مع ازدياد اعداد المصابين بالانفلونزا وبالتبعية ازدياد اعداد الوفيات، زاد القلق بين الناس والمخاوف من أي ارتفاع في درجة الحرارة او إصابة بالعكس او الحكة. وكانت وزارة الصحة والسكان قد أصدرت إحصائياتها الاخيرة حول خريطة انتشار الفيروس في مصر ونسب الاصابة به والفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة. توجهنا بتلك المعلومات الى الدكتور عبد الهادي مصباح استاذ المناعة لتحليلها وتفسير ما خفي عن الفيروس. الموقف الوبائي المحلي بداية نورد الخريطة الصحية حول الإنفلونزا التي أصدرتها الوزارة حيث أكدت فيها على ارتفاع نشاط الأنفلونزا بين المترددين على العيادات الخارجية والمستشفيات خلال هذا الموسم مقارنة بالموسم الماضي حيث بلغ أعداد المترددين بأعراض انفلونزا (1,712,476) على مدار عام 2013 بنسبة 4.5% من اجمالى المترددين. وخلال شهري ديسمبر2013 ويناير 2014 بلغ العدد 339,483 حالة بنسبة 4.9% من اجمالى المترددين نسبة الحالات الإيجابية لفيروسات الأنفلونزا خلال موسم 2013-2014 بلغت 24% (882 حالة إيجابية من 3627 عينة تم فحصها). وخلال شهري ديسمبر2013- يناير 2014، نسبة الحالات الإيجابية من الانفلونزا من النوع A بلغت 90%من إجمالى العينات وبلغ نسبة الحالات المصابة بفيروس H1N1 نسبة 80% من اجمالى انفلونزا A. وأكدت الخريطة إن فيروس الانفلونزا A/H1N1 هو السائد بين أنواع فيروسات الانفلونزا A المسببة للمرض (بنسبة 69%) بإجمالي (478 عينة من 697)؛ مع الأخذ في الاعتبار أن الفئة العمرية الأكثر إصابة هذا الموسم هي البالغين ومتوسطي العمر ( من 15 إلى 49 عام). بينما حالات الالتهاب الرئوي خلال شهري ديسمبر 2013 ويناير 2014 بلغت 6297 حالة وهي أقل منها في الموسم الماضي ولكنها جاءت بصورة اكلينيكية أكثر شدة. وقد تم الابلاغ عن دخول 1791حالة بالمستشفيات منذ ديسمبر الماضي و حتى اليوم بأعراض التهاب رئوي متوسطة وشديدة بينما تم التأكيد على وجود عدد 342 حالة اصابة بفيروس الانفلونزا A/H1N1 من بينهم 44 حالة وفيات. وأضافت الوزارة أن (75%) من الوفيات كانت لديها عوامل خطورة (سكر- حمل - أمراض صدر - أمراض قلب - أمراض كبد - أمراض كلى مزمنة -اخري) وفي توزيع حالات الالتهاب الرئوي والتنفسي الشديد المحجوزة بالمستشفيات في الفترة من (1 ديسمبر 2013 - 8 فبراير 2014) تبعا للفئات العمرية كانت الفئة العمرية من 15 الى 49 هي الاعلى من حيث الاصابة حيث اصيب 683 حالة يليها الفئة العمرية من 50 الى 65 حيث اصيب 395 حالة ثه اقل من عامين حيث اصيب 211 حالة فالاعوام من 2 الى 4 حيث اصيب 124 حالة ويليها اكثر من 65 عاما حيث اصيب 100 حالة واقلهم كانت الفئة العمرية من 5 الى 14 حيث اصيب 70 عاما وكانت نسبة الاناث 49% وفيما يتعلق بالتوزيع الجغرافي لحالات الالتهاب الرئوي والتنفسي الشديد المحجوزة بالمستشفيات في الفترة من (1 ديسمبر 2013 إلى 8 فبراير 2014) فقد اثبت المسح ان غالبية الاصابات تقع في الوجة البحري حيث بلغت نسبتها 553% يليها القاهرة الكبرى التي بلغت الاصابة بها 34٪ ثم الصعيد بنسبة 10% في حين لم يصب من المناطق الحدودية (الاسكندرية ومطروح وسيناء والصحراء الشرقية والغربية) سوى 3% من اجمالي المصابين وقد بلغ إجمالي عدد حالات الوفاة المؤكدة نتيجة لمرض الانفلونزا A/H1N1 الفترة من 1- ديسمبر 2013حتي 9 فبراير 2014 ، 44 حالة وفاة (25 أناث, 19 ذكور) أعلاها كان في الفترة 19 يناير إلى 25 يناير حيث توفى 12 حالة بالفيروس الموقف الوبائي العالمي اثبت تقرير مركز مكافحة الأمراض بأتلنتا بالولاياتالمتحدة خلال الأسبوع الخامس (من 26يناير إلى 1 فبراير 2014) أن نشاط الأنفلونزا مازال مرتفع. ومن