تصدت ثقة المستثمرين بسوق المال المصرية في قدرة الدولة على فرض الامن والقضاء على الارهاب بجانب عودة الاجانب الى الشراء في اعقاب مؤتمر هيرميس بلندن الى موجة بيع بهدف جني الارباح على بورصة مصر خلال الاسبوع الثالث من سبتمبر 2013. وانهت السوق جلسات الاسبوع على صعود ليكسب مؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" - الذي يضم اكبر 30 شركة مدرجة - 0.67 %مسجلا 5530 نقطة، وهو أعلى مستوى له في 5 أسابيع، وصعد مؤشر "إيجي إكس 20" بنسبة 1.2 % مغلقًا عند 6461 نقطة. وارتفع مؤشر "إيجي إكس 70" الذي يقيس أداء الأسهم المتوسطة بنسبة 2.4 % ليبلغ 476 نقطة، وبلغت مكاسب مؤشر "إيجي إكس 100"، بنسبة 1.7 % مسجلاً 797 نقطة. وافاد التقرير الاسبوعي للبورصة المصرية بان رأس المال السوقي للأسهم المقيدة زاد بنحو 1.2 مليار جنيه مقارنة بالاسبوع السابق ليسجل 371.6 مليار جنيه. هزيمة الارهاب وقال وائل عنبة رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لمجموعة ادارة محافظ مالية في تصريح لموقع اخبار مصر www.egynews.net ان قدرة البورصة في الحفاظ على الصعود بالرغم من الحملة الامنية على كرداسة وقبلها دلجا وبعد مدة بسيطة من محاولة اغتيال وزير الداخلية يعبر عن ثقة المتعاملين بان التوتر الامني في انحسار وان مصر تكتب اخر فصول معركتها ضد الارهاب. واضاف ان اطمئنان المستثمرين هون من تصحيح البورصة لصعودها السابق خلال جلستي الاربعاء والخميس ليكون في اطار عرضي وليس هبوطيا. ووافقه الرأي اسلام عبد العاطي المحلل الفني قائلا ان السوق نجحت في تحقيق ارتفاعات جيدة على مدار الاسبوع تخللها انخفاض غير ملحوظ فى ظل الارتفاعات المجمعة التى حققها السوق فى عدة جلسات متتالية. انباء الشركات وقال عبد العاطي ان السوق استفادت خلال الاسبوع من الانباء الجيدة الخاصة بالشركات مما افرز تفاؤلا في صفوف المستثمرين بمستقبل السوق خاصة مع تردد انباء جيدة تخص الاقتصاد ككل والشركات المدرجة بالبورصة. ولفت الى ان المناخ الجيد جعل الاسهم تتفاعل مع اخبار شركاتها مما اوجد قادة جدد للسوق وخاصة من الشركات الصغيرة والمتوسطة. وفي سياق اخر، ذكر ان تبادل الادوار فيما بين فئات المستثمرين من مؤسسات وافراد وايضا بين المصريين والعرب والاجانب اوجد نوعا من تبادل المصالح ادى لتماسك السوق خلال الفترة الماضية. وقال "وبجانب الانباء الداخلية لا يمكن ان نغفل الدور الكبير لتعليق الضربة العسكرية على سوريا والتى ادت الى نجاح اغلب اسواق المنطقة فى تحقيق ارتفاعات قياسية ولاسيما السوق المصرية وان كانت قد حظيت بأقل نسبة من الارتفاعات كنتيجة طبيعية لانها سجلت اقل نسبة هبوط جراء الاعلان عن ضرب سوريا سلفا". مؤتمر هيرميس وافاد عنبة بان السوق استفادت من المؤتمر السنوى الثالث لأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالعاصمة البريطانية لندن الذي تنظمه المجموعة المالية هيرميس حيث ساهم الى حد كبير في عودة الاجانب الى دخول السوق المصرية. وتوقع ان يشهد الاسبوع الاخير من سبتمبر المزيد من المشتريات وتسجل السوق موجة جديدة من الصعود على خلفية المؤتمر لنتهي السوق الربع الثالث من 2013 على مستوى جيد. والمؤتمر يعد أكبر مؤتمر استثماري على الإطلاق تستضيفه المملكة المتحدة بمشاركة مجموعة من أبرز المستثمرين والمؤسسات المالية حول العالم بملاءة استثمارية تتجاوز 5 ترليونات دولار أمريكى. وسعي المؤتمر الذى يتم تنظمه المجموعة بالتعاون مع بورصة لندن إلى توفير مناخ ملائم لفتح قنوات التواصل المباشر بين ممثلى الإدارة التنفيذية بأبرز الشركات الإقليمية ومديرى صناديق الاستثمار وغيرهم من المؤسسات الدولية الراغبة فى دراسة وتقييم الفرص الاستثمارية الجذابة بمختلف القطاعات الاقتصادية فى أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وجمع المؤتمر ممثلى أكثر من 162 صندوقا استثماريا و91 مؤسسة مالية من أوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لعقد الاجتماعات المباشرة مع كبار المسئولين بأبرز 53 شركة فى 11 دولة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب الصحراء الأفريقية. وتزامن المؤتمر مع انتهاء فترة الإعلان عن النتائج الفصلية للربع الثانى من عام 2013 الذى رصد خلاله قسم البحوث المجموعة المالية هيرميس تحقيق نتائج متميزة فى 37% من الشركات الإقليمية التى تحظى بتغطيته البحثية، والبالغ عددها 121 شركة، فيما يعكس تفوق تلك الشركات على جميع التوقعات على الرغم من استمرار الاضطرابات السياسية بالمنطقة. موسم العطلات ومن جانبه، قال أحمد العطيفي خبير اسواق المال ان السكون سيطر على استثمارات عدد من المتعاملين خلال الاسبوع كنتيجة منطقية لمرور السوق بمنطقة جني ارباح على خلفية الارتفاعات القوية السابقة فضلا عن قرب نهاية الربع الأول من العام المالي 2013- 2014. واضاف بانه يتوقع ان تستمر السوق في حركة عرضية الاسبوع الاخير من سبتمبر نتيجة لقرب فترة عطلات حيث ان النصف الاول من اكتوبر سوف يشهد عدد من العطلات منها عطلة عيد الاضحى المبارك التي تستمر نحو اسبوع وكذلك ذكرى انتصار حرب اكتوبر 1973 وهو ما يدفع المستثمرين الى البقاء خارج السوق لطول فترة العطلة. وفي تفصيل لجلسات الاسبوع، استهلت البورصة الاسبوع مرتفعة مواصلة موجة صعود ممتدة من الاسبوع الاسبق جراء تبدد المخاوف من توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا بعد الاتفاق الأمريكي الروسي على تسليم النظام السوري للأسلحة الكيماوية خلال اسبوع وسط عمليات شراء مكثفة من المستثمرين المصريين والعرب على الأسهم خاصة فى قطاع أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة التى لم تشهد ارتفاعات قوية في الجلسات الماضية. وواصلت مؤشرات البورصة المصرية مسيرة حصد المكاسب الاثنين بدعم من اتجاه المستثمرين المحليين والعرب الى الشراء بينما مال الأجانب ناحية البيع. وخلال جلسة الثلاثاء، نجحت البورصة في اقتناص اغلاقا اخضر مدعومة بشراء المستثمرين العرب والاجانب وسط احجام تداول مرتفعة وتترقب السوق موجة من البيع بهدف جني الارباح بالافق. وحولت مؤشرات البورصة دفتها نحو التراجع الاربعاء فبينما تراجع المؤشر الرئيسي للسوق تحت ضغوط بيعية للمستثمرين المحليين في المقابل اتجه الأجانب والعرب للشراء. وحافظت البورصة المصرية على التلون بالاخضر الخميس - اخر جلسات الاسبوع - بالرغم من تزامن الجلسة مع تنفيذ عملية امنية في منطقة كرداسة، وساهم انحسار العنف في الشارع في تحويل تصحيح السوق لصعودها السابق في اطار عرضي وليس هبوطي.