المصريون يجنون الأرباح.. والبورصة تتجاهل خفض "راسل" لتصنيفها

غلب التذبذب على حركة البورصة المصرية خلال الاسبوع الاول من مارس 2014، وتقاذف المؤشرات اتجاه المصريين الى البيع سواء كانوا افرادا او مؤسسات بهدف جني الارباح وتحويل الارباح الدفترية الى نقدية وفي المقابل اتجاه العرب والاجانب الى الشراء، وتجاهلت السوق تماما تقرير مؤسسة "راسل" التي خفضت تصنيفها من سوق ناشئة إلى مبتدئة.
وعلى صعيد حركة المؤشرات القياسية، افاد بيان البورصة المصرية بان مؤشر "إيجي إكس 30" - الذي يضم اكبر 30 شركة مقيدة - خسر 2.19 % ليغلق عند 7950 نقطة، وفقد مؤشر "إيجي إكس 70" الذي يغلب على تكوينه الأسهم المتوسطة والصغيرة 0.9 % لينهي تعاملاته عند 645 نقطة.
وهبط مؤشر "إيجي إكس 100" الأوسع نطلقا بنسبة 1.38% مغلقا عند 1104 نقطة، بينما بلغت خسائر مؤشر "إيجي إكس 20" نحو 2.37 % مسجلا 9533 نقطة.
وفقد رأس المال السوقي لاسهم الشركات المقيدة بسوق داخل المقصورة 3.1 مليار جنيه مقابل مستواه الاسبوع السابق ليسجل 488.6 مليار جنيه وشهدت السوق حجم تداول بلغ نحو 7.9 مليار جنيه.
منطقة مقاومة
قال وائل عنبة رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لمجموعة ادارة محافظ مالية في تصريح لموقع اخبار مصر www.egynews.net "البورصة المصرية سجلت حركة متباينة خلال الاسبوع نتيجة تعرض السوق لمنطقة مقاومة قوية بوصول مؤشرها الثلاثيني الى 8200 نقطة".
واضاف "السوق تأثرت باتجاه المصريين الى البيع سواء كانوا افرادا او مؤسسات.. الافراد اتجهوا الى البيع بعد ان قادوا موجة الصعود الاولى في السوق مما جعل امامهم فرصا شرائية رخيصة.. فعادة تتكون موجات الصعود بالبورصة من 3 مراحل الاولى بقيادة المصريين ثم يليهم العرب ثم الاجانب".
"اما المؤسسات.. فجاء اتجاهها الى البيع المكثف نتيجة خوف مديري المحافظ من تلاشي الأرباح التي حققتها في اول شهرين من العام مع قرب نهاية الربع الأول الذي يتسم باغلاق المراكز المالية المفتوحة.. بجانب رغبتها بتحويل أرباحها من دفترية إلى نقدية، مع اقبال الأجانب على الشراء"، وفقا لعنبة.
وذكر عنبة ان المؤشر الثلاثيني تأثر باعلان شركة جلوبال تليكوم عن تحقيق خسائر في نتائج اعمالها المجمعة عن 2013 نتيجة لوجود مشاكل في فرعها ويند موبايل كندا مما عرض سهمها الى ضغوط بيعية.
واوضح ان السوق تتمتع بميزة جيدة هي تدوير السيولة بين الاسهم والقطاعات المختلفة وهو ما يظهر من خلال ارتفاع احجام التداولات اليومية بمعني ان السيولة لا تخرج من السوق ولكنها تذهب الى قطاعات واسهم اخرى وساق مثالا بانه رغم تراجع السوق خلال الاسبوع الا ان قطاعات مثل الغزل والنسيج سجلت ارتفاعات جيدة.
تقرير "راسل"
واعتبر رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لمجموعة ادارة محافظ مالية ان تجاهل السوق لتقرير مؤسسة "راسل" لمؤشرات أسواق المال الذي خفض تصنيف البورصة المصرية من سوق ناشئة الى مبتدئة بمنتصف الاسبوع امرا جيدا.
وقال "عدم تأثر السوق بالتقرير يعني ارتفاع ثقة المستثمرين خاصة الاجانب بالسوق.. لان هذه التقارير تهم الاجانب وتوجه اموالهم.. وبينما صدر التقرير نجد المشتري الاول ان لم يكن الوحيد خلال الاسبوع اجنبي".
