت وتأثرت بمختلف الحقب منذ التاريخ القديم حتى يومنا هذا. يضم المتحف حديقة متحفية على أعلى مستوى، قطع أثرية من عصور مختلفة، كهف ما قبل التاريخ بنقوشه الصخرية الرائعة,البيت النوبى و ما يحيطه من بحيرة, مئذنة على الطراز الإسلامى كله يتناسب مع الجبانة الفاطمية بهذه المنطقة . قرية إيلفنتين.. إنقاذ للعادات والتقاليد النوبية: وإذا كانت المعالم الأثرية فى بلاد النوبة قد حظيت بعناية دولية لإنقاذها من الغرق، فإن سكان القرية النوبية المتواجدة فوق جزيرة إيلفنتين والذين غالبيتهم الساحقة من النوبيين، يحاولون الحفاظ على عادات وتقاليد شعب النوبة الذى عمر الجزيرة وضواحيها لعدة قرون . يعتبر سكان جزيرة إيلفنتين من النوبيين السكان الأصليون فى الجزيرة، ولا تزال فوق الجزيرة حتى اليوم قرية نوبية تحافظ على العادات والعمران والثقافة النوبية . معرض النوبة الغارقة: افتتح فى 2001 تحت رعاية المكتب العلمى للسفارة الإيطالية بالقاهرة، وهو عبارة عن معرض توثيقى يعرض الصور الفوتوغرافية للمواقع النوبية قبل الإنقاذ، حوالى 180 صورة تبرعت بها البعثات التى عملت فى منطقة النوبة منذ 1900 واستمرت لفترات متفرقة لمدة 60 سنة من خلال أعمالهم ألقوا الضوء على الفن والتراث الحضارى للنوبة .