بداية ساخنة تواجه حكومة جوردن براون عقب يومين من توليه رئاسة الحكومة البريطانية. حالة من الذعر والتاهب تعيشها بريطانيا بعد ان عادت العمليلت الارهابية تطل بوجهها البغيض لتعيد الى الاذهان احداث تفجيرات لندن قبيل أسبوع من حلول الذكرى الثانية لتفجيرات 7/7 التي شهدتها شبكة المواصلات في لندن وأدت إلى مقتل 52 شخصاً. الحكومة البريطانية الجديدة عقدت اجتماع خلية الازمات البريطانية المعروفة باسم "كوبرا" مع تعزيز الامن في العاصمة وتواصل مطاردة سائقي السيارتين اللتين كانتا مليئتين بالوقود والمسامير وقوارير الغاز. ورفعت الحكومة البريطانية التعبئة الأمنية امس السبت إلى أعلى درجاتها حالة "الخطر." وتعني توقع هجوم إرهابي وشيك. وذلك فى اعقاب حادثة اقتحام سيارة لمطار جلاسكو باسكوتلندا والتى سبقها يوم الجمعة اكتشاف سيارتين مفخختين في وسط لندن ، فيما أعلنت السلطات اعتقال شخصين آخرين ليصل إجمالي المعتقلين حتى كتابة هذه السطور إلى أربعة أشخاص. وزيرة الداخلية جاكي سميث قالت إن رفع درجة التأهب اتخذ بناء على توصيات مركز التحليل المضاد للإرهاب بعد الأحداث التي شهدتها البلاد خلال الساعات ال48 الماضية. وتوجه رئيس الوزراء جوردون براون الذي يواجه اصعب تحد بعد ايام من توليه منصبه الجديد الى مقر الشرطة البريطانية (سكوتلنديارد) لاجراء محادثات مع رؤساء وحدات مكافحة الارهاب بعد تفكيك السيارتين المفخختين .. مصادر حكومية كشفت أن حادثة جلاسكو ترتبط بصورة مباشرة بالمتورطين في حادثة لندن وأنه يُنظر إليهما كمخطط إرهابي. وأغلقت السلطات عدداً من المطارات منها مطار جلاسكو، الذي أصيب بأضرار جراء محاولة اقتحامه بسيارة دفع رباعي اندلعت فيها النيران، ويعدّ مطار جلاسكو أكثر مطارات اسكتلندا نشاطا حيث تستخدمه نحو 40 شركة طيران للوصول إلى 80 وجهة. وأوقفت الحركة الجوية في المطار إثر إغلاقه وتم فرض طوق أمني حول المنطقة، فيما ظل بعض المسافرين داخل الطائرات الواقفة على ممرات الإقلاع نظراً لعجز السلطات عن إخلائهم إلى داخل مبنى المطار، وتمّ إخلاء المطار بعد أن نصحت السلطات بعدم استخدامه وألغت الرحلات المنطلقة منه والقادمة إليه، فيما لجأ من كان بداخله ساعة الحادث إلى المباني المحيطة ،وبدأ إخلاء بعض المسافرين من الطائرات فجر اليوم الأحد. وفى اعقاب ذلك اعلنت السلطات في مطار جون لينون في ليفربول شمالي انجلترا أنها قررت إغلاق المطار حتى إشعار آخر نتيجة الهجوم الذي تعرض له مطار جلاسجو، فيما تم رفع حالة التأهب الأمنية في مطارات أدنبرة ونيوكاسل وبيرمينجهام ومانشستر وبلاك بوول. وأشاعت المحاولة حالة من الذعر محلياً ودفعت بالعديد من الحكومات إلى رفع حالة التأهب الأمني في عدد من مطارات العالم. الاعتداء الذي وقع في مطار جلاسجو أثر بشكل دراماتيكي على سير التحقيقات في الأحداث التي شهدتها لندن يوم الجمعة ،حيث باشرت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية تحقيقاتها اثر العثور على سيارة مشبوهة في داخلها شحنة ناسفة قرب منطقة "بيكاديلي سيركس" المزدحمة بالمسارح والمطاعم والحانات، في قلب العاصمة لندن. كما عثرت السلطات لاحقا على سيارة أخرى ثانية كانت محملة بالمتفجرات قرب ساحة "ترافالغار" كانت تقف في مكان ممنوع. و قررت السلطات لاحقا إغلاق عدد من الشوارع والطرقات قرب قصر بكينغهام بسبب السيارة المشتبهة. وفرضت الشرطة طوقا على قسم من منطقة "بارك لين" وباشرت بتفتيش السيارة ليتبين لها لاحقا أنّها محملة بكمية متفجرات مشابهة لتلك التي تمّ العثور عليها في السيارة الأولى. وتعمل السلطات على تحليل واستخلاص النتائج من العديد من الصور ومنها ما أكد أنّ السيارتين توقفتا في مكانيهما في نفس الوقت. وتمكنت السلطات من تحديد هوية مالكى السيارتين السابقين وفقا للوحاتهما المعدنية واتصلت بهم، ، غير أنها لم تحدد بعد المالكين الحاليين لهما. وشددت السلطات البريطانية الإجراءت الأمنية في أنحاء العاصمة لندن ، وطالبت المواطنين باليقظة والحذر والإبلاغ عن أي تصرفات مشبوهة إلى السلطات المختصة.. انتقال العدوى .. صدى هذه التطورات انتقل إلى الولاياتالمتحدة التي أعلنت تعزيز الأمن في مطاراتها ،ففى الوقت الذى قررت السلطات البريطانية إجراءات مختلفة لتعزيز الأمن في عدة مطارات، اتخذت السلطات الأمريكية بدورها إجراءات تستهدف حماية مطاراتها، وتقرر تكثيف الحضور الأمني في كل مطارات البلاد على سبيل الحيطة في ضوء أحداث بريطانيا. كما تلقى الرئيس الأمريكي جورج بوش إيجازا حول الوضع، وفقا لما أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو الذي أوضح أنه لم تتوفر بعد أي معلومات تشير إلى أنّ هناك تهديدا ماثلا أمام الولاياتالمتحدة.. 1/7/2007