مسئول أمريكي جديد لحق بركب المغادرين للإدارة الأمريكية، إنه نيكولاس بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية وتمثل استقالة بيرنز ضربة قوية للخارجية الأمريكية ومؤشراً لفشل إدارة بوش خاصة أن بيرنز كان يشغل منصب المسئول عن إدارة الملف الإيراني بالإضافة الي ملف البرنامج النووي الهندي السلمي وكانت له اليد العليا في اقناع البيت الأبيض لانتاج الدبلوماسية وسياسة العصا والجزرة بالتعاون مع الأوروبيين للضغط علي طهران لحل الأزمة معها. كونداليزارايس وزيرة الخارجية الأمريكية أرجعت سبب الاستقالة لدواعي شخصية. ووصفتها بأنها أمر مؤلم وطيب في آن واحد حيث قرر بيرنز التقاعد والاهتمام بشئون أسرته فيما أكدت مصادر قريبة الي بيرنز انه يدرس الانتقال للعمل في القطاع الخاص أو في احدي الحملات الانتخابية وقد تكون حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. الا ان هناك علامات استفهام كبيرة تدور حول الاسباب الحقيقية للاستقالة والتي جاءت في اطار سلسلة من الاستقالات التي شهدتها حكومة بوش خلال الأشهر الأخيرة. وتأتي استقالة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية بعد »3« أسابيع من استقالة اندروناتسيوس مساعد الرئيس الأمريكي جورج بوش لشئون السودان وذلك بعد عام فقط علي توليه المنصب. كما تأتي استقالة بيرنز ضمن سلسلة من الاستقالات التي تقدم بها عدد من كبار مستشاري ومساعدي بوش والتي تزايدت خلال الخمسة عشر شهرا الأخيرة طوال فترتي الرئاسة التي قضاها في البيت الأبيض ومن أبرزها استقالة فرانسيس تاونستد مستشارة شئون مكافحة الإرهاب والأمن القومي، وكارل روف الذي يوصف بالعقل المدبر لبوش وتوني سنو السكرتير الصحفي للبيت الأبيض ودان بارتليت ابرز مستشاري الإدارة الأمريكية وسكوت ماكيلان المتحدث باسم البيت الأبيض وكارين هيوز التي عُينت لإدارة حملة تحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم. ونيكولا بيرنز »51 عاماً« الرجل الثالث في وزارة الخارجية الأمريكية والمتحدث باسمها سبق له ان شغل عدداً من المناصب حيث كان دبلوماسياً في سفارات موريتانيا ومصر وافريقيا والشرق الأوسط. وكان دوره محورياً في المفاوضات بشأن قرارين لمجلس الأمن بفرض عقوبات علي ايران بسبب برنامجها النووي، كما كان بيرنز ابرز المفاوضين بشأن الاتفاق النووي المدني بين الولاياتالمتحدة والهند والذي سيسمح للهند بالحصول علي وقود معدات نووية أمريكة لأول مرة منذ »3« عقود. وشغل منصب القنصل العام الامريكي في القدس من عام 1985 الي ،1987 كما شغل منصب مدير شئون الاتحاد السوفيتي ابان حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب قبل ان يلتحق بمجلس الأمن القومي من 1990 الي 1995. وخلال حكم الرئيس كلينتون شغل بيرنز منصب المتحدث باسم الخارجية قبل ان يشغل منصب سفير واشنطن لدي اليونان من عام 1997 الي 2001. وولد بيرنز في مدينة بفالو ثاني كبري مدن ولاية نيويورك ونشأ في ولزي احدي ضواحي مدينة بوسطن عاصمة ولاية ماساتشوستسي شمال شرق الولاياتالمتحدة. وأنهي في احدي مدارسها دراستيه الابتدائية والثانوية ثم التحق بكلية بوسطن وهي من أعرق الجامعات الكاثوليكية الأمريكية وتخرج فيها عام 1978 ببكالوريوس اداب في التاريخ الأوروبي وهو متزوج وأب لثلاث بنات.