تزور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ابتداء من اليوم السبت كل من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والكويت بهدف الحصول من هذه البلدان على الدعم للجهود الذى تبذلها اللجنة الرباعية من أجل السلام فى الشرق الأوسط . وأفادت مصادر حكومية ألمانية أن ميركل تريد الاستفادة من الفرص الجديدة للسلام التى فتحت فى نهاية 2006 والمتمثلة باتفاق معظم الأطراف فى الشرق الأوسط والخليج فى تحليلهم للوضع فى المنطقة وفى تحديدهم للأهداف التى يجب تحقيقها . وتبدأ جولة ميركل غداة اجتماع فى واشنطن للجنة الرباعية التى تضم كل من الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة ، وقد دفعت برلين التى ترأس حالياً الاتحاد الأوروبى باتجاه عقد هذا الاجتماع للجنة التى تبدو جهودها مجمدة منذ 2003 . وقد التقت ميركل بالعاهل الأردنى عبد الله الثانى فى برلين السبت الماضى وسبق أيضا لميركل أن التقت فى الأسابيع الماضية بكل من رئيس الحكومة الإسرائيلى إيهود أولمرت والرئيس الفلسطينى محمود عباس وحاولت إقناعهما بضرورة التعاون مع محاولات اللجنة الرباعية لإعادة إحياء " خارطة الطريق " ، وتنص هذه الخطة التى بقيت حبراً على ورق منذ إطلاقها عام 2003 ، على تجميد حركة الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية وعلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ، كما تنص الخطة - وفى مرحلة لاحقة - على إيجاد حل للمشاكل الشائكة مثل قضية الحدود واللاجئين والوضع النهائى لمدينة القدس . وفى أطول جولة خارجية ستقوم بها ميركل منذ وصولها إلى السلطة فى نوفمبر 2005 ، وتقابل المستشارة الألمانية اعتباراً من اليوم السبت الرئيس المصرى حسنى مبارك على أن تقابل العاهل السعودى عبد الله بن عبد العزيز الأحد فى الرياض ، أما الإثنين والثلاثاء فستخصصهما ميركل لزيارة أبو ظبى ودبى والكويت ، حيث ستلتقى المسئولين الإماراتيين والكويتيين . ومن الطبيعى أن تتطرق محادثات ميركل أيضاً إلى المواضيع الساخنة الأخرى فى الشرق الأوسط مثل إيران والعراق ولبنان ، وبحسب المصادر الحكومية الألمانية فإن برلين تقدر الالتزام الكبير الذى تبديه السعودية من أجل التهدئة فى الشرق الأوسط ، وخاصة فى الأراضى الفلسطينية ، كما تعتبر هذه المصادر أن دعوة العاهل السعودى للفرقاء الفلسطينيين من أجل الاجتماع فى مكةالمكرمة دليل على نشاط الدبلوماسية السعودية التى تلعب دوراً مهماً فى لبنان كذلك . والعلاقات الاقتصادية بين ألمانيا ومنطقة الخليج ليست من أولى اهتمامات جولة ميركل خلافاً لما كانت عليه زيارات المستشار الاشتراكى الديمقراطى السابق جير هارد شرودر . وسيتوجه وفد اقتصادى منفصل يترأسه وزير الاقتصاد مايك لجلوس إلى منطقة الخليج وفق برنامج يختلف عن برنامج جولة ميركل ، إلا أن البرنامجين سيتقاطعان فى أكثر من مناسبة . ألمانيا تتطلع لحشد تأييد لجهود السلام فى الشرق الأوسط تسعى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى حشد تأييد للجهود الدولية لإحياء عملية السلام المتعثرة فى الشرق الأوسط عندما تزور مصر والسعودية ودولة خليجية فى جولة تستمر أربعة أيام تبدأ غداً السبت . وقال مسئول رفيع بالحكومة : " رغم أن المستشارة لن تذهب إلى إسرائيل والأراضى الفلسطينية فإن الصراع فى الشرق الأوسط سيكون الموضوع الرئيسى فى جولتها " ، وأضاف أنها تريد الإبقاء على قوة الدفع . وتولت ألمانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى ومجموعة الدول الصناعية الكبرى الثمانى فى يناير2007 وجعلت لعملية السلام أولوية . ويرافق ميركل فى جولتها وزير الاقتصاد مايكل جلوس ونحو 40 من رجال الأعمال فى أكبر اقتصاد فى أوروبا وبينهم ممثلون من شركة الطاقة . القمة مصرية ألمانية لبحث السلام فى الشرق الأوسط وصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ظهر اليوم السبت إلى القاهرة فى أولى محطات جولتها بمنطقة الشرق الأوسط والخليج والتى تمتد حتى الثلاثاء المقبل ، وتضم السعودية والإمارات والكويت ، وكان فى استقبال ميركل لدى وصولها مطار القاهرة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء المصرى وعدد من الوزراء ، بالإضافة إلى سفير ألمانيا فى القاهرة بيرند إربل ، ويعقد الرئيس حسنى مبارك اليوم السبت بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة جلسة مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تتناول سُبل إحياء عملية السلام بالشرق الأوسط خاصة فى ضوء رئاسة ألمانيا للاتحاد الأوروبى وباعتبارها عضواً فى اللجنة الرباعية الدولية ، كما تتطرق المباحثات لتطورات الأوضاع فى لبنان والعراق وإقليم دارفور علاوة على بحث أهم الموضوعات المطروحة على الساحة العالمية فى الوقت الراهن ومن بينها البرنامج النووى الإيرانى والوضع فى لبنان . ومن المنتظر أن تتطرق ميركل خلال مباحثاتها فى القاهرة ، التى تزورها للمرة الأولى منذ توليها منصب المستشارة ، إلى سُبل دفع العلاقات الاقتصادية بين مصر وألمانيا وزيادة نطاق التعاون التجارى والاستثمارى بين البلدين ، كما ستوقع ميركل فى القاهرة على أربعة اتفاقيات للتعاون بين مصر وألمانيا فى مجال تطوير الصناعات المصرية وتدريب وتنمية الموارد البشرية . وستلتقى ميركل أيضاً مع رئيس الوزراء المصرى بمقر مجلس الوزراءلبحث سُبل زيادة الاستثمارات الألمانية فى مصر وتتناول إجراءات زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين الذى بلغ العام الماضى أكثر من 2 مليار دولار والعمل على زيادة الاستثمارات الألمانية فى السوق المصرية ، وتشجيع وزيادة حركة السياحة الألمانية فى مصر خاصة فى منتجعات البحر الأحمر ، وضخ رؤوس أموال ألمانية جديدة فى مشروعات سياحية وفندقية فى هذه المنتجعات ، خاصة وأن السياحة الألمانية تعد الأولى فى مصر من حيث عدد الليالى السياحية وبلغ عدد السياح الألمان العام الماضى مليون سائح .. كما ستفتتح ميركل مع نظيف غداً الأحد أعمال المنتدى الاقتصادى المصرى الألمانى بحضور وزير الاقتصاد الألمانى ميشائيل جلوز ووزير التجارة والصناعة المصرى محمد رشيد . ومن المنتظر أن تلتقى ميركل فى القاهرة أيضاً بالدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر ، وستكمل ميركل مباحثاتها فى مصر بلقاء عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية قبل مغادرتها القاهرة متوجهة إلى الرياض فى المحطة الثانية من الجولة . وكانت ميركل قد أعربت عن أملها فى إمكانية وضع حد للصراع الإسرائيلى الفلسطينى عن طريق تنفيذ حل " إقامة دولتين " موضحة أن الوقت يبدو مناسباً لهذا الحل ، وقالت ميركل فى رسالة الفيديو الأسبوعية التى بثت اليوم السبت على شبكة الانترنت : " من المبهج للغاية أن تجتمع اللجنة الرباعية للشرق الأوسط مجدداً وأن يعود المجتمع الدولى لتحمل المسئولية ". ولكن الأمر لن ينجح دون مُشاركة الأطراف فى المنطقة ( الشرق الأوسط ) . وأضافت : " لذلك أرغب فى استغلال علاقتنا الجيدة بمصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت لعقد مباحثات مع الساسة فى المنطقة لمعرفة الفرص المتاحة أمامنا بالنسبة لعملية السلام " . وأشارت ميركل إلى أن باقى المشكلات سيمكن حلها فقط فى حال إحرازنا خطوة للأمام فى هذا الصراع المركزى فى الشرق الأوسط . وشددت ميركل فى الوقت نفسه على أهمية الوضع فى لبنان والبرنامج النووى الإيرانى وقالت : " نعرف التهديدات التى يشكلها البرنامج النووى الإيرانى ولذلك سأتطرق فى كافة مباحثاتى إلى الطريقة التى يمكننا بها جعل إيران تحافظ أخيراً على التزامات المجتمع الدولى . ووفقاً لمصادر الحكومة الألمانية فإن ميركل ترغب من خلال هذه الجولة استغلال " النافذة الصغيرة " المتاحة حالياً لإحياء عملية السلام فى المنطقة خاصة وأن إحياء دور اللجنة الرباعية للشرق الأوسط يأتى على رأس أولويات الرئاسة الألمانية للدورة الحالية للاتحاد الأوروبى . وستبنى ميركل مباحثاتها فى المنطقة على نتائج اللجنة الرباعية للسلام فى الشرق الأوسط - المكونة من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبى - التى اجتمعت أمس الجمعة فى واشنطن بحضور وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير ممثلاً لرئاسة الاتحاد الأوروبى . وتأتى زيارة ميركل للمنطقة تتويجاً للجهود التى قامت بها لإحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط والتى شملت لقائها مع رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت مطلع الشهر الماضى ومباحثاتها مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس على هامش منتدى دافوس الاقتصادى العالمى الأخير .