انقطاع التيار الكهربائي .. شكوى متكررة تعانى منها غالبية البيوت والمؤسسات بمصر منذ أكثر من عامين وتتعدد الأسباب لدى الجهات المعنية التى تحمل المواطن جزءً من المسئولية بسبب تزايد الاستهلاك عن الانتاج ، ويظل التساؤل الحائرمثارا : متى تنتهى أزمة الطاقة ويعود النور بانتظام ؟ . ووسط هواجس من تفاقم الأزمة في فصل الصيف، بسبب استخدام أجهزة التكييف ومحاولات سرقة وتخريب محطات الكهرباء، إنطلقت حملات شعبية على "الفيسبوك" لعدم سداد فاتورة الكهرباء خاصة فى بعض القرى التى تنقطع فيها الكهرباء عدة ساعات وتتعطل بعض المصانع والمستشفيات بل من الملاحظ أن أسعار البطاريات وكشافات الإضاءة ارتفعت بسبب الأزمة وزاد الاقبال على شرائها لمواجهة أوقات الظلام الطارئة . بينما أعلن جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، خلال نشراته الدورية عن حالة الشبكة القومية، أن الأحمال الكهربائية تجاوزت معدلات الإنتاج وأنها تصل عادة لمرحلة الذروة منذ السادسة والنصف مساء مما يضطر المركز لفصل التيار الكهربائي عن بعض المناطق حفاظا على الشبكة القومية، داعيا جموع المواطنين لترشيد الاستهلاك ، ولفت الجهاز مؤخرا الى أن نسبة تغير الحمل الأقصى لاستهلاك الطاقة الكهربائية مقارنة بالعام الماضي وصلت إلى 2.7%، والحمل الأدنى 6.1% من واقع بيانات مركز التحكم القومي . أسباب و حلول الأزمة وبحثا عن حلول قاطعة ، التقى موقع أخبار مصر مع عدد من الخبراء والمسئولين منهم المهندس أكثم أبو العلا المتحدث الاعلامي لوزارة الكهرباء الذى أكد أهمية ترشيد الاستهلاك خاصة وقت الذروة، مناشداً المواطنين في المنازل أو المتاجر عدم الافراط في استخدام الاضاءة، وتقليل استخدام الاجهزة الكهربائية خاصة بعد غروب الشمس بالقدر المستطاع وبصفة خاصة أجهزة التكييف، والميكرويف وغيرها لافتاً الى دور الاعلام "المثمر" فى توعية المستهلكين بضرورة التكاتف لتجاوز أزمة زيادة الاحمال. كما أوضح ابو العلا أن اللجوء لتخفيف الاحمال يتم في أقل الحدود بنسبة تقدر بحوالى 10%، مشيراً الى امكانية تخطي هذا حال تفعيل الترشيد بقدر الامكان . واشار ايضاً الى اتجاه الوزارة لتفعيل استخدامات الطاقة الشمسية من خلال السخانات الشمسية والخلايا الضوئية خاصة للشركات بقليل من الاستثمارات لتوفير الوقود. وعن احتمال زيادة الاسعار على فواتير الكهرباء الفترة القادمة..قال أبو العلا إن هذا القرار خاص بمجلس الوزراء، مشيراً الى مراعاة المجلس بعد محدودي الدخل، مؤكداً انه لا يمكن ان يتخذ قرارأ دون النظر الى ظروف ودخول المواطنين . أما بالنسبة لخطة وزارة الكهرباء لمواجهة فصل الصيف ، فأكد أبو العلا أن القطاع يحاول جاهداً إطلاق مزيد من المبادرات، وتفعيل العديد من المشروعات، وفتح افاق جديدة للتعاون مع مختلف الهيئات لصالح المواطنين. وأشار بيان سابق لوزارة الكهرباء والطاقة الى أن القطاع يهدف الى ترشيد الطاقة المستهلكة بنسبة تصل 20 %خلال الفترة القادمة من خلال مبادرة مصرية موسعة ومدروسة بالتعاون مع قطاع البترول ووزارة البيئة وشركات القطاع الخاص لنشر الوعى حول أهمية الترشيد وسبله بين كل فئات وأطياف الشعب ، ودعم التحول إلى ثقافة الترشيد لتصبح سلوكًا ينتهجه كل مصرى للحفاظ على مصادر الطاقة، والتي من المنتظر أن يتم بدء إطلاقها مايو 2014. ولفت إلى أنه يمكن لترشيد الاستخدام أن يوفر 40 % من الطاقة المستخدمة في الصناعة بمعدل 10% من الاستهلاك العام أي 2600 ميجاوات على ضوء أن الصناعة تستهلك 30% مما تستهلكه مصر وأن الاستهلاك في ساعة الذروة يصل إلى 26000 ميجاوات تقريبا. فى حين أرجع مصدر رفض ذكر اسمه باحدى الشركات عدم تغطية الإنتاج لمعدلات الاستهلاك إلى ضعف التشغيل ونقص الانتاج نتيجة نقص الوقود ببعض المحطات فضلا عن عدم الاهتمام بالصيانة مشيرا الى أنه عادة ما يتم تخفيف الاحمال أكثر بالمناطق غير الحيوية التى لا يترتب على قطع التيار بها خسائر كبيرة أو تراجع فى الانتاج أو توقف عمل بمستشفيات أومصانع بقدر الامكان . وأوضح أن الأزمة ليست جديدة لكنها مزمنة وبرزت بعد شراء مصر لبعض احتياجاتها من المشتقات البترولية فى 2008 مثل السولار وبالتالى تراكم ديون عدد من الشركات رغم ضخ المليارات من الدولارات والمنتجات البترولية من دول الخليج لوقف تفاقم أزمة الطاقة منوها عن أن مصر يمكنها توفيرنحو 2000 ميجاوات من تشغيل أجهزة التكييف خلال فترة الذروة والتي تمتد نحو 4 ساعات تقريبا . لمبات ..موفرة وبينما تقوم بعض المحافظات مثل القاهرة بتبنى حملة لإضاءة الشوارع بلمبات موفرة للطاقة لتوفير ملايين الجنيهات مثل تجربة شارع شمبليون عن طريق تخفيض إضاءة الشارع أوتوماتيكياً بوضع لوحة بميقاتي يتم ضبطه لقطع التيار في موعد محدد مما يسمح بتخفيض الإنارة ، حذرد.محمد هلال ، رئيس جمعية مهندسي ترشيد الطاقة من ظاهرة تهريب اللمبات الموفرة المستوردة ومن سوء التعامل معها خاصة عند كسرها وتسرب الغاز منها. وطالب رئيس الجمعية بتكثيف الرقابة لافتا الى توافرنحو 70 مليون لمبة بالاسواق المحلية رغم أن حجم استيراد المصانع العاملة فى اللمبات الموفرة نحو مليون لمبة فقط مما يتطلب آليات جديدة لتحجيم المشكلة . محاولات .. عارضة بينما نفى اللواء مجدى موسى مدير إدارة البحث الجنائى لشرطة الكهرباء سابقا وجود علاقة بين استهداف العناصر المتطرفة لبعض محطات وأكشاك الكهرباء وبين تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائى بمصر قائلا إن محاولات السرقة والتخريب تكون عارضة ومؤقتة ولا تؤثر إلا على المناطق التى وقعت بها ولمدة مؤقتة لحين إصلاح الأعطال . وأكد أن جميع المحطات محاطة بحراسة مشددة لأن الشرطة كلها فى حالة استنفار والأهالى يشاركون فى رصد أى معتدين وحتى عند محاولة سرقة قطع النحاس الغالية من محولات الكهرباء، نجد الاهالى يسارعون بالتصدى للسارق والابلاغ فورا لعمل محضر وضبط المتهمين وحماية المحطات . وأشار موسى الى أن أزمة انقطاع الكهرباء لها أسباب أخرى تتعلق باستهلاك المواطن والطاقة الانتاجية للمحطات والوقود المستخدم فى الانتاج بكل محطة بمعنى أن أغلبها مازال يعتمد على السولار رغم وجود مشروعات لاستخدام الطاقات الجديدة والمتجددة منبها الى أنه من الوارد سرقة جزء من حمولات سيارات نقل السولار المغذى لبعض المحطات خاصة فى حالة عدم الاهتمام بقياس وزن الحمولة عند استلامها وهذا قطعا إن حدث يؤثر على تشغيل المحطات وكم إنتاج الكهرباء ويستلزم رقابة مشددة خلال رحلات النقل والتسليم من وزارة التموين و الجهات المختصة . ومازال المواطنون يترقبون ليس فقط عودة التيار الكهربائى الى مساره الطبيعى ولكن يتوجسون أيضا من ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء الجارى دراسة إعادة هيكلتها مع حلول فصل الصيف !