إجمالي 8,282 عينة تم فحصها هناك (19.6%)1,626 عينة ايجابية لفيروسات الأنفلونزا. بينما جاءت الوفيات نتيجة للأنفلونزا والالتهاب الرئوي أكثر من العام الماضي. ومعدل الحالات المحجوزة بالمستشفيات نتيجة للأنفلونزا 22.5 لكل 100 ألف شخص منذ بداية الموسم. في حين كانت نسب حالات شبيهه الأنفلونزا بين المترددين على العيادات الخارجة بالمستشفيات 3.2% وطبقا لتقرير هيئة الصحة العامة بكندا خلال الأسبوع الخامس (من 26يناير إلى 1 فبراير 2014) أن النشاط العام الأنفلونزا مماثل لنشاطه في الموسم السابق 2012-2013 ويتابع هبوطه خلال الأسبوع الخامس. وأكد أن فيروس الانفلونزا A/H1N1 هو السائد. مع ملاحظة أن الفئة العمرية الأكثر إصابة هذا الموسم هي 20-64 سنة. وقد تم حجز 2588 حالة بالمستشفيات و هو أقل من معدل الموسم الماضي و لكن تم دخول معظم الحالات الى العناية المركزة. ووصل إجمالي الوفيات حتى الأسبوع الخامس إلى 138 حالة وفاة. وجاء تقرير مركز مكافحة الأمراض بأوروبا خلال الأسبوع الخامس (من 26يناير إلى 1 فبراير 2014) ليؤكد أن نشاط الأنفلونزا في معدلات مختلفة بين دول أوروبا. حيث أنه من إجمالي 1513 عينة تم فحصها هناك 394 (26%) عينة ايجابية لفيروسات الأنفلونزا. ومنذ بداية الموسم أبلغت 6 دول عن عدد 1605 حالة محجوزة بالمستشفيات نتيجة للانفلونزا من بينها 124 حالة وفاة. وكانت 99% من الحالات المحجوزة معزولة لفيروس الأنفلونزا A مع ملاحظة أن فيروس الأنفلونزا A(H1)pdm09 هو النوع السائد في معظم دول أوروبا وجاء تقرير منظمة الصحة العالمية رقم203 بتاريخ 27/1/2014 ليؤكد وجود ارتفاع حاد لنشاط الأنفلونزا في شمال أمريكاوكندا خلال الأسابيع القليلة الماضية. النوع السائد هو فيروس الأنفلونزا A/H1N1pdm09. وارتفاع نشاط الأنفلونزا في الصين مع وجود فيروسات A/H1N1pdm09، A/H3N2, Flu B وطبقاً لتقرير Flu Net عن الأسابيع الوبائية 1، 2 حتي (11 يناير 2014) فقد تم فحص اكثر من 81261 عينة على مستوى العالم منها 17640 عينة ايجابية لفيروسات الأنفلونزا. وكان فيروس الأنفلونزا من النوعA يمثل 22425(91.6%) بينما الأنفلونزا من النوعB تمثل 2069 (8.4%). بينما فيروس الأنفلونزا A/H1N1pdm09 يمثل 11033 (80.5%). في حين أنفلونزاA/H3N2 تمثل 2669 (19.5%) من العينات الايجابية لفيروس الأنفلونزا A. ولوحظ زيادة نشاط الانفلونزا الموسمية خلال موسم الشتاء الحالي في مصر كما هو الحال في معظم مناطق العالم ( أمريكا، كندا, أوروبا، الصين، منطقة البحر المتوسط وشمال أفريقيا). وكانت حالات الالتهاب الرئوي خلال هذا الموسم أقل منها في الموسم الماضي ولكنها جاءت بصورة اكلينيكية أكثر شدة. الخنازير بريئة يا بشر يبدأ الدكتور عبد الهادي مصباح أستاذ المناعة موضحاً: "لا أدري سر هذا الإصرار من المسئولين في الصحة في بداية الأمر، ثم من وسائل الإعلام المختلفة على إطلاق إسم "إنفلونزا الخنازير" على "الإنفلونزا الموسمية" هذا العام، والخنازير منها براء". وقال إن الإنفلونزا المنتشرة هذا العام معظمها من النوع A/H1N1/California/7/2009، وهذه السلالة على الرغم من كونها H1N1، إلا إنها ليست إنفلونزا الخنازير التي تحورت وأصبح لديها القدرة على العدوى من إنسان إلى آخر دون الحاجة إلى وجود الخنازير على الإطلاق. وبغض النظر عن هذه الضجة المبالغ فيها حول هذا الموضوع في جميع وسائل الإعلام، فإنني أرى أن انتشار الإنفلونزا الموسمية (وليس الخنازير) أعلى قليلاً من معدلات الإصابة في العام الماضي، ولكن ليس بصورة وبائية، وهذا حدث في بلاد أخرى كثيرة مثل الولاياتالمتحدة. تحليل احصائيات الوزارة وطبقا لإحصائيات وزارة الصحة فإن شهري يناير وفبراير