أحسن التليفزيون الحكومي المصري عندما أذاع تقريراً مصوراً للمرشح الرئاسي المحتمل الأستاذ حمدين صباحي عقب انتهاء المشير عبدالفتاح السيسي من القاء بيانه الذي أعلن فيه اعتزامه للترشح للرئاسة وضمنه بعض فقرات أو ما يمكن أن نسميه إشارات لبرنامجه الانتخابي. نحن نمر بفترة شديدة الحساسية وشديدة الأهمية بالبدء في الاستحقاق الثاني المهم لخارطة طريق المستقبل وهي الانتخابات الرئاسية.. وإذا كنا لا نعلم حتي الآن عدد الذين سيتقدمون للترشيح لهذا المنصب ولا من هم إلا أن البارز في الصورة أمامنا حتي الآن هما السيد وأقول السيد وليس المشير عبدالفتاح السيسي باعتباره قد ترك الجيش بالفعل وأصبح رجلاً مدنياً والسيد حمدين صباحي. وإذا كانت مصر تريد أن تظهر بالصورة اللائقة لها وبتاريخها أمام العالم في هذه المناسبة. فعلينا نحن الشعب والحكومة والإعلام مسئولية هذا المظهر بأن نراعي في سلوكنا وتصرفاتنا القيم الحضارية والالتزام بالآداب العامة ونحن نخوض هذه المعركة. لا نريد أن تؤخذ علينا هفوات تشوه الصورة التي نظهر بها أمام العالم.. نريد أن يكون التنافس بين المرشحين شريفاً وعفيفاً.. وأنا واثق أن كلا الرجلين المرشحين حتي الآن للرئاسة يتمتعان بميزة عفة اللسان ورصانة التصرفات.. ومن هنا نطالب المشرفين والمشاركين في حملتي انتخابهما أن يتأسيا بهذه الأخلاق الرفيعة ويبتعدا عن المهاترات غير اللائقة.. وأن تركز كل حملة علي ما سيقدمه المرشح لمصر ولشعب مصر إذا قدر له النجاح. الحكومة وعلي رأسها رجل محترم هو المهندس ابراهيم محلب ستتعامل بكل تأكيد مع المرشحين بكل حيادية وتجرد.. وأعتقد أن المهندس ابراهيم محلب بشخصيته القوية لن يسمح لأي مسئول علي أي مستوي في حكومته أن يخرج عن مبدأ الحياد مهما كانت المبررات. الجيش والشرطة سوف يحميان العملية منذ بدايتها وحتي إعلان اسم المرشح الفائز.. ومهمتهما التأمين فقط.. ونحن نقدر عظم المسئولية الملقاة علي عاتقهما في هذه الظروف الصعبة التي تحاول فيها أطراف كثيرة النيل من سمعة مصر ومن استقرار مصر. وتبقي مهمة الإعلام والصحافة.. ومهمة المواطنين. قلت في البداية إن التليفزيون المصري أحسن صنعاً عندما أذاع برنامجاً للسيد حمدين صباحي عقب كلمة السيد عبدالفتاح السيسي.. وهذه بادرة طيبة وواجبة بأن تكون جميع قنوات التليفزيون الحكومي علي الحياد. وتكون فرص المرشحين فيها متكافئة.. والأمر يطول أيضاً شبكات الإذاعة. وياليت الفضائيات الخاصة تكون عند حسن الظن فلا تتناول مرشحاً بما يسئ إليه. ولا تستضيف من يسيئون إلي سمعتها وإلي سمعة مصر. وتتسم بالموضوعية في كل ما تقدمه.. وإذا كان هناك برنامج مدفوع الأجر للدعاية لأحد المرشحين يجب التنويه عليه بأنه مدفوع الأجر. وبشرط أيضاً ألا يسئ إلي مرشح آخر. الصحف القومية مطالبة أيضاً بدور حيادي مثلها مثل التليفزيون الحكومي. وكذلك الصحف الحزبية إذا لم يكن للحزب مرشح والصحف الخاصة.. وكل اعلان مدفوع الأجر يجب الإعلان عنه صراحة فلا نخلط الإعلان بالمادة التحريرية لأننا بذلك نغش المواطن. نحن الشعب علينا مسئوليات جسيمة.. الحرية مكفولة لكل فرد يختار من يراه أصلح للمنصب.. والحرية مكفولة لكل فرد في الدعاية لمن يفضله من المرشحين بشرط عدم التجاوز أو الإساءة إلي المرشح المنافس.. وعلي الشعب مسئولية أكبر من هذا وذاك وهي حماية العملية الانتخابية والحرص علي سلامتها من كل مغرض يريد إفساد هذا العرس الديمقراطي الذي ينقلنا إلي مرحلة جديدة نبني فيها مصر بكل عزم وقوة. ويبقي أخيراً قضاؤنا العادل النزيه وقضاتنا الأجلاء هم الضامنون الأساسيون لنزاهة الانتخابات أمام العالم كله. ومرحباً بأية هيئة أو جمعية محلية أو إقليمية أو عالمية لتسجل لنا هذه اللحظات التاريخية الفارقة في حياتنا.