موضوع الحلقة وضيوفها :كيفية مواجهة الفكر المتطرف – الشيخ / محمد ذكى – الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ، أ.صبرة القواسمى – مؤسس الجبهة الوسطية *************************** عصام الفرماوى : نناقش فى هذه الحلقة الفكر المتطرف وسبل مواجهته التطرف نشأ من بداية السبعينات تقريبا الفكر المتطرف له جذور فى مصر القديمة لكن المشهد الحالى فى مصر رغم أنه متشابك يميل إلى التعقيد إلى أن الأمور تسير فى الاتجاه الصحيح الذى عزم عليه الشعب وفرض عليه إرادته ثورته وموجاتها المتلاحقة حتى وإن كان البعض يرى أن هذا التغيير بطيئا تنظيم الإخوان المسلمين يرى البعض أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن لفظه الشعب قبل أن يحظرها القضاء فى حكم أصدرته محكمة الأمور المستعجلة الآن على كل مصرى فى هذه اللحظة الفارقة من تاريخ الوطن أن يسأل هذا السؤال لماذا العنف والإرهاب والإصرار على التصعيد ولمصلحة من بالضبط هل يستفيد أحد من العنف هل يستفيد جموع الشعب من هذا العنف أم أن نتائجها السيئة تمتد إلى مكونات المجتمع جميعها حتى كادت تدخل كل بيت من يضمن لنا نحن الشعب ألا يكون وراء هذا العنف والإرهاب أجندات وخطط خارجية تسعى لتدمير الوطن ويؤدى ذلك إلى تقسيم الوطن ومن الواضح أيضا لجميع المصريين بدون استثناء أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا أخلاق بدليل هذه العمليات التى تحدث يوميا وتستهدف الأبرياء الذين لا ذنب لهم هناك وحشية فى هذه العمليات وهناك من يربط هذه العمليات بالدين لكن فى حقيقة الأمر لا علاقة للدين بهذا الأمر الدين دين يسر والرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو إلى الرفق هناك السؤال هل يسكت المصريون فى تلك اللحظة وهم يرون بلدهم يضيع مطلوب من كل مصرى أن يستوعب هذه المعادلة مزيدا من الحرق والتخريب والتدمير يساوى أيضا المزيد من الفقر واليأس والبطالة والتعطل والتأخر وبالتالى فإن مكافحة الإرهاب أصبحت واجب على مصرى لإنقاذ حاضر مصر والمستقبل أيضا وليس من العدل ولا الفطنة أن نترك أجهزة الأمن وحدها فى المعركة ومادمنا كلنا مستهدفين فإن المقاومة هى فرض عين علينا جميعا للقضاء نهائيا على هذا الإرهاب الأسود الذى لا يستفيد منه سوى أعداء الوطن ومن يكره الخير لهذا الوطن لمناقشة هذا الأمر ضيوف حلقة الليلة فى اتجاهات الشيخ محمد ذكى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أيضا الأستاذ صبرة القواسمى مؤسس الجبهة الوسطية .. هل فى الإسلام بالفعل هناك ما يدعو إلى الفكر المتطرف والتشدد وغير ذلك من الأمور المنكرة كالإرهاب وقتل الأبرياء الشيخ / محمد ذكى : يجب علينا جميعا نحن المصريين فى هذا التوقيت العصيب الذى اختلطت فيه الأوراق وتشابكت الأمور أن نكون على قلب رجل واحد ندافع عن ديننا وعن مصرنا وعن عرضنا وعن أولادنا وعن مؤسساتنا مؤسسات الخير والفضل والعطاء وألا نترك الساحة خالية من جند الخير فأهل مصر من ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثنى عليهم خيرا وأمر أن يكثر وليوا أمر المؤمنين آنذاك من جندها جند الخير فإنهم خير أجناد الأرض قال لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة فيجب علينا جميعا كمصريين أن نتبرأ من العصبية البغضية