تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد اصبحت ألازمة السياسة التى تمر بها البلاد ، تمثل بالفعل عبئا ثقيلا على الاقتصاد المصرى و خاصة القطاع السياحى الذى يحتل مكانة كبرى من حيث العائدات، و قد ادى انتشار مظاهر العنف و التدمير و الحرق التى شهدتها البلاد مؤخرا الى تراجع حاد فى مؤشرات السياحة الوافدة فى ظل توصيات الحكومات الأجنبية لرعاياها بالامتناع عن السفر إلى البلاد، واضطرار الكثير من الشركات السياحية لالغاء رحلاتها.. فيما قررت بعض الشركات الصناعية و التعدينية تحجيم نشاطها بصفة مؤقتة في انتظار ما سيسفر عنه الموقف فى مصر. حكومتى ألمانيا والسويد نصحتا مواطنيهما بعدم السفر إلى مصر، في حين نادت وزارة الخارجية البريطانية بتجنب السفر الى مصر ما لم يكن الامر ضروريا ، كما جددت وزارة الخارجية الامريكية تحذيرا يحث الأميركيين على تجنب السفر الى البلاد. وقد قامت عدة شركات اوربية من بينها شركة السفر و السياحة الألمانية TUI بإلغاء جميع رحلاتها إلى مصر لمدة شهر .. وقالت شركة توماس كوك البريطانية إن الزبائن الذين حجزوا لقضاء عطلات في مصر سيسمح لهم بإعادة الحجز في أماكن أخرى مجانا بعيدا عن القاهرة و الاقصر ، وقال متحدث باسم الشركة إن منتجعات البحر الأحمر ومنها شرم الشيخ لم تتأثر بالاضطرابات لكن الزبائن فيما يبدو يبتعدون خوفا. وقامت مجموعة تي.يو.آي وتوماس كوك بالفعل بإيقاف الرحلات إلى القاهرة والأقصر وأوقفت عرض تقديم رحلات نيلية منذ تفجر الاضطرابات الشهر الماضي. و لكن مع استمرار الازمة السياسية يظل قطاع السياحة – الذى يمثل حوالي 10٪ من الاقتصاد المصري - هو اكبر القطاعات تضررا خاصة و انه يتم استنزافه منذ بدء ثورة 25 يناير عام 2011 و حتى الان ... و فيما تقلصت اعداد السائحين المتوجهين الى الاقصر و اسوان ، مازالت المناطق السياحية فى سيناء و على راسها شرم الشيخ وغيرها من المنتجعات الساحلية صامدة على الرغم من التراجع النسبى فى نسبة الاشغال . فقبل تزايد وتيرة الاحداث فى مصر كانت منطقة البحر الأحمر و سيناء قد شهدت انتعاشا كبيرا نتيج طفرة في الرحلات الجوية المستأجرة من روسيا وأوكرانيا، وكذلك ألمانيا وإيطاليا..وقالت شركة " ايزي جيت" لرحلات الطائرات الشارتر ان معظم المقاعد قد بيعت فى رحلاتها الجوية طوال الأسابيع المقبلة ، حيث تم الحجز عموما في وقت مبكر عن تفاقم الاحداث بالنسبة لمصر. وقالت الشركة انها ستسمح للناس الذين حجزوا رحلاتها الجوية الى وجهاتها المصرية، فى شرم الشيخ والغردقة، إلى تغيير خططهم إذا كانوا يرغبون في القيام به. و قد اعلنت وكالة السياحة الاتحادية الروسية ، عن مخاوفها من تعرض عدد من شركات السفر في روسيا للافلاس بسبب التطورات الحالية في مصر. فيما قدرت مايا ليميدز المديرة التنفيذية للجمعية الروسية لشركات السفر، الخسائر الأولية التي قد تعاني منها الشركات السياحية الروسية بنحو 35 مليون دولار خاصة و انه قد تم بيع ما يصل إلى 50 ألف تذكرة سفر الى مصر خلال الشهر الشهرين المقبلين، مضيفة أن متوسط سعر رحلة السفر إلى مصر يتراوح ما بين 600 إلى 700 دولار للشخص الواحد. على جانب اخر .. أجبرت الاضطرابات التي تشهدها مصر عدة شركات صناعية و تعدينية أجنبية على إيقاف إنتاجها او تقليص عملياتها خوفا من تدهور الاوضاع الامنية .. حيث أكدت شركة باسف الألمانية العملاقة للكيماويات أنها لن تعيد فتح عملياتها في مصر بعد عطلة نهاية الأسبوع بسبب العنف الذي يعصف بالبلاد. وأوقفت شركة إلكترولوكس السويدية للأجهزة المنزلية إنتاجها في عدة مصانع على مشارف القاهرة يعمل فيها 7000 شخص، كما أغلقت جنرال موتورز إلى أجل غير مسمى مصنعها لتجميع السيارات خارج القاهرة وأغلقت مكتبها هناك. وقرر المسؤولون بشركتي "تويوتا وسوزوكي"، لتصنيع السيارات اليابانية، وقف إنتاج الشركتين في مصر خوفاً على سلامة عمالهما. وأوقفت شركة يلدز التركية للصناعات الغذائية إنتاجها في مصر بسبب الاضطرابات.. اما شركات الطاقة البريطانية العاملة فى مصر فقد قامت اغلبها بتقليص بعض عمالتها لكنها اعلنت أنها لن تخفض من مستويات الإنتاج، وقالت شركة" شل" انه لضمان سلامة وأمن موظفيها فقد أغلقت مكاتب الشركة في عطلة نهاية الأسبوع وحظرت السفر داخل البلاد وستستمر الشركة في مراقبة الوضع في مصر. اما شركة بى جى البريطانية التى تعمل فى الغاز الطبيعي المسال من الحقول البحرية فقد قامت بخفض انتاجها الى نحو خمس الإنتاج وسحبت 100 من موظفيها المغتربين وعائلاتهم الشهر الماضي ، بينما اصدرت بيان تقول فيه ان الامور حتى الان امنة و ان الشركة مستمرة فى مراقبة الاوضاع .