الثلاثاء الماضي كان يوما صعبا علي المصريين.. توقفت الطائرات وتعطلت السفن.. وغطت سماء القاهرة عاصفة من التراب وكان يوما عاصفا هبت فيه رياح الخماسين بسرعة وصلت إلي 26 عقدة أي 52 كيلو في الساعة، وانخفضت فيه الرؤية الافقية الى 200 متر. ما بين الارتفاع والانخفاض في درجات الحرارة.. وهبوب رياح الخماسين الهادئة والعنيفة.. يتكرر السؤال: متي تنتهي هذه التقلبات؟ يقول مجدي عباس رئيس الهيئة العامة للارصاد الجوية ان ظاهرة الخماسين التي مرت بها البلاد رغم عنفها إلا انه في عام 1997 وبالتحديد يوم 2/5/1997 أظلمت السماء في عز الظهر وبالتحديد في الثالثة عصرا وتعبأت السماء بالأتربة واسود لون الجو وظن الناس انها القيامة!وقد وصلت سرعة الرياح في هذا اليوم إلي 56 عقدة أي 112 كيلو في الساعة. وهذه المنخفضات الخماسينية متكررة في الشهر الواحد من أشهر الربيع ما بين ثلاث إلي خمس مرات، وقد تم انذار الجهات المعنية قبل حدوث ظاهرة 'الثلاثاء الماضي' ب 72 ساعة. ظاهرة متكررة ويوضح مجدي عباس رئيس الهيئة ان القاهرة شهدت العام الماضي رياحا خماسينية يصاحبها رمال خاصة في شهر مارس حيث تكرر هبوب هذه الرياح 5 مرات خلال هذا الشهر، وفي شهر ابريل تكررت مرتين، أما بالنسبة لعام 2005 أيضا وفي شهر مارس تكررت الرياح الخماسينية 5 مرات وفي ابريل من نفس العام تكررت 5 مرات أيضا، وفي عام 2004 حدثت هذه الظاهرة ثلاث مرات خلال مارس أيضا و5 مرات خلال ابريل من نفس العام. ربيع مخالف وعلي الجانب الآخر يقول الدكتور مجدي عبدالوهاب رئيس قسم الأرصاد الجوية بكلية العلوم جامعة القاهرة ان العاصفة الرملية الشديدة التي شهدتها البلاد الثلاثاء الماضي لم تحدث منذ ثلاث سنوات بهذه القوة وإن كانت المؤشرات خلال العشر سنوات الماضية تدل علي انخفاض تكرار العواصف الرملية، ولكن ربيع هذا العام كان مخالفا لكل التوقعات العلمية لأن في هذا الربيع حدث تكرار لتسع عواصف رملية تتباين بين الشديدة والمتوسطة، وهذا كان غير متوقع. لأن المؤشرات المناخية كانت تشير إلي ان عدد العواصف الرملية في هذا الربيع لن يزيد علي 5 حالات ولكن من خلال التنبؤ لخمسة أيام مستقبلية فإنه من المتوقع أن تكون هناك عاصفة في نهاية هذا الشهر ولكن ليس بقوة عاصفة الثلاثاء الماضي. صيف حار ولكن.. ولكن هل تعني هذا التقلبات والارتفاع الذي فاق المعدل في درجات الحرارة خلال فصل الربيع انه ينتظرنا صيف 'ساخن'؟ قال الدكتور مجدي عبدالوهاب: في البداية أحب أن أؤكد انه نظرا لعدم وجود تنبؤات لأكثر من اسبوعين لانستطيع التحدث عن التوقعات خاصة في شهر مايو القادم وهو أقرب الشهور بالنسبة لنا، وأيضا ليس من المفروض ان نربط بين التغييرات المناخية العالمية وظاهرة الخماسين التي لايزيد فترة مكوثها في الغلاف الجوي علي 24 ساعة وذلك لأن زمن حياة العاصفة أو استمرارها لايستغرق أكثر من 24 ساعة..وبالنسبة للصيف القادم.. فالمتوقع بشكل متوسط ان النماذج العالمية 'للتدوير المناخي' تؤكد ان هناك ارتفاعا في درجات الحرارة في الصيف بمعني ان يكون كل صيف أسخن من الصيف السابق..ولكن مازال الكلام للدكتور مجدي عبدالوهاب من حسن الطالع انه مع توقع ارتفاع درجة الحرارة خلال الصيف القادم فهناك أيضا زيادة في الرطوبة بمعدل يصل من 5،1 % ال 2 % .. وهذه الزيادة تسبب نوعا من التلطيف في الجو، وانخفاض ما يسمي بمعدلات الراحة ومعدلات الراحة هي نسبة درجات الحرارة والرطوبة وتأثيرها علي الجسم. خماسين جديدة ولكن هل تتكرر هذه الظاهرة من جديد ومتي تنتهي أيام الخماسين المحملة بالرمال والأتربة؟ يعود مجدي عباس ويقول: انه من المتوقع في الفترة من 20 إلي 23 ابريل الحالي ان تشهد البلاد رياحا خماسينية، وأيضا من 28 من نفس الشهر وحتي أول مايو القادم.. ومن المنتظر ان تتفاوت رياح الخماسين في هذه الفترة في شدتها وسرعة الرياح وبعد هذا التاريخ من المتوقع عدم حدوث رياح خماسينية جديدة. اليوم خماسيني ترابي وعن حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت من المنتظر ارتفاع في درجات الحرارة مع نشاط للرياح مثيرة للرمال والأتربة ولكن أقل حدة من عواصف الثلاثاء الماضي ويستمر هذا الحال حتي الأحد وترتفع درجات الحرارة عن المعدل بقيم تتراوح ما بين 3 إلي 4 درجات..ويرجع الخبراء سبب هذه الرياح الخماسينية لوجود منخفض جوي علي سطح الأرض يجلب كتلة هوائية من الصحراء الغربية يصاحبه رياح جنوبية غربية محملة بالرمال والأتربة.