من ولد يوم 6 أكتوبر 1973 يحتفل اليوم بعيد ميلاده الأربعين وهذا يعني ان %60 من شباب مصر لم يشاهدوا هذا الإنجاز العظيم في تاريخ مصر. كان شيئا غريبا ان تتغير أحداث ورموز حرب أكتوبر حسب التغيرات السياسية.. في احيان كثيرة غاب اسم أنور السادات صاحب قرار الحرب أمام المجاملات الإعلامية واحتفالات الضربة الجوية.. وغاب اسم الشاذلي منذ البداية ثم اختفى اسم أحمد إسماعيل وبعده بقليل غاب اسم الجمسي وأبو غزالة بل غاب اسم عبدالمنعم رياض وحتى الآن مازال أكتوبر الحدث والرموز واللحظة حائرا بين جبهات وأطراف كثيرة.. على المستوى التاريخي كانت هناك لجنة لكتابة تاريخ حرب أكتوبر ولم تنجز عملها ومع رحيل الأجيال التي شاركت في هذه المعجزة ازداد الأمر صعوبة.. هناك من كتب عن أكتوبر مذكرات شخصية مثل الشاذلي والجمسي وهناك المحررون العسكريون الذين سجلوا المعارك وهناك الكتابات العالمية التي اقتربت من الأحداث ولكن بوجهة نظر غربية انحازت لإسرائيل.. اما كتابات الإسرائيليين فهي كثيرة وافتقدت الدقة والأمانة في معظم الأحيان.. ولا أدري أين ذهبت أعمال لجنة كتابة تاريخ أكتوبر وشهادات المشاركين فيه وهل يمكن إحياء هذا المشروع الآن بحيث تستعيد الذاكرة المصرية انجازا تاريخيا ينبغي ان يبقى في وجدان هذا الشعب.. ان اجيالنا الجديدة التي ولدت مع هذا الحدث لا تعرف شيئا إلا ما تكتبه الصحف في كل عام أو ما تناثر من شهادات إذاعية أو تليفزيونية وحتى الفن المصري لم يعط لهذا الحدث مكانته التاريخية هناك فيلم أو فيلمان وهناك احتفالية سنوية ظلت ثلاثين عاما تردد أغنية واحدة عن الضربة الجوية اما بقية الأدوار وبقية الرموز فقد رحل من رحل وغاب من غاب واختصرنا أكتوبر العظيم في ساعتين كل عام يجلس فيها المصريون أمام الشاشات يشاهدون بعض الصور ويسمعون بعض الأغاني اما دماء الشهداء وتضحيات الرجال وصرخات العابرين وهم يقتحمون خط بارليف كل هذه الصور أصبحت مجرد ألبوم يحتفظ به أبناء الشهداء وهم يسترجعون صور آبائهم العظام وهم يكتبون لمصر أروع صفحات التضحية والفداء. نقلا عن جريدة الأهرام