والحزبية الممقوتة وأن نكون على قلب رجل واحد فنفوت الفرصة السانحة فى نظرى أعداء مصر الذين يتربصون بها الدوائر ونمنع هذا الشر حتى لا نكون من الآثمين عندما نترك جندنا جند الخير من جيش وشرطة يصارعون الأحداث وحدهم ولا نملك نحن إلا أن نشجب ونندب وربما دعونا الله عز وجل وإن كان الدعاء مطلوبا فى مثل هذه الأمور بالذات تضرعا وخفية إنه لا يحب المتعدين ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ادعو ربكم على الدوام فقلا يرد القدر إلا الدعاء وإن الدعاء ينفع فيما نزل وفيما لم ينزل وإن الدعاء والقدر يلتقيان فى السماء فيعتليان إلى يوم القيامة ولذلك إذا تفشى فى الناس القتل الذريع وانتهكت الحرمات وهدمت المؤسسات وخربت المنشآت تحت أى مسمى من المسميات التى ما أنزل الله بها من سلطان وهى فى الأصل تنفيذا لأجندة غريبة غربية تريد النوال من هذا البلد الآمن نظرا لما حباها الله من نعمة ومن فضل ومن خير وعطاء وأن الفضل بيد الله يعطيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وهم واهمون لأن مصر محروسة لن تخترق ولن تكسر مصر ولن تهزم وما علينا إلا أن نأخذ بالأسباب ولا نترك جيشنا وحده كل من يخرج على أمن البلد واستقراره لا ينفذ إلا أجندة غريبة على الشعب المصرى حرام ألا ندافع عن بلدنا بكل ما نملك من غالى ورخيص عصام الفرماوى : أنقل السؤال إلى الأستاذ صبرة القواسمى وانت لك مؤلف متعلق بمسألة التكفير وهو " النفير فى مواجهة التكفير " البعض يربط بين الجماعات التى نشأت وتسمى الجماعات الدينية من بداية القرن فيما بينها أن هناك رابط أو هناك توجه فى مسألة التكفير أنت فى تقديرك من هو المسئول عن التكفير والغلو فى التطرف وكيف نشأ وكيف وجد له تربة خصبة ينمو فيها خلال القرن الماضى وبداية القرن الحالى أ.صبرة القواسمى : جنودنا المستهدفين بانتصارهم فى 73 وباستكمال الانتصار بالمفاوضات مع إسرائيل تم رفع العلم المصرى فى طابا .. التكفير هو موضوع القرن الماضى بأكمله حيث ظهر التكفير فى بداية القرن الماضى على يد فصائل متعددة والبداية بالخوارج وكلهم خوارج عن الإسلام نزعة التكفير والجهاد وقتال المسلمين بدأت مع الشيخ سيد قطب عندما ألف مؤلفه " فى ظلال القرآن " ثم استتبعه بعدة مؤلفات صغيرة وكتب عنه شكرى أحمد مصطفى وأخرج من ظلال القرآن أخرج 12 مؤلفا أطلق عليها الرسائل الصفراء تكفر المجتمع المصرى كله حتى أنهم كفروا المؤسسة الدينية فى مصر كفروا المؤسسة العسكرية كفروا كل مؤسسات الدولة كفروا الشعب المصرى وفى بعض الأوقات كانت هذه الجماعات تكفر بعضها البعض جماعة الإخوان المسلمين التى خرجت على يد شكرى أحمد مصطفى ثم بعد ذلك انتقل فكرها إلى العصر الحالى عبد المجيد الشاذلى وله عدة مؤلفات " رسائل الإيمان " ، " حد الكفر والإيمان " له عدة مؤلفات وصلت إلى جموع الشباب وخرج من هذا الفكر أنصار بيت المقدس والجماعات الجهادية أنصار الشريعة التكفير كل هذه المجموعات انبثقت من هذا الفكر التكفيرى ولكى نكون عمليين نعود إلى سؤال حضرتك الأول كيف تكون الأفكار المتطرفة نحن كجبهة بدأنا نعد مؤلفات وننزل بها إلى الشارع وإلى الأزقة وإلى الميادين وإلى البلدان وذهبنا إلى سيناء لننشر هذا الفكر المعتدل الوسطى ..