يمثلان القمة في منحنى الإصابة بعدوى الإنفلونزا في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ومع ذلك فما ينبغي أن يطمئنا أن كل الدراسات التي تم إجراءها على التركيب الجيني للفيروس أظهرت أن الفيروس لم يتحور جينياً عن الذي كان موجوداً في عام 2009 حيث كان بداية انتشار الوباء العالمي، وأن التطعيم باللقاح الذي تم تحضيره للإنفلونزا لموسم 2013-2014 يحتوي على نفس السلالة بالإضافة إلى سلالتين أخرتين هما A (H3N2) viruses Texas/50/2012-like ، وكذلك B/Massachusetts/02/2012-like ، إذن ليس هناك طفرة، كما يوجد لقاح للوقاية، إذن لماذا تنتشر الإنفلونزا، ولماذا يموت بعض الناس منها؟ يؤكد الدكتور عبد الهادي مصباح إن فيروس الإنفلونزا ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي عن طريق الرذاذ، كما ينتقل عن طريق الملامسة، وفي الولاياتالمتحدة تبلغ نسبة الإصابة به خلال موسم الشتاء حوالي 5% من السكان، ويبلغ عدد الذين يدخلون المستشفيات في أمريكا بسبب الإنفلونزا كل عام 380 ألف شخص سنوياً، يموت منهم ما يقرب من 36 ألف شخص، من بينهم أطفال ( حيث كانت هناك 171 حالة وفاة بالانفلونزا بين الأطفال خلال موسم 2012-2013 ، وكانت 90 ٪ من وفيات الإنفلونزا في الأطفال الذين لم يتلقوا لقاح الانفلونزا، وكان 40 ٪ من وفيات الانفلونزا في الأطفال بين الأطفال الذين لم يكن لديهم مشاكل صحية مزمنة). وفي مصر بينت احصاءات وزارة الصحة أن 37 حالة وفاة بالأنفلونزا للأطفال خلال موسم 2013-2014 ، بما في ذلك 9 حالات وفاة جديدة في الأطفال التي تم الإبلاغ عنها لمركز السيطرة على الأمراض في الاسبوع الأخير من يناير الماضي. ومن الملاحظ أن معظم هؤلاء الأطفال لم يتم تطعيمهم ضد الانفلونزا بشكل كامل، كما كان هناك أيضاً ضحايا وأشخاص لم يكن لديهم أي أمراض مزمنة بحيث تجعلهم من المجموعات الأكثر تعرضاً للخطورة مثل الأطفال من عمر 6 شهور وحتى 5 سنوات من العمر، والبالغين الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة، والنساء الحوامل، والذين يعانون من أمراض طبية مزمنة مثل السكر، وأمراض الربو والحساسية، والفشل الكبدي والكلوي، والأورام، وضعف المناعة إما بسبب عدوى الإيدز، أو بسبب تناول أدوية مثبطة للمناعة مثل الكورتيزون وغيره إلخ .. وهذه المجموعات الأكثر تعرضاً للخطورة هي أول من ينبغي عليها تناول التطعيم في أكتوبر من كل عام، وإذا أصيبوا بالعدوى فعليهم الإسراع بتناول عقار "تاميفلو" في أول 48 ساعة من الإصابة وظهورالأعراض التي تتمثل في؛ ارتفاع في درجة الحرارة ( 38 أو أكثر) - التهاب في الحلق - رشح أو انسداد في الأنف - الآم حادة في العظام والعضلات - سعال - فقدان الشهية. تقليل انتشار الفيروس وقال د. عبد الهادي مصباح: "أعتقد أن هناك بعض الاحتياطات التي ينبغي الحرص عليها من أجل تقليل انتشار عدوى فيروس الإنفلونزا منها - بالإضافة إلى الحصول على لقاح الانفلونزا - : الراحة التامة في الفراش بمجرد ارتفاع درجة الحرارة، غسيل اليدين بشكل متكرر، تجنب الاتصال الوثيق والقريب مع الأشخاص المرضى بالانفلونزا، تغطية الفم والأنف عند السعال والعطس، البعد عن التقبيل، التواجد في أماكن جيدة التهوية، تطهير الأسطح الملوثة، بما في ذلك مقابض الأبواب ، والألعاب. وأضاف إن العلاج المضاد للفيروسات في وقت مبكر من خلال عقار( تاميفلو) يمكن أن 1- يقصر مدة المرض والحمى والأعراض، 2- يقلل من خطر المضاعفات الناتجة عن الأنفلونزا (مثل التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال الصغار، والالتهاب الرئوي، وفشل الجهاز التنفسي والموت عند الكبار )، 3 - يقصر مدة العلاج في المستشفيات.
