جولة من المحادثات اجراها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في طهران بشأن ملفها النووي، اسفرت عن اعلان الوكالة انها اتفقت مع ايران على مهلة تمتد اربعة اسابيع لحل كل المسائل العالقة .. لتدخل بذلك العلاقة بين طهران والوكالة فى مرحلة جديدة .. زيارة البرادعى لطهران تهدف معرفة أسباب إصرار إيران على الاستمرار في تخصيب اليورانيوم، خاصة بعد أن عثر مفتشون من الوكالة الدولية مؤخرا، على جزيئات يورانيوم عالية التخصيب في جامعة طهران التقنية، وهي جزيئات تشبه تلك التي تستخدم في صنع السلاح النووي، وفقا لبيان صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما يسعى البرادعي إلى إنهاء القيود التي فرضتها إيران على المفتشين الدوليين، وهي خطوة مهمة للتأكد من أن إيران لا تسعى من وراء تخصيب اليورانيوم إلى إنتاج السلاح النووي. الدكتور محمد البرادعي يؤكد أن الوكالة الدولية نجحت مع إيران إلى حد كبير. الا ان هناك الكثير من المسائل، التي على إيران إيضاحها بكل شفافية معربا عن تفاؤله بان الشهرين القادمين سيكونان حاسمين. ومرة اخرى يؤكد البرادعى أن إيران لا تزال بعيدة عن تصنيع سلاح نووي، حتى إذا امتلكت القدرة على ذلك، حيث أن نسبة تخصيب اليورانيوم لم تتجاوز 5 % بينما يحتاج السلاح النووي إلى يورانيوم مخصب بنسبة 98 %. البيان الذى صدر في فيينا عن الوكالة الذرية بعد انتهاء محادثات البرادعى مع الاطراف الايرانية اكد انه تم الاتفاق على "وجوب انجاز وثيقة العمل" التى سبق الاتفاق عليها والتى تهدف الى توضيح كل "المسائل العالقة " وذلك خلال الاسابيع الاربعة المقبلة. وتنص "وثيقة العمل" التى تم التوصل اليها على اتفاق بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول قضايا البلوتونيوم و اجهزة الطرد المركزي بي2 وبي1، و بلوتونيوم 210، و اليورانيوم المعدني، و تشمل مشاورات أجراها الجانبان من اجل معالجة القضايا العالقة كذرات اليورانيوم الملوث في كلية الهندسة في جامعة طهران و منجم " غولشين". جدير بالذكر ان البرادعى كان قد حذر اسرائيل من توجيه ضربة عسكرية للمشروع النووي الإيراني مؤكدا ان حدوث ذلك سينتج عنه يقيناً "هزة للكرامة الإيرانية ".الامر الذى سيترتب عليه توافق كامل بين الأطياف الإيرانية كافة (المعارضة للنظام والموالية له) على بناء سلاح نووي في أقرب فرصة، على اعتبار ان ذلك يعد تهديد للدولة نفسها وعلى الجميع ان يتكاتف الآن . ويرى المراقبون ان ايران تسعى بتعاونها مع الوكالة الدولية ان تنأى بملفها النووي من حالته الامنية الحالية ليصبح ملفا عاديا و قد ساعدها في ذلك التقرير الذي نشرته 16 مؤسسة امنية و استخباراتية اميركية. البرادعى "تنفس الصعداء" بعد التقرير الأمريكي الذي ينفي سعي إيران للحصول على السلاح النووي موضحا أن ما ذكره التقرير الأمريكي هو ماردده طوال الوقت. زيارة البرادعي لايران تزامنت مع جولة الرئيس الامريكي جورج بوش في الشرق الاوسط والتي تهدف الى حشد تأييد العرب لكبح جماح ايران ،والتى وصفها بوش بأنها "خطر على السلام العالمي".وذلك بعد ثلاثة أيام من حديث واشنطن عن احتكاك بين زوارق ايرانية وسفن تابعة للقوات البحرية الامركية في الخليج. وتسعى واشنطن لعزل إيران بسبب أنشطتها النووية التي تشك في أن لها أهدافا عسكرية ،فيما تنفي ايران الاتهامات الامريكية وتقول ان برنامجها النووي سلمي. وتؤكد انها لا تريد سوى توليد الكهرباء وترفض الإذعان للمطالب بوقف عملها النووي الحساس بالرغم من من العقوبات التي فرضتها الأممالمتحدة على طهران .. جهود ملموسة للوكالة الدولية للطاقة الذرية للاطمئنان إلى أن برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم لا يهدف إلا لتوليد الطاقة للأغراض المدنية. وخطوة ايجابية من جانب ايران لاثبات حسن النوايا .. ولكن هل يشفع ذلك لدى الولاياتالمتحدة ،أم أن المواجهة أصبحت حتمية، ولن يستطيع البرادعي منع الولاياتالمتحدة وحلفائها من ضرب إيران، كما حاول دون جدوى أن يمنع ضرب العراق. وفي كل الأحوال ماذا سيترتب على هذه الضربة من عواقب فى حال وقوعها في منطقة أصبحت تقف بكاملها على برميل من البارود ..