وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اقرار الحكومة الإسرائيلية القاضي ببناء 300 وحدة استيطانية جديدة في جبل أبو غنيم في القدسالشرقية بأنه "لا يساعد"عملية السلام في الشرق الأوسط. وأضاف بان في مؤتمر صحافي أنه بحث هذه القضية مع الأعضاء الآخرين في اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، موضحاً أن موقف الأممالمتحدة من عدم شرعية المستوطنات معروف جيدا وكان المفاوض الفلسطيني صائب عريقات قد صرّح بأنّ القرار الإسرائيلي قد ينسف النتائج التي تم التوصل إليها في أنابوليس.وشدد على أنه إذا لم تتراجع إسرائيل وتلغي هذا القرار الاستيطاني فهذا سيعني تقويض نتائج مؤتمر أنابوليس قبل البدء بتنفيذها. وأضاف أن الخرق الإسرائيلي الفاضح لخارطة الطريق سيدمر أي مصداقية لكل الدول التي شاركت في مؤتمر أنابوليس وهي تشمل القيادة الفلسطينية والولاياتالمتحدة الأميركية وباقي أعضاء اللجنة الرباعية. من جهة أخرى قال مسؤول أمريكي ان الولاياتالمتحدة قلقة بسبب خطة اسرائيل لبناء 300 وحدة سكنية في القدسالشرقية وطلبت منها إيضاحات بشأن هذه الخطوة التي اثارت غضب الفلسطينيين بعد اسبوع واحد من موافقة الجانبين على استئناف محادثات السلام الرسمية.واضاف "نحن لا نريد أن تتخذ أي خطوات من شأنها ان تقوض ثقة الأطراف. هذه مسألة نحن قلقون بشأنها وطلبنا إيضاحات من الاسرائيليين." واتهم زعماء فلسطينيون اسرائيل بمحاولة بتقويض عملية السلام التي أطلقها الاسبوع الماضي الرئيس الامريكي جورج بوش بعد ان كشفت الدولة اليهودية عن خطتها لبناء مساكن جديدة على أرض حول القدس. و كانت اسرائيل قد أصدرت مناقصة لبناء حوالي 300 وحدة سكنية في منطقة هار حوما وهي أحد بضعة أحياء سكنية بنيت على أرض استولت عليها اسرائيل في حرب عام 1967 وتقيم فيها جالية يهودية كبيرة. وانتقد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات هذه الخطوة قائلا انها "محاولة لعرقلة المفاوضات" التي من المنتظر ان يبدأها الجانبان في 12 ديسمبر كانون الاول وناشد الولاياتالمتحدة التدخل لوقفها. من جهتها، أدانت الحكومة الأردنية القرار الإسرائيلي، معتبرة أن هذه الإجراءات "توتر الأجواء وتسبب احتقانات وتهدد الجهود المبذولة لبدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين".ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (بترا)عن ناصر جودة، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، قوله إن الإجراءات الإسرائيلية "تتناقض تماما مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي التي تعتبر الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية أراض محتلة". و على جانب اخر من القضية الفلسطينية أكد الرئيس الفسطينى محمود عباس أن القيادة الفلسطينية ليست ضد الحوار مع حماس "لأننا نريد لم شمل كل الشعب الفلسطينى بكل فئاته المختلفة فكرا وعقيدة وسياسة مشيرا الى أن حماس جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطينى "ونحن حريصون على ان تكون فى داخل البوتقة الوطنية الفلسطينية ". وشدد عباس - خلال افتتاح المؤتمر التأسيسى الأول لبرلمان الشباب المقدسى بمقر الرئاسة فى مدينة رام الله -على انه لن يكون هناك حوار ما لم تتراجع حماس عن انقلابها ولن نقبل فى إطار منظمة التحرير من يرفض التزاماتها ويرفض ما وافقت عليه فى الماضى . وأضاف "لابد أن يتم الاعتراف الواضح والصريح بكل التزامات واتفاقات منظمة التحرير الفلسطينية لأن السلطة الوطنية هى جزء من منظمة التحرير والمنظمة هى الراعى والمشرف على السلطة وغيرها" . وتابع "لا يستغرب أحد عندما نذهب إلى توقيع أى اتفاق فنحن لا نوقعه باسم السلطة الوطنية وإنما باسم منظمة التحرير الفلسطينية لأنها تشمل الداخل والخارج وكل الشعب الفلسطينى ". وقال إن هناك الكثير من المتربصين الذين يريدون أن يحرفوا الحقائق حيث قالوا أننا ذهبنا لبيع القضية وللتفاوض وللتوقيع وتلك هى مواقفنا ونحن ذهبنا ونحن نحمل مبادئنا وهمومنا وثوابتنا ونعلنها للعالم فعندنا قضايا كثيرة بحاجة إلى حل من أبرزها قضية القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والمياه والأمن وغيرها . وفى سياق اخر، اجتمع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت مع مستشارين كبار يوم الخميس للاعداد لأول إجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ أطلق الزعيمان محادثات سلام رسمية الأسبوع الماضي. ومن المتوقع أن يجتمع أولمرت وعباس في 12 ديسمبر كانون الاول لاجراء الجولة الأولى من المحادثات منذ اتفقا في مؤتمر برعاية أمريكية على محاولة التوصل لاتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية بحلول نهاية عام 2008. وميدانياً، استشهد مزارع فلسطيني صباح الجمعة برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي في شرق بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة. وقال مصدر طبي فلسطيني ان بهجت ابو دقة استشهد وهو في ارضه جراء اصابته برصاصة قاتلة اطلقها جنود الاحتلال عليه، كما اصيب مواطن اخر برصاص قوات الاحتلال في المنطقة ذاتها.