نحن لدينا مؤسسة دينية من أعظم مؤسسات العالم كله وهى مؤسسة الأزهر الشريف دور الأزهر الشريف مهم جدا فى مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف لدينا معاهد أزهرية فى غزة كيف يكون فى غزة منارة للعلم وتخرج أفكار متطرفة وهناك معاهد أزهرية أنا حين زرت سيناء لم أجد معهدا أزهريا واحدا نناشد الدولة أن تقيم معاهد أزهرية فى العريش ووسط سيناء وجنوب سيناء حتى تكون منارة للإسلام الوسطى المستنير وتكافح هذه الأفكار الإرهابية المتطرفة الخارجة عن ديننا تفعيل دور الدولة ومؤسساتها فى المعاهد الأزهرية الموجودة خارج النطاق المصرى خصوصا فى غزة واليمن وباكستان وأفغانستان البؤر الملتهبة التى ترسل إلينا أبناءنا بهذا الفكر المنحرف لدينا مشكلة الساعة وغد وبعد غد وهى ليبيا أنا أزعم أن ليبيا هى أكبر بؤرة إرهابية على وجه الأرض كل الذين خرجوا من غزة ومن سيناء ومن سوريا ذهبوا إلى هناك لابد للأزهر الشريف أن يرسل بعثات إلى هذا البلد هم إخواننا ولكن لا وجود لسطوة الدولة ولا لقوة الدولة فنحن نستطيع أن نساعدها بإرسال علماء الأزهر الشريف ليردوا على هذه الأفكار الخارجة عن الإسلام لابد أن تبسط الدولة المصرية قوتها على حدودها لمنع الإرهابيين من الدخول فيجب أن تتظافر جهود الأزهر الشريف خلف جهود الدولة لمكافحة هذا الفكر هناك دور مهم جدا للشعب المصرى لابد أن يقوم به أن يقف بجوار القوات المسلحة والشرطة فى حربها على الإرهاب لابد أن يقفوا أمامهم عصام الفرماوى : أعيد السؤال على فضيلة الشيخ هناك من يتضرع ببعض الأحاديث وبعض الآيات وله تفسير خاص فيها حتى يميل إلى التشدد وإلى التطرف ومنها حديث الرسول من رأى منكم منكرا فليغيره هناك من يفسر هذا الحديث تحديدا تفسيره الخاص يميل إلى التشدد والتطرف ومحاولة تغيير هذا المنكر بطريقته الخاصة أو من وجهة نظره الخاصة هل بالفعل هذا الحديث يذهب إلى هذا المعنى الذى يذهب إليه من يذهب فى هذه الحالة من التشدد والميل إلى التطرف الشيخ / محمد ذكى : الحديث النبوى الشريف الذى هو وحى من الله على النبى صلى الله عليه وسلم يخالف هذا المفهوم السقيم بل ويحارب هذا المفهوم الخاطئ لأن الإسلام مبنى أولا على القناعة وعلى العقل وعلى العلم وعلى البرهان هؤلاء زين لهم سوء أعمالهم فحرفوا النصوص ربما كان تحريفهم أشد من تحريف بنى إسرائيل وهذه عبادة الهوى الأزهر الشريف بعلمائه وبدعاته يخشى ربه ولا يخشى أحد سوى الله يعمل على نشر صحيح الدين الإسلامى ويقف حائط صد أمام علماء الفتنة المحرفين الأزهر الشريف أخذ طريقه بين الناس بالحكمة والموعظة الحسنة وبالمجادلة بالتى هى أحسن عصام الفرماوى : هل هذا التطرف الفكرى أو الدينى له جذور فى المجتمع تغذيه أم أنه فى الخارج له بدايات أم أنه ورد من الخارج بطريقة أو بأخرى أ.صبرة القواسمى : لا أحد يزايد على الشعب المصرى فى وطنيته وفى تدينه ومصر ليست متاعا للإرهابيين وليست متاعا للتطرف يجب أن يواجه الشباب بما هو التكفيروما هى هويته ومن يجاهد من لابد أن يرد عليهم الأزهر الشريف لابد أن يرجع الأزهر الشريف هؤلاء الشباب ويردهم إلى عقولهم وأنا أقترح على مؤسسة الأزهر أن يكون له لجنة إعلامية ترد على الفتاوى التى تصدر عن هؤلاء عصام الفرماوى : انتهى وقت هذه الحلقة بإذن الله تعالى غدا حلقة جديدة وفريق عمل جديد نشكر لكم حسن المتابعة وإلى اللقاء