يمكن القول إن التوافق بين الإعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية وتعهد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بالتزام الحكومة بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة ومحايدة والوقوف علي مسافة واحدة بين جميع المرشحين هو بكل المقاييس مصادفة طيبة لصالح مسيرة العمل الوطني. وبداية فان اقدام اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية علي خطوة تحديد موعد تقديم أوراق الترشح يمثل تحركا ايجابيا كان مطلوبا لاستكمال استحقاقات خريطة المستقبل وليدة ثورة الشعب يوم 30 يونيو. انها إحدي الركائز الثلاث لاقامة الحكم الديمقراطي الرشيد في الدولة المصرية الجديدة. بدأت هذه المسيرة باقرار الدستور الجديد الذي تمت الموافقة عليه بالاستفتاء الشعبي. يبقي بعد انتخاب الرئيس الجديد لمصر المكافحة والمناضلة من أجل شق طريقها نحو الاستقرار استحقاق الانتخابات التشريعية. من ناحية أخري فانه لايمكن الفصل بين قرار فتح باب الترشح الرئاسي والتصريح الذي أدلي به المهندس محلب رئيس الوزراء بشأن نزاهة الانتخابات. من المؤكد أن وجوده في موقع المسئولية خلال إجراء هذه الانتخابات يضمن توافر المصداقية والامانة اللازمتين. من المؤكد ان طبيعة وتكوين المهندس محلب تعد سندا حقيقيا لاتمام هذه الانتخابات المهمة علي خير ما يرام وبالصورة التي تليق بمصر ومكانتها مع الخريطة العالمية. الحديث عن معركة الانتخابات الرئاسية القادمة يقودنا للتطرق إلي تلك الشخصيات التي تنوي أو تفكر في خوضها والتي تري أنها قادرة علي خدمة وطنها في هذا الموقع وتمسك حمدين صباحي بالترشح في هذه الانتخابات هو أمر محمود وثقته في امكانية تقديم ما يمكن ان يخدم به بلده. هذا الموقف من جانب صباحي يأتي تعبيرا عن شجاعته خاصة إذا كان المرشح المنافس هو المشير عبدالفتاح السيسي الذي كان له فضل تحقيق آمال وأحلام الشعب في الخلاص من الحكم الإرهابي الإخواني. كم أتمني ان تضم قائمة المرشحين لمنصب الرئاسة شخصيات أخري حتي تكون أمام الناخبين الفرصة لاختيار الاصلح لادارة شئون الوطن في هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ مصر الحديث. المهم لانجاز هذه المرحلة الثانية من خريطة المستقبل ليس المشاركة في عملية الانتخاب ولكن الأهم لهذا الوطن للعبور إلي بر الأمان هو اختيار الاصلح الذي يملك مؤهلات تحمل المسئولية للقيام بهذه المهمة الثقيلة. نقلا عن صحيفة الاخبار