تضاربت الأنباء بشأن الجهة التي من المرجح لها أن تكون خلف السيارات المفخخة التي تمَّ اكتشافها أمس الجمعة في بعض شوارع العاصمة البريطانية لندن والتي كانت معبأةً بالبنزين والمسامير وأسطوانات الغاز وأبطلت الشرطة البريطانية مفعولها. ففي حين رجحت مصادر أمنية ومحللون أن من أسمتهم بال "متشددين الإسلاميين" ربما يقفون وراء هذه القضية إلا أن مصادر أخرى في لندن والقاهرة قالت إنَّه من السابق لأوانه توجيه أصابع الاتهام بشكلٍ مؤكدٍ لتنظيم القاعدة أو أي جماعةٍ إسلاميةٍ أخرى في هذا الشأن. وقالت بعض المصادر – بحسب رويترز – إن طبيعة العبوة الناسفة والتفاصيل التي ظهرت حتى الآن ومنها تقارير بأنَّ شهود عيان رأوا السيارة تسير بشكلٍ غريب تختلف مع أسلوب عمليات القاعدة المعتاد والذي يضم عملاء منظمين يشنون هجمات متعددة ومتزامنة. كما وجهت بعض المصادر الاتهام إلى الجيش الجمهوري الإيرلندي السري. غير أن الإجماع كان على أن العملية مثلت تحديا كبيرا للحكومة الجديدة برئاسة غوردون براون. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث إن بلادها تواجه حاليا أكبر تهديد لأمنها مما وصفته بالإرهاب الدولي. وجاءت تصريحات سميث بعد ساعات من العثور على قنبلة ثانية في سيارة كانت متوقفة قرب أخرى عثر فيها على قنبلة وأبطل مفعولها في وقت سابق. وتحتوي القنبلتان على مسامير ووقود. من جهتها سارعت بولين نيفيل جونز المسؤولة السابقة عن اللجنة المشتركة للاستخبارات البريطانية (1991-1994) إلى اتهام تنظيم القاعدة وقالت إن له صلة ما بسيناريو الهجوم الفاشل. وأوضحت - في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية - أن لتنظيم القاعدة علاقات غير منسقة ويساهم في توجيه الإسلاميين في العالم فيتخذون قرارات من تلقاء أنفسهم ضد المصالح الغربية. غير أن شرطة إسكوتلانديارد قالت إن القنبلة لم تحمل بصمات القاعدة, لكن من غير المستبعد ضلوع التنظيم في العملية خاصة أن 1600 ممن اعتبرتهم متشددين إسلاميين يعيشون في بريطانيا. وفي هذا الصدد قال بيتر نيومان من كينغز كوليدج في لندن إنه إذا كان الإسلاميون مسؤولين فذلك يعني أنهم تصرفوا من تلقاء أنفسهم وليس للقاعدة دخل في الأمر لأن القنبلة تبدو بدائية ولا تشبه أنواع العبوات المتطورة للغاية التي تستخدمها القاعدة. وقال مسؤول أمني آخر رفض نشر اسمه إن من السابق لأوانه اتهام جهة معينة خاصة أن هذه العملية تختلف مع أسلوب عمليات القاعدة المعتاد الذي يضم عملاء منظمين يشنون هجمات متعددة ومتزامنة. أما المدير الإداري بمؤسسة جانوسيان لإدارة المخاطر الأمنية ديفد كلاريدج فيرى أن التهديد الحقيقي للسلطات الآن هو إمكانية تزايد عدد القنابل وأن تكون بداية لحملة تفجيرات. وقال رئيس الوزراء البريطاني إن حالة التأهب الأمني التي أعلنت في وسط لندن عقب العثور على العبوة الناسفة تظهر أن بريطانيا لا تزال تواجه تهديدا خطيرا ومستمرا. وشهدت العاصمة البريطانية حالة استنفار أمني حيث أغلقت شوارع رئيسية وسط المدينة على خلفية العثور على العبوتين. فقد أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية إبطال مفعول عبوة ناسفة كانت في سيارة أمام ملهى ليلي فجر الجمعة. وقال شهود عيان إن السائق كان يقود السيارة بطريقة مريبة قبل أن يصدمها بصناديق قمامة خارج ملهى ليلي في شارع هايماركت وسط لندن ويلوذ بالفرار وقالت الشرطة إن السيارة كانت معبأة بالبنزين وأسطوانات غاز ومسامير. وفي وقت لاحق أعلن رئيس شرطة مكافحة الإرهاب بيتر كلارك العثور على قنبلة ثانية في سيارة كانت متوقفة قرب الأولى وقال كلارك إن السيارة الثانية جرى قطرها من شارع قريب تحتوي على مسامير ووقود مثل الأولى مؤكدا أن الاثنتين مرتبطتان ببعضهما البعض. وفي أول رد فعل أمريكي دعت واشنطن رعاياها في الخارج إلى التزام الحذر لكن بيان وزارة الأمن الداخلي الأميركي قال إنه لا توجد معلومات ذات مصداقية عن "تهديد إرهابي" للولايات المتحدة. وكانت العاصمة البريطانية شهدت في السابع من يوليو 2005 تفجيرات استهدفت وسائل النقل أوقعت 52 قتيلا. وبعد ذلك بأسبوعين أعلن إحباط مخطط آخر لشن هجمات.