وسجل الأجانب غير العرب صافي شراء بلغ 81.44 مليون جنيه خلال الاسبوع بينما سجل العرب صافي شراء بقيمة 95.31 مليون جنيه وذلك بعد استبعاد الصفقات، وفقا لبيانات البورصة.
يذكر ان صافي تعاملات الأجانب غير العرب بغت 294.97 مليون جنيه منذ بداية العام وسجل العرب صافي شراء قدره 155.7 مليون جنيه خلال نفس الفترة وذلك بعد استبعاد الصفقات.
واوضح عنبة ان مؤسسة راسل ليست الاقوى في هذا المجال مشيرا الى ان مصر مازالت ضمن مؤشر مورجان ستانلي للاسواق الناشئة الذي يعد اهم من راسل كما ان التصنيفات الائتمانية لمصر تتجه الى التحسن.
وذهب عنبة الى ان العبرة بوزن مصر ضمن اي مؤشر وليس بالمؤشر نفسه بمعني ان تمتع مصر نسبة اكبر في مؤشر اقل يؤهلها الى جذب سيولة اكبر من تملكها نسبة اقل في مؤشر اكبر.
واعلنت مؤسسة راسل إنها ستخفض تصنيف الأسهم المصرية من فئة الأسواق الناشئة إلى فئة الأسواق المبتدئة.
وقالت المؤسسة - التي تتابع مؤشراتها صناديق استثمارية تدير اسهما بقيمة 4.1 تريليون دولار - في بيان إن التغيير يأتي في إطار مراجعة راسل لعام 2014 بما يعكس التحولات في أسواق الأسهم العالمية.
السيسي والخليج
ومن ابرز الاحداث السياسية التي دعمت البورصة المصرية خلال الاسبوع حديث المشير عبد الفتاح السيسي الذي قال فيه انه لن يدير ظهره عندما يجد الغالبية تطالبه بالترشح للرئاسة وقرار السعودية والامارات والبحرين سحب سفرائهم من قطر.
وقال عادل عبدالفتاح خبير اسواق المال "خطاب السيسي حفز صعود السوق على نحو ملحوظ بنهاية جلسة الثلاثاء بالاضافة الى قرب اقرار قانون انتخابات الرئاسة الامر الذي يدفع مرشحي الرئاسة للكشف عن نتيتهم للترشح".
واضاف ان المضي قدما صوب انجاز الانتخابات الرئاسية يدعم الثقة في الاقتصاد المصري عامة وسوق المال خاصة.
وكان الفريق السيسي قال خلال حفل إنتهاء فترة الإعداد العسكرى والتدريب الاساسى لطلبة الكليات والمعاهد العسكرية إنه لا يستطيع أن يدير ظهره عندما يجد الغالبية تريده أن يترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وأضاف المشير السيسي "نترك الأيام القادمة لتشهد الإجراءات الرسمية .. الوطن يمر بظروف صعبة تتطلب تكاتف الشعب والجيش والشرطة لأن أي شخص لا يستطيع وحده أن ينهض بالبلاد في مثل هذه الظروف".
وبالنسبة لقرار دول الخليج، قال عبد الفتاح "ألقى خبر سحب السعودية والامارات والبحرين سفرائهم من قطر باثر نفسي جيد على البورصة المصرية .. هذا القرار يعد مؤشرا على تكون تكتل يضم مصر والدول الخليجية امام العالم وتحرك هذا التكتل كقوة اقتصادية وسياسية واحدة".
وافاد بان الاثر الفعلى للقرار على سوق المال المحلية والاقتصاد المصري عامة سيتضح على المديين المتوسط والطويل.
من جانبه، قال أحمد العطيفي المحلل المالي ان قرار سحب السفراء من قطر سيمثل دعما للبورصة، كما سينتج عنه اعادة تكوين المحافظ الاستثمارية في المنطقة العربية على اساس سياسي حيث سيتحول المستثمرين العرب من قطر الى مصر.
وفي تطور غير مسبوق على صعيد العلاقات الخليجية قررت السعودية والإمارات والبحرين الاربعاء سحب سفرائها بشكل جماعي من قطر، متهمين الدوحة بعدم تطبيق اتفاق الرياض الذي ينص على وقف دعم "الإعلام المعادي" والتوقف عن مساندة ما وصفته الدول الخليجية ب"التدخل في شئونها الداخلية" وكل من يهدد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد.
الحكومة الجديدة
ومن جانبه، ذهب اسلام عبدالعاطي عضو الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار الى ان البورصة استفادت خلال الاسبوع من الاعلان عن وزراء الحكومة الجديدة التي يرأسها وزير الاسكان السابق المهندس ابراهيم محلب.
وقال "مازالت الاحداث السياسية تعطى غطاء من الايجابية لتعاملات السوق وتعد المحرك الرئيسى للمتعاملين.. وتاتى انباء تعيين وزارة جديدة من الانباء التى تفاعلت معها السوق بشكل جيد.. حيث واصلت ارتفاعاتها المعتادة خلال عدد من الجلسات بينما اتسمت جلسات اخرى باتجاه عرضي يميل للهبوط ولكن الاتجاه العام مازال ايجابيا".
واضاف ان الحدث الابرز حاليا على الصعيد السياسى هو فترة الاعداد للانتخابات الرئاسية والذى يعد الداعم الاساسي للسوق حاليا.
وذكر ان قطاعات الاسهم المتوسطة والصغيرة مؤهلة للعب دورا ايجابيا بالبورصة خاصة مع قواعد القيد الجديدة التى ستطبق خلال الفترة المقبلة خاصة ما يتعلق بتجزئة الاسهم الصغيرة والذى احدث نشاطا كبير فى اسهم المضاربات.
وذكر ان اهتمام المستثمرين المحليين الذين يمثلون نحو 70 % من السوق بانباء التجزئة سببا مهما لدفع الشركات لاتخاذ قرارات بتجزئة اسهمها مما يحدث نشاطا مضاعفا في هذه الاسهم.
"وهذا النشاط لا يؤثر بشكل كبير فى مؤشرات السوق لكون معظم تلك الاسهم غير مدرجة على المؤشرات ولكنه يوجد حالة من النشاط النسبى يمنع السوق من الانتكاس لاسفل"، وفقا لعبد العاطي.
أزمة اوكرانيا
ومن الاحداث التي اثرت على البورصة خلال الاسبوع التوترات السياسية بين روسيا واوكرانيا والغرب التي هبطت ببورصات العالم عربية وأوروبية على نحو عنيف.
وقال وائل عنبة ان البورصة سجلت ثاني اكبر هبوط يومي منذ 30 يونيو الاربعاء بسبب تلك التوترات مشيرا الى ان الازمة اندلعت في الوقت الذي كانت فيه البورصة المصرية مؤهلة لعملية جني ارباح موسعة.
وأشار عنبة الى ان التوترات السياسية كانت وراء موجتي جني الأرباح الاعنف بالبورصة المصرية مؤخرا، فقبل ازمة اوكرانيا تسببت التوترات في سوريا واقتراب الولايات المتحدة من اتخاذ قرار يشن حرب عليها في مرور البورصة المصرية بموجة جني ارباح قوية في اغسطس 2013.
وعاد التوتر الى شبه جزيرة القرم مع قرار شبه الجزيرة بتنفيذ استفتاء شعبيا حول الانضمام الى روسيا بحلول منتصف مارس وتحرك القوات الروسية لبسطت سيطرتها الفعلية على القرم - ومعظم سكانها من الروس - في اعقاب الاطاحة بالرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الموالي لموسكو.
واعتبرت اوروبا وامريكا العمليات الروسية في اوكرانيا اخطر ما يهدد الامن في اوروبا منذ الحرب الباردة وحذر الاتحاد الاوروبي من "عواقب وخيمة" ما لم تقم روسيا باتخاذ الخطوات الكفيلة بحل الازمة في اوكرانيا ووقع أوباما في وقت سابق أمرا تنفيذيا بشان حظر التأشيرات وتجميد الأصول بالنسبة للروس والأوكرانيين المتهمين بانتهاك الحدود الاوكرانية من خلال عمليات التوغل العسكرية في شبه جزيرة القرم.
وباقتراب الاستحقاق الانتخابي الثاني والاهم في خارطة الطريق التي وضعها الجيش بالتوافق مع القوى الوطنية عقب عزل الرئيس محمد مرسي تزيد ثقة المتعاملين في سوق المال كما تترقب الانظار اداء الحكومة الجديدة مما يؤهل البورصة لتجاوز جني الارباح وبدء موجة صعود جديدة.