اتخذ التحقيق بشأن الهجمات الفاشلة في بريطانيا طابعا دوليا حيث استجوبت السلطات الأسترالية طبيبين أجنبيين فيما طلبت لندن من باكستان ودول أخرى تقديم العون في التحريات الجارية بشأن المشتبه في صلاتهم بتلك الهجمات. وقالت مصادر رسمية أسترالية إن الأجهزة الأمنية استجوبت صباح اليوم طبيبا أجنبيا ثانيا بعد توقيف طبيب أول في إطار التحقيق في قضية العثور على سيارتين مفخختين بالعاصمة البريطانية والهجوم على مطار غلاسكو. لكن السلطات الأسترالية لم تؤكد وجود علاقة بين الطبيب الثاني والهجمات الفاشلة في بريطانيا مشيرة إلى أن الطبيب الأول وهو من أصل هندي أوقف أمس لدى وصوله إلى أستراليا قادما من بريطانيا. إلى جانب أستراليا طلبت بريطانيا من باكستان ودول أخرى المساهمة في التحقيق في خلفيات المشتبه في علاقتهم بالهجمات المفترضة التي أحبطت في لندن وغلاسكو. وتواصل السلطات البريطانية تحرياتها في القضية حيث كشفت وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث أن المحققين قاموا ب19 عملية تفتيش منذ بداية التحقيق الذي يتطور بسرعة مؤكدة أن الشرطة زادت بشكل ملحوظ الإجراءات الأمنية. وارتفع عدد المعتقلين في بريطانيا إلى ثمانية أشخاص قالت بعض وسائل الإعلام البريطانية إن بينهم طبيبين أحدهما عراقي والآخر أردني من أصل فلسطيني. وكانت الشرطة البريطانية قد اعتقلت خمسة أشخاص ترى أن لهم علاقة بسيارتين كانتا محشوتين بقوارير غاز ومسامير عثر عليهما في حي مزدحم وسط لندن واقتحام سيارة مشتعلة محطة الركاب الرئيسية في مطار غلاسكو. وحول هوية الطبيبين ذوي الأصول العربية أفاد تلفزيون "بي بي سي" البريطاني أن الطبيب العراقي كان طبيبا بديلا في مستشفى ألكسندرا الذي يعالج فيه أحد المشتبه في صلتهم بهجوم غلاسكو لإصابته بحروق خطرة. وزعم مسؤولون أردنيون – بحسب وكالة الأنباء الفرنسية - أن الطبيب الأردني الذي يبلغ من العمر 27 عاما قد يكون العقل المدبر للعملية. واعتقل إلى جانب الطبيب الأردني زوجته. وقد ناشدت عائلته ملك الأردن عبد الله الثاني التدخل في القضية وقال والده إنه ليس من المعقول أن يكون أي مواطن عربي إرهابيا. وقال رئيس شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية بيتر كلارك إن التحقيقات تتقدم بسرعة شديدة مشيرا إلى أن الصلة بين الحوادث تتضح أكثر فأكثر. وتركز تحقيقات الشرطة البريطانية على مراجعة دقيقة لتسجيلات كاميرات المراقبة المنتشرة في مطار لندن وحوله. وأعرب كلارك عن اقتناعه بأنه في الأيام والأسابيع المقبلة ستتكون لدى الشرطة فكرة واضحة عن الوسيلة التي يستخدمها "الإرهابيون" والطريقة التي خططوا من خلالها لهذه الهجمات والشبكة التي ينتمون إليها. وقد دفعت محاولات الهجمات الثلاث الحكومة البريطانية إلى رفع مستوى التأهب إلى أقصى درجاته للمرة الأولى منذ أغسطس الماضي وذلك قبل نحو أسبوع من الذكرى السنوية الثانية لهجمات السابع من يوليو 2005 التي قضى فيها 52 شخصا ومنفذو الهجمات الأربع.