نشرت مجلة العلوم الدولية مؤخرا ، بحث امريكى جديد للدكتور سليمان هسيانج من جامعة برينستون و و دكتور مارشال بورك من جامعة بيركلي ، اعتمد البحث على اختبار فرضية غريبة جدا .. حيث تم بحث و دراسة العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستوى العنف و كثرة الحروب . وبعد تحليل نتائج نحو 60 دراسة سابقة حول هذا الموضوع ، اثبتت الدراسة وجود "أدلة قوية" تربط سببية الأحداث المناخية بالصراع الإنسانى من خلال مجموعة من المقاييس المكانية والزمنية وعبر جميع المناطق الرئيسية في العالم. وتقول الدراسة انه على المستوى الأساسي، فإنه من السهل أن نربط بين التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة أو غيرها من الاضطرابات المناخية مثل المناخ و التسونامى و الاعاصير ، و نشوء الصراعات البشرية التى تكون فى تلك الطروف أكثر احتمالا. فعلى سبيل المثال ، ظاهرة "الجفاف" وجد انها ألاكثر تواترا بين مختلف الجماعات و السبب الرئيسى فى نشوء الصراع على موارد المياه؟ .. كذلك فان ارتفاع مستوى سطح البحر و حدوث ما يعرف بالتسونامى قد سبق و ادى لنزوح ملايين اللاجئين من بنجلاديش فارين الى الهند . هسيانج وزملاؤه اعدوا قائمة بعددا من "الآليات المعقولة" في ورقتهم ، التى تشير كيفية اسهام الاحترار العالمى فى زيادة العنف و الصراعات ، و منها ان سخونة درجات الحرارة أو غيرها من الآثار الناجمة عن تغير المناخ يمكن أن تسهم في زيادة العنف البشرى ، فظاهرة الاحتباس الحراري تقلل من الإنتاجية الاقتصادية، و تقلل من الانتاجية البشرية ، و هى بهذا قد تخلق ازمات اقتصادية ، كذلك فان ارتفاع الحرارة يعكر المزاج البشرى و قد يزيد العدوانية. ولكن ، بعض الباحثين و الخبراء انتقدوا نتائج الدراسة و من بينهم ، "إدوارد كار" من جامعة ولاية كارولينا الجنوبية ، قائلا : انها تتمشي مع وجهات النظر الأكاديمية منذ فترة طويلة حول هذا الموضوع. و طرح تساؤل : هل يعني ذلك أن تغير المناخ سوف يجعل الحرب أكثر شيوعا في العقود المقبلة؟ ويقول" كار " انه لا يمكن تعميم نتائج الدراسة ككل في الواقع ، لان هذا الموضوع معقد، وليس هناك في الحقيقة إجابة واضحة.. حيث لا يمكن تعميم فكرة ان الصراع أمر لا مفر منه في عالم أكثر دفئا. فعلى سبيل المثال كان العقد الماضى هو اكثر العقود ارتفاعا فى درجة الحرارة، لكنه ايضا كان أقل العقود من حيث نشوب الصراعات منذ عقد السبعينيات فى القرن العشرين .. لذا يمكن التاكيد ان هناك عوامل مختلفة و متعددة تشترك فى كونها اسبابا لتصاعد حدة الصراعات البشرية و من بينها الاحترار العالمى.