نقلا عن : الجمهورية10/9/07 أكبر تجمع عشوائي في مصر يقع في شمال الجيزة وتحديدا في منطقة امبابة.. والتطوير الذي يستهدف هذه المنطقة حاليا لا يضطر الأهالي إلي الانتقال للسكن عدة أشهر في مناطق أخري.. بل يحافظ علي بقائهم بجوار مصالحهم وشيئا فشيئا يعمد إلي الإحلال والتجديد.. لكن تري ما هو موقف الأهالي وماهي تخوفاتهم؟ تحقيقات الأهرام قابلتهم ورصدت آراءهم.. في البداية لكي نقف علي حجم التطوير الذي ستشهده المنطقة تحدثنا مع الدكتور عبدالمحسن برادة عميد كلية التخطيط العمراني السابق بجامعة القاهرة الذي أكد ان التطوير الشامل لمنطقة مطار إمبابة ككل توجه علمي سليم وللمرة الأولي تتم عملية إعادة التنمية في المنطقة ذاتها . بحيث تعتمد علي توفير أماكن للسكان مع إحلال وإعادة توزيع للخدمات وللأماكن المفتوحة فمن المعروف أن ما كان يتم من قبل يعتمد علي نقل السكان وتسكينهم في أماكن أخري بعيدة إلي أن تتم إعادة تخطيط المنطقة المستهدفة. المهم الآن توفير مجموعة عمل للمراقبة والتقييم أثناء التنفيذ ورصد السلبيات والايجابيات والاستفادة منها عند التعميم في مناطق أخري مماثلة.. كما ينبغي الحد من التوسع في الاستثمار في المنطقة إلا في الحدود التي تسمح بتوفير الخدمات للسكان فلتكن هذه الاستثمارات خدمية وبسيطة تهدف إلي الإرتقاء التدريجي بأهالي المنطقة.. وان كنا نتوقع وجود مشكلات تتعلق بعدم توافر صكوك الحيازة وعدم قبول فكرة الانتقال لمكان آخر حتي ولو في نفس المنطقة وهو ما يجعلنا نطالب بضرورة إيجاد أساليب جديدة لتسجيل الحيازات وكذلك نظم مناسبة لصرف التعويضات في حالة الانتقال إلي أماكن أخري بعيدة عن المنطقة. المهندس عبدالخالق عزوز رئيس حي شمال الجيزة يشير إلي أن التطوير يمتد ليشمل المنطقة الشمالية بأكملها التي تصل مساحتها إلي3150 فدانا تشمل إمبابة والوراق, فالطابع العشوائي للمنطقة فرض ضرورة التطوير الشامل لها وهو ما تمت دراسته ميدانيا من قبل هيئة التخطيط العمراني لتحقيق الاستفادة القصوي لسكان المنطقة.. فقد بدأ النظر للمنطقة علي أنها منطقة جذب استثماري مع النهوض بمستوي الخدمات فيها مع خلق محاور مرورية وربط كوبري أحمد عرابي بالطريق الدائري. وهو ما يؤدي إلي تخفيف الضغط علي محور26 يوليو ناهيك عن الاستفادة من المسطح الأخضر من خلال إقامة4 حدائق عامة وقد تم عمل حصر للسكان وفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء حيث سيتم البناء علي أرض مطار إمبابة لنقل السكان إليها ممن يرغبون في البقاء في المنطقة علي ان يشمل التطوير المنطقة بكاملها. أما من يرغب من السكان في الانتقال إلي أماكن أخري بديلة بعيدة عن المنطقة فسوف يتم صرف تعويضات له.. وسوف تقوم لجان فنية تشمل خبراء متخصصين لتحديد قيمة الأرض والمباني.. وبالقطع لن تتم أعمال الإزالة إلا في أضيق الحدود التي تسمح فقط بتوسعة الشوارع مثلا أو شق الطرق كما أنها لن تتم إلا بعد توفير المسكن البديل في نفس المنطقة ولا شك أن دورنا كحي يتحدد في تذليل العقبات أثناء التنفيذ ورفع المساحات والإمداد بالخرائط الخاصة بالمرافق ومنح تصاريح الحفر للمشروع وتوصيل التيار الكهرباء ومد خطوط الصرف الصحي رأي الأهالي : في مدينة الأمل أجمعت الآراء علي رفض فكرة الانتقال من أساسها تقول هناء حمدي إحدي ساكنات المنطقة ليس في مصلحتنا علي الاطلاق هز استقرارنا ونحن نعيش في منطقة تعد أرقي المناطق في هذا الحي الشعبي وتتميز باتساع شوارعها كما أنها منطقة نظيفة تتوافر بها شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء.. فما الداعي إذن للانتقال إذا كان ذلك ليس في صالحنا كسكان؟. أبوزيد سيد مقاول يعيش في المنطقة منذ25 سنة يقول, وإن مدينة الأمل ليست عشوائية ولكنها داخل التنظيم وبها كم هائل من المحلات كل ما نأمله فقط من أجل تطويرها هو رصف الشوارع بها ودخول الغاز الطبيعي إلي مبانيها.. أما فاطمة محمود محمد فتقول: لي بيت أمتلكه في المنطقة منذ عشر سنوات ومكون من ستة طوابق أقطن فيه انا وعائلتي وتصل قيمته الآن إلي ما يزيد علي مليوني جنيه.. تري هل يمكن أن يتم تعويضي بهذا المبلغ؟ مهما تم التعويض لن يوازي علي الإطلاق قيمة ما أنفقته.. وإذا كانت هناك ضرورة للتطوير فلتقصر علي البيوت المتهالكة القريبة من حدود أرض المطار والمكونة من طابق واحد.. المهندس حمادة جمعة صاحب أحد المحال التجارية يقول: مهما تكن قيمة التعويض فهو لن يعوضنا عن الزبون الذي ربما نخسره إذا انتقلنا إلي مكان آخر حتي ولو في نفس المنطقة.. فالسكن ممكن حل مشكلته ولكن مصدر الرزق أصعب. عزبة المطار: وفي عزبة المطار لم تختلف الصورة كثيرا.. يقول ربيع ماهر من سكان شارع بركات أن عرض الشارع لا يزيد علي مترين وهو في حالة اختناق مستمر من الاتجاهين ومن الأفضل بطبيعة الحال إيجاد سكن بديل لنا ومناسب لإمكانياتنا فلا يخفي علي أحد ان الغالبية العظمي من سكان المنطقة من محدودي الدخل وفي حالة السكن خارج المنطقة نأمل أن يكون التعويض مناسبا ويتوافق مع أسعار السوق كي لا يتعرض الأهالي للظلم.. أما عبدالمجيد محمد عمر فيمتلك منزلا مكونا من4 طوابق ويقيم في المنطقة منذ20 سنة ويؤكد أنه إذا كان المستأجرون يعانون من مشكلة فمن المؤكد أن اصحاب العقارات سوف يعانون من مشكلات عديدة تتعلق بكيفية التعويض وقيمته.. ممدوح رشاد مدرس في مدرسة إبتدائية يقول من الصعب دخول عربات المطافيء أو الإسعاف إلي المنطقة التي نقطن فيها وكل ما نطلبه هو معيشة آدمية فعزبة المطار بأكملها توجد بها مدرسة ابتدائية واحدة لخدمة أهالي المنطقة والمدارس الإعدادية توجد في امبابة فقط اي يركب ابناؤنا القطار يوميا للوصول الي هذه المدارس في امبابة وهذه القطارات تأتي من البحيرة والمناشي وتمر علي المنطقة ليركبها أولادنا متجهين الي امبابة ولا نبالغ إذا شكونا من كثرة الحوادث التي تقع نتيجة لذلك الوضع المؤسف ونحن نري الطلبة معلقين علي سلالم القطار.. ومن ناحية أخري ففصول هذه المدرسة الابتدائية الوحيدة مكتظة بأعداد هائلة من التلاميذ ولا توجد أرض فضاء بالمنطقة يمكن البناء عليها ناهيك عن أن الخدمات كلها مجمعة في منطقة واحدة سواء المطافئ أو الإسعاف أو مكتب البريد أو الصحة والمدرسة.. فهل يعقل هذا؟! خالد محمد مرسي من سكان شارع أبوالنجا في عزبة المطار يقول هل يمكن توصيل وسائل مواصلات تخدم المنطقة ولا توجد مواقف كافية للاتوبيسات.. نحن نؤيد الانتقال إلي اماكن أخري سواء في نفس المنطقة أو بعيدة عنها بشرط توافر الشق الخدمي بجوار السكن.. ويتساءل أحد السكان رفض ذكر إسمه: كيف يمكن لنا نحن سكان المنطقة ونحن ندفع12 15 جنيها في إيجار المسكن أن نتحمل إيجار أو تمليك وحدات سكنية في نفس المنطقة بعد تطويرها أو في أماكن بديلة؟.. فلا يخفي علي أحد أنه لا يوجد بيننا من يزيد دخله علي200 جنيه أو300 جنيه شهريا كما أن35% منا يقطن في حجرة بدون عداد كهرباء.. والوحدة السكنية هنا في الإسكان تحت المتوسط تصل تكلفتها إلي65 ألف جنيه!! نحن لسنا ضد تطوير المنطقة ولكن احتياجات السكان ومراعاة ظروفهم يجب ان تكون في مقدمة الأولويات..