في تقديري ان أهم الإنجازات التي ينبغي ان تحرص عليها حكومة المهندس إبراهيم محلب ان تعيد هيبة الدولة للشارع المصري.. وهذه الهيبة التي تراجعت كثيرا في السنوات الماضية تقوم على عدة محاور أساسية.. انها تتجسد في إعادة الأمن للشارع المصري فقد عانينا كثيرا من حالة الانفلات والفوضى التي أفسدت الكثير من جوانب الحياة.. في ظل الأمن الغائب لا توجد سياحة ولا يوجد استثمار وأيضا لا يوجد إحساس بالاستقرار وتصبح هيبة الدولة هي الحل الوحيد لإعادة التوازن لحياة المواطنين في ظل غياب هيبة الدولة اتسعت مساحات الجرائم ابتداء بالتحرش بالنساء وانتهاء بعمليات النهب والسرقة. وفي ظل غياب هيبة الدولة تراجع دور مصر الخارجي ووجدنا أنفسنا نواجه تحديات كثيرة كان أخطرها تهريب السلاح إلى داخل البلاد وتجارة المخدرات واستعراض خطط للتقسيم لا أحد يعرف مصادرها وأهدافها وقبل هذا وجدنا مؤامرات وحسابات جديدة عند منابع النيل وقضايا ومشكلات من غزة وليبيا والسودان وجميعها تطرح علامات استفهام كثيرة حول مستقبل الدولة المصرية بمؤسساتها ودورها وأمنها واستقرار شعبها.. ان هيبة الدولة أيضا ليست بعيدة عن علاقات مصر بالدول الأجنبية ان العالم في كل زمان ومكان يحترم مبدأ القوة وليس للضعفاء مكان في عالم اليوم وهذه القوة لها مصادر كثيرة ان للاقتصاد دورا وللقوة العسكرية دورا وللقوة الناعمة دورا ومع هذا كله قدرة الشعوب على ان تمسك بزمام أمرها حتى لا تتحول إلى لعبة في أيادي الآخرين.. ان مصر الأن تقف على اعتاب مرحلة جديدة نحن أمام رئيس جديد منتخب بإرادة حرة وأمام دستور جديد يضع ثوابت بناء مجتمع جديد وأمام حكومة جديدة ولم يبق أمامنا في هذه المرحلة الانتقالية غير انتخاب برلمان جديد وهذه قضية سوف تحسم في الشهور القليلة القادمة.. لقد بدأت الحكومة الجديدة في اتخاذ إجراءات تؤكد بها عودة الاستقرار والأمن في الشارع المصري ابتداء بالمرور وانتهاء بالباعة الجائلين وهذه كلها شواهد تعكس عودة هيبة الدولة إلى مؤسسات تخدم الجمهور وتحقق له الأمن والاستقرار.. ان استعادة هيبة الدولة في الشارع المصري هي أولى خطوات الاستقرار الحقيقي وسوف ينعكس ذلك على كل مجالات الحياة. نقلا عن جريدة